وصف لقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه كان إيجابيا, وأن البرلمان المصري به تنوع جيد, وأن مصر تسير في الطريق الديمقراطي الصحيح, وأن البرلمان الدولي سعيد باكتمال خارطة الطريق في مصر وغير ذلك الكثير من القضايا السياسية والبرلمانية والعربية والإقليمية التي تناولها صابر شودري رئيس الاتحاد البرلماني الدولي في حواره مع الأهرام المسائي خلال زيارته لمصر, وهي قضايا في غاية الأهمية خاصة وأن مصر تقترب من العودة إلي عضويتها في الاتحاد البرلماني الدولي الذي يضم167 برلمانا ويمثل مايزيد علي6.5 مليار شخص حول العالم وذلك بعد إتمامها للاستحقاق الثالث من خارطة الطريق وانتخاب برلمان جديد. وربما تأتي هذه الخطوة لكسر حالة العزلة التي فرضت علي مصر مؤخرا بتعليق عضويتها في الاتحاد خلال شهر أكتوبر2013 بدعوي عدم وجود برلمان منعقد في ذلك الوقت.. وأيضا تأتي للتأكيد علي مكانة مصر وثقلها الإقليمي والدولي وهذا ما أكده خلال زيارته لمصر أمس. الأهرام المسائي التقت شودري وأجرت معه حوارا خاصا حول عودة مصر للاتحاد وإمكانية مشاركتها في الجمعية العمومية القادمة له في زامبيا, وتطرق الحديث للقائه المهم مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وكذلك لقاءاته برئيس البرلمان المصري ووزيري الخارجية والعدل وأمين عام الجامعة العربية.. وإلي نص الحوار: دعنا نبدأ من جولتك المكوكية بالقاهرة.. فما الذي دار خلال لقائكم اليوم بالرئيس عبدالفتاح السيسي وماهي أهم الموضوعات التي تمت مناقشتها؟ كان اللقاء مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي إيجابيا للغاية, حيث قدمنا له التهنئة علي إتمام الانتخابات البرلمانية وإنجاز استحقاقات خارطة المستقبل التي توافقت عليها القوي الوطنية. وأشدنا بحصول الشباب والمرأة علي عدد كبير من مقاعد مجلس النواب المصري الجديد وما يعكسه ذلك من أن التجربة الديمقراطية في مصر تسير في الاتجاه الصحيح. وقد تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون بين الاتحاد البرلماني الدولي ومجلس النواب المصري وكذلك إلي مجمل الأوضاع الإقليمية لاسيما ما يتعرض له العالم العربي من تحديات تؤثر علي أمنه واستقراره وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف. وهل تطرق حديثكم لعودة مصر إلي عضويتها بالاتحاد البرلماني الدولي؟ نعم... ورحبنا بعودة مصر إلي عضوية الاتحاد لما سيمثله ذلك من إضافة هامة لعمل الاتحاد لاسيما في ظل التحديات الكبيرة التي تمر بها المنطقة العربية وأكد لنا سيادة الرئيس حرص مصر علي استئناف مجلس النواب المصري لدوره الريادي علي الساحة البرلمانية الإقليمية والدولية وتطلعه لاستعادة نشاط مصر الفاعل بالاتحاد البرلماني الدولي, وأعربت عن سعادتي بتشكيل مجلس النواب المصري الجديد حيث يتسم بقدر كبير من التنوع ويعتبر مثالا لتجربة جديدة يمكن لباقي الدول أن تستفيد منها وتحذو حذوها. وهل كانت تلك المحاور هي نفسها محاور الحديث التي دارت بينكم وبين الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري؟ التقينا الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري بمكتبه وكذلك المستشار مجدي العجاتي, وزير شئون مجلس النواب, وحضرنا جزءا من الجلسة المسائية المنعقدة وقدمنا التهنئة للبرلمان الجديد علي انتخابه وأبدينا سعادتنا بإتمام هذه الخطوة المهمة, وبحثنا سبل التعاون بين البرلمان المصري والاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان العربي وتبادل الخبرات البرلمانية بين النواب ووجدنا ترحابا كبيرا من قبل المجلس, ودعونا المجلس للمشاركة أيضا في اجتماعات الاتحاد التي تعقد بالأممالمتحدة في نيويورك خلال فبراير المقبل فضلا عن دعوة شباب البرلمانيين المصريين للمشاركة في الاجتماعات التي ينظمها الاتحاد البرلماني الدولي لتعزيز انخراط الشباب في العمل البرلماني. وماذا عن لقائك بوزير الخارجية سامح شكري ووزير العدل المستشار أحمد الزند والدلالة الرمزية لزيارتكم لمجلس الدولة؟ نعم التقيت السفير سامح شكري وزير الخارجية وأعربت له عن سعادتي بتشكيل مجلس النواب المصري الجديد ودار بيننا نقاشا مطولا حول الموضوعات والقضايا التي يوليها الاتحاد أهمية خاصة في المرحلة الحالية وفي مقدمتها تعزيز الإطار القانوني لمكافحة الإرهاب والمساعدة في تحقيق أهداف التنمية وقضايا تغير المناخ ودور الاتحاد في دعم الحكومات المختلفة في هذه المجالات, وتحدثنا عن تطوير منظومة العمل البرلماني والارتقاء بها بما يعمل علي تقوية روابط التعاون بين الشعوب وتبادل الخبرات معها. أيضا كان لكم لقاء مهم مع الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية فما الذي خرجتم به من هذا اللقاء؟ نعم تناقشت مع الدكتور نبيل العربي حول الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية باعتباره يعلم خفايا الأمور وكونه في قلب الجامعة العربية وأردت أن أعرف منه آخر تطورات الوضع في سوريا وفلسطين وقدم لنا مساعدة كبيرة والعديد من المعلومات وكانت المقابلة مفيدة جدا وتبادلنا خلالها الرؤي والإحصائيات حول البرلمانات العربية. بالعودة إلي مصر وبرلمانها.. كيف قرأتم إتمام مصر للاستحقاق الثالث من خارطة الطريق وانتخاب برلمان جديد يعبر عن ثورة30 يونيو؟ وجود برلمان في مصر أمر إيجابي جدا وخطوة مهمة وضرورية ولذلك نحن نتطلع الآن لإعادة عضوية مصر مرة أخري في الاتحاد البرلماني الدولي مع التأكيد أنها إعادة للعضوية وليس عضوية جديدة. ونحن نشعر بسعادة كبيرة لوجود برلمان قائم في مصر وسعداء أيضا أن هناك تنوعا في البرلمان المصري غير موجود في الكثير من البرلمانات الأخري حول العالم. وما رأيكم في الانتخابات التي أجريت مؤخرا تحت إشراف الحكومة المصرية ومتابعة جهات دولية من بينها البرلمان العربي وهل كان لكم أي ملاحظات عليها؟ نحن لسنا مختصين بمراقبة أو متابعة الانتخابات فهذا ليس من عمل الاتحاد والأهم الآن هو وجود البرلمان نفسه لأننا لا ننظر إلي العملية الانتخابية ولا نقدم أي تعليق عليها. بانتخاب البرلمان الجديد في مصر وجهتم خطابا له بالعودة إلي عضوية اتحاد البرلمان الدولي فهل رد عليكم البرلمان المصري بالموافقة؟ لم نتلق حتي الآن موافقة رسمية من البرلمان المصري ولكننا نعتقد أن هناك قرارا بالموافقة ولكنه ستتم مناقشة الأمر مع الأعضاء في البداية حتي يكون القرار نابعا من أعضاء البرلمان نفسه ونحن نرحب بعودة مصر إلي الاتحاد. وهل تعتقد أن عودة مصر تمثل أهمية بالنسبة لكم خاصة وأنها ساعدت في انضمام الاتحاد للأمم المتحدة أثناء تولي الدكتور بطرس غالي لرئاستها؟ مصر عضو مهم في الاتحاد والاتحاد يستفيد من عضويتها بما لها من ثقل إقليمي ودولي وأنها تمثل العالم العربي الذي يمتلك جميع برلماناته عضوية بالاتحاد بالإضافة إلي الدول العربية الإفريقية. والأهمية الأخري أن الاتحاد به عدد كبير من الأعضاء ويمثل6.5 مليار شخص حول العالم وإذا نظرنا مثلا لدول مثل سوريا واليمن وليبيا والعراق وفلسطين سنجد لها عضويات رغم ما تمر به فكان من الضروري وجود مصر والاستفادة هنا ستكون متبادلة بين مصر والاتحاد للمشاركة في الاجتماعات والمناقشات الدولية وهذا مهم للشعب المصري. ولماذا كان قراركم السابق في أكتوبر2013 م بفرض حالة من العزلة علي مصر وتعليق عضويتها في الاتحاد؟ لم نفرض عزلة علي مصر ولكن تعليق عضويتها كان لعدم وجود برلمان منعقد في ذلك الوقت ووجود البرلمان كما يعلم الجميع هو الضامن لوجود العضوية بالاتحاد ولكننا منذ عام2014 ونحن نعمل مع مصر رغم أن عضويتها كانت مجمدة في ذلك الوقت ونقوم بتطوير العمل البرلماني والمساعدة في زيادة سعة البرلمان. ولذلك علي المصريين أن يتاكدوا أنهم اختاروا الاختيار الصحيح المتمثل في عودة البرلمان والذي بشأنه يمتلك التزاما تجاه الشعب المصري وليس تجاه شخص أو جهة معينة. لذا نحن نؤمن بالشعب المصري ولدينا ثقة كبيرة فيه ونحن مستمرون في تقديم الدعم له ولكل العالم العربي. وهل وجود البرلمان معناه أن مصر بإمكانها المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد التي تعقد في زامبيا مارس القادم؟ نعم وقد قدمنا دعوة رسمية للبرلمان المصري للمشاركة بوفد في هذه الجمعية ولكننا ننتظر خطابا رسميا من المجلس بالموافقة علي الحضور. ولماذا لا تقومون بعقد الجمعية العمومية بعد القادمة للاتحاد في مصر دعما منكم لأول برلمان بعد ثورة30 يونيو؟ مصر عضو بالاتحاد منذ عام1943 واستضافت الجمعية العمومية عام1974 ومع عودة مصر لعضوية الاتحاد مرة أخري يكون لها الحق في استضافة الجمعية العمومية وإذا رغبت في ذلك هناك العديد من الخطوات التي يجب أن تتبعها والتي سيتم وضعها في الاعتبار بالتأكيد. وهل تقومون بتقديم الدعم الفني اللازم للبرلمان المصري والبرامج اللازمة لتدريب النواب؟ نعم سنقوم بتقديم البرامج اللازمة لتدريب النواب المصريين خاصة وأن عددا كبيرا منهم يخوض تجربة العمل البرلماني لأول مرة ولذلك فالتدريب أمر مهم وهناك اتفاق مع البرلمان المصري بذلك ونحن ملتزمون به. بالعودة إلي ما ذكرته من أن الاتحاد البرلماني الدولي يمثل6.5 مليار شخص حول العالم كيف تواجهون الإرهاب كظاهرة عالمية انتشرت خلال الفترة الأخيرة الماضية؟ لقد ناقشت هذا الأمر في لقائي مع الرئيس السيسي والدكتور نبيل العربي والسفير سامح شكري حيث لم نتحدث عن شن حرب ولكننا تحدثنا عن سبب انضمام الأفراد لداعش وأعتقد أن هذه نقطة مهمة جدا كما أن مكافحة الإرهاب من الأهداف المهمة في ميثاق الأممالمتحدة ولكننا كاتحاد لا نملك إصدار قرارات في هذا الشأن. وكيف تنظرون إلي المناطق الملتهبة في المنطقة العربية مثل ليبيا وسوريا واليمن والعراق؟ جميع الدول التي ذكرتها هي أعضاء بالاتحاد البرلماني الدولي وهو أمر مقلق للغاية ونعتقد أنه من الضروري إيجاد حلول لكل هذه التوترات ونحن نشجع المناقشات التي تتم في هذا السياق وندعم برلمانات هذه الدول لإحداث نوع من التقدم. وهل أنت مع الحل السياسي في سوريا؟ هناك العديد من المفاوضات التي تمت في فيينا وسوف تعقد جولة جديدة في25 يناير وجميعنا ينتظرها ونتمني أن تحرز تقدما لأن الوضع في سوريا أصبح مقلقا جدا ولذلك نحن نرغب في أن نري حلا قريبا للأزمة السورية يؤدي لعودة الاستقرار مرة أخري. وهل لا يزال بشار الأسد يمتلك فرصة ليكون جزءا من مستقبل سوريا؟ نحن لا نستطيع أن نحكم علي ذلك وهناك محادثات دولية في هذا الشأن بين أمريكاوروسيا والاتحاد الأوروبي وهذا هو المهم لكني أعتقد أن الحل يجب أن يكون عن طريق الشعب السوري نفسه فهو الذي يقرر ماذا يريد أن يفعل وليس أمريكا أو روسيا ولا حتي الاتحاد البرلماني وعلينا جميعا أن نحترم اختياراته. وكيف تري الوضع في ليبيا في ظل قربها من الدخول في حرب أهلية؟ لابد من إيجاد تطور حقيقي في المفاوضات بشأن ليبيا حيث إن الأوضاع هناك مقلقة للغاية ويجب علينا إدراك ديناميكية العمل السياسي في العالم العربي. وكيف تنظرون إلي التوتر الحالي بين السنة والشيعة؟ لن نتحدث عن السنة والشيعة ولا حتي الصوفيين فأنا كشخص قادم من بلد مسلم يجب علينا النظر للإسلام ككل فكل المسميات ستنتهي بانقسام في النهاية. وهل تقلقكم بوادر حدوث حرب بين السعودية وإيران؟ أعتقد إذا حدثت حرب بين هاتين الدولتين سيشكل ذلك خطرا وقلقا كبيرا لكل دول العالم وليس للاتحاد البرلماني الدولي فقط فكلاهما عضو في الاتحاد ولذا يجب علينا النظر إلي يقربنا ويوحدنا وليس يفرقنا.