الأهرام المسائي من الصحف اليومية التي احترمت عقلية القارئ فاحترمها وقدمت له كل مايريد ففتحت صدرها للآراء المختلفة وكانت ذات رؤية مختلفة تماما وهذا أحد أسباب نجاحاتها المتوالية ولم تنحن لأي ضغوط وانا اعتبر ان سر نجاحها ضربة البداية مع الاستاذ مرسي عطا الله الذي تعامل منذ البداية بحرفية شديدة جدا فبدأت تتفوق يوما بعد الاخر وكانت من اهم الصحف اليومية في مصر. حتي ان كانت اعدادها تحجز عند البائعين قبلها بيوم خاصة في مدن القناة وخاصة بور سعيد التي مازالت الاكثر حبا للجريدة والتي هي بطبيعتها تحترم الشعب البور سعيدي حتي انها كانت المحافظة الوحيدة التي كان بها ثلاثة مراسلين. ومن وجهة نظري المتواضعة ان سر نجاح الأهرام المسائي يعود إلي الادارة المهنية الحازمة واختيار الشباب المتميز من كليات واقسام الاعلام والموهوبين والذين تم صقلهم بادوات ومهارات الصحفي المحترف فكانوا اقوي المندوبين الفاعلين في وزاراتهم وايضا لهم المدرسة الصحفية الخاصة بهم التي تعاملت مع اللغة البسيطة السليمة فاحبها القارئ ووجد فيها من بساطة التناول مالم يجده في غيرها واستمرت نجاحاتها حتي الان والأهرام المسائي كأي شيء في الدنيا مر بفترات ضعف سواء بسبب الادارة او اسلوب التحرير وايضا لظروف سياسية مثل ما حدث بعد25 يناير وتراجع توزيع جميع الصحف الورقية في مصر والحمد لله بدأ الأهرام المسائي خلال الفترة الأخيرة يستعيد عافيته ويستعيد معها قارئه الذي فقده علي فترات وان السبب الحقيقي هو العودة الي احترام عقلية القارئ وتقديم الوجبة المتكاملة له خاصة الرياضية وتناول اخبار واحداث الاندية بشفافية دون تحيز لفريق ضد الاخر, ولكن الهدف الاسمي هو القارئ الذي دائما ما يبحث عن الحقيقة في ناديه المحبب. ومن اسباب النجاحات أيضا الادارة الفنية والتحريرية حيث بدأت الجريدة بإعداد بسيطة من المقاتلين لا يتعدون اصابع اليد فتعاملوا مع كل الفنون التحريرية من اخبارية وتقارير وتحقيقات والتعامل مع كافة المصادر الاخبارية ولذا اطلق علي محرر الاهرام المسائي( المحرر الكشكول) الذي يفهم ويتعامل مع اي حدث فكان منهم اصغر رؤساء تحرير لصحف خاصة, وحكومية واعضاء دسك محترفين في صحف قومية خاصة واري ان اسباب النجاح العدد القليل من المحررين وكان اكبر عدد وصل اليه الاهرام المسائي في فترة التسعينيات ما يقرب من50 محررا, واري ان بعد الاعداد الكبيرة التي دخلت الجريدة بدون توجيه وبدون اختيار دقيق كان التراجع التحريري للجريدة والذي تنبه اليه الأستاذ علاء ثابت خلال الفترة الاخيرة وبدا في توظيف جميع الادوات المتاحة لديه واتمني ان يستمر في سياسته التحريرية الجديدة والبحث عن الانفرادات او المتابعات حتي يجد القارئ ما يريد في الاهرام المسائي دون غيرها, واعادة النظر في بعض سياسته الاخبارية لان الخبر والمتابعة مهم لصحيفة يومية مسائية ولديه الفرصة في تقديم وجبة اخبارية ومتابعات ما بعد طباعة الصحف الصباحية. وبهذه المناسبة اتمني ان يكون الاحتفال بمرور25 عاما علي صدور الأهرام المسائي بداية جديدة للعطاء من كل العاملين حتي يعود لريادته الصحفية لان النجاح لا يتم الا من خلال العمل الجماعي والحب ونبذ الخلافات وصفاء القلوب والابتعاد عن الانطباعات الشخصية في تقيم العمل وان يبدا الزملاء بداية يكون شعارها العمل بروح الفريق وان رئيس التحرير قادر علي أن يحقق ذلك لأن جميع الأدوات البشرية والفنية متوافرة له. تحية تقدير لكتيبة الاهرام المسائي القادرة علي تحقيق المستحيل وتحية خاصة للرجل الذي مازلنا حتي الآن ننهل من مهنيته وحكمته الادارية الاستاذ مرسي عطا الله الذي مازال يقدم لنا كل الدعم المعنوي والنصيحة ولا يبخل علينا باي مشورة ونتمني للأستاذ علاء ثابت أحد افراد كتيبة البداية, النجاح وعهد بأن نستمر بإذن الله في عطائنا وحبنا لجريدتنا المفضلة ولمؤسستنا التي نتتمي اليها والتي يتمني اي انسان ان ينتمي اليها, والحب لكل الزملاء خاصة ممن بدأوا معنا ضربة البداية وأتقدم بكل الشكر للزملاء من الأهرام الصباحي الذين تعاونوا مع الاهرام المسائي في بداياته حتي تحمل شبابه مسئولياته نحو النجاح.