جاء حادث إحراق ملهي الصياد الليلي بالعجوزة منذ أيام, وهو الحادث الذي قام به أربعة من الشبان بإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة علي أحد الملاهي الليلية بمنطقه العجوزة في السادسة صباحا مما أدي لإحراقه واحتراق18 من رواده والعاملين فيه, ليظهر مدي الحالة التي أصبحت عليها الأجهزة التنفيذية بمصر, فقد تبين أنه ملهي ليلي أقامه مالكه, والذي تبين أنه وكيل وزارة سابق بوزارة الثقافة ويمتلك ستة عشر ملهي ليليا غيره, وسط جزيرة بطريق عام بمنقطة العجوزة المكتظة بالسكان, مكان جراج عام, دون الحصول مسبقا او لاحقا علي أي نوع من التراخيص اللازم لإقامة مثل هذا النوع من النشاط, فلم يحصل علي أي ترخيص من الجهة المحلية ابتداء علي إقامة المبني في هذا المكان غير الجائز إقامة أي مبني عليه أصلا, ولم تحرر ضده أي محاضر مخالفات إشغال جزء من الطريق العام من إدارة الإشغالات أو شرطة المرافق, أو رخصة إقامة مبني بدون الحصول علي الترخيص اللازم من إدارة التنظيم والمباني بحي العجوزة أو إدارة الحماية المدنية, وبالتالي لم يحصل علي رخصة مزاولة نشاط من إدارة المحال بالحي وبالتالي أيضا لم يحصل علي رخصة إقامة ملهي ليلي من وزارة السياحة المختصة أصلا بالموافقة علي إقامة ومزاولة نشاط المنشآت السياحية والملاهي الليلية, ولم يتم إجراء أي زيارة تفتيشية له من اي من تلك الجهات التنفيذية الرقابية للتحقق من توافر الشروط والمواصفات البنائية والصحية او الأمنية واستمرار وجودها من عدمه, وقد قيل ان صاحبه أقامه في البداية كمطعم حوله لملهي ليلي. لقد كانت تلك الأجهزة التنفيذية والرقابية تمارس دورها بالقدر المطلوب قبل أحداث25 يناير, حيث كان المجتمع يعيش في ظل حالة عامة من الضبط الإداري والأمني التي تحكم حركته وأنشطته المختلفة, وعقب حالة الانفلات الأمني والإداري التي صاحبتها لم تعد أي من تلك الجهات تقوم بمسئولياتها الإدارية والقانونية حتي الآن, قد يكون قد استمرأت تلك الحالة الرهيبة من الانفلات الإداري أو تقاعست عن القيام بدورها لدواعي الاستمرار في التكاسل الوظيفي المريح أو بدافع من المنطق الذي يقول أنه حتما يستفيد موظفي ومسئولي تلك الجهات بصفة شخصية من استمرار هذا الوضع علي ما هو عليه. ومن ناحية أخري, رب ضارة نافعة كما يقال في الأمثال, فان جريمة إحراق18 شخصا في مثل هذه الكارثة الرهيبة بمعرفة أربعة من الجناة حديثي السن, ارتكبوه لدوافع رخيصة وهم تحت تأثير تعاطيهم المشروبات الكحولية والمخدرات, هو أمر جلل يستحق الإحاطة بها كظاهرة اجتماعية ودراستها بمعرفة المختصين, فهي تعكس مدي العنف الرهيب الذي يهدد المجتمع والذي يجب العمل بجدية علي إيجاد حل تشترك فيه جميع الجهات المعنية لمنع تفاقمه واستمراره, وعلينا أن نستفيد في هذا من تجارب الدول والمجتمعات التي مرت بمثل ما نمر به حاليا بعد تعرضها لكوارث او هبات اجتماعية او حروب مؤلمة, وكيف تمكنوا من علاجه والقضاء عليه وما هي التكلفة الإجتماعية التي تكبدوها في سبيل تحقيق ذلك, مرة أخري لك الله يا مصر والله يجازي اللي كان السبب.