اشتقت كلمة وزير من وزر, وتعني الحمل الثقيل المرهق الشاق,أو أنها مأخوذة من الوزر أي الملجأ,والوزارة منصب خطير,لذا علي من يكلف بحمل الحقيبة يجب أن يكون متمتعا بملكة الإدارة,والإحساس بالمواطن والعمل من أجله, اكما يتطلب هذا المنصب رجلا سياسيا..محنكا..مثقفا..متقنا. موهوبا..صاحب فكر عال في آن واحد,يعي تماما المهمة الملقاة علي عاتقه,ويمتلك رؤية تنحاز إلي مصالح الغالبية العظمي من الشعب, ولهذا يظل السؤال مطروحا عند تشكيل كل وزارة:هل نحن في حاجة إلي شخصية تحمل سجلا مليئا بالشهادات والدرجات العلمية الأكاديمية أم نحتاج إلي من يجيد الاحتكاك بالجماهير والتواصل معهم,ولديه من الخبرات الإدارية والسياسية التي تمكنه من القيام بمهمته علي الوجه الأكمل ومراعيا للبعد الاجتماعي أيما مراعاة؟! إذا كانت الدرجات العلمية تعين الوزير علي التفكير المنظم المنضبط بالقواعد والأصول البحثية,فإن القدرة علي الإدارة والحس السياسي يساعداه علي اتخاذ القرار الصائب, فلا يقع فيالخية, ولا يرتكب أخطاء,ولا يتورط في تصريحات قد تعجل به,وربما بالتشكيل الوزاري عن بكرة أبيه. ثلاثة قنابل موقوتة فجرها الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم منذ أن أدي اليمين الدستورية ضمن أعضاء الحكومةالثالثة والعشرون بعد المائة في تاريخ مصر والتي تشكلت برئاسةشريف إسماعيل في19 سبتمبر الماضي بواقع قنبلة كل شهر,الأولي كانت مولوتوفيدوي قذف بها في أول طلة بهية له عندما قرر إغلاق جميع المراكز التعليمية,وعدم السماح لأي سنتر بالعمل في مجال الدروس الخصوصية!,ونسي أو تناسي هو ومعاونوه إن هذه المراكز تعمل تحت سمع وبصر الدولة,وحاصلة علي التراخيص اللازمة للقيام بالمهمة التي تنازلت عنها الوزارة ومدارسها طواعية,فحلت محلها هذه المراكز التي تعاملت في إطار من الشرعية وسددت حق الدولة من ضرائب ومياه وكهرباء,وفي ظل رعاية رسمية من المحليات والتضامن الاجتماعي,وفشل الوزير في أول امتحان له,لأنه تدخل فيما ليس تحت سلطته,وحاول الاستعانة بصديق, بل أصدقاء من وزارات أخري,ولكنهم كانوا أكثر منه خبرة وأبعد نظرا,ويعلمون تمام العلم ان هذه المراكز نجحت فيما فشلت فيه المدارس في مجال تحصيل العلم,ويعلمون أيضا أن إعلانات هذه المراكز وأشهر وأمهر مدرسيها تملأ شوارع وميادين المحافظات كافة وتسدد حق الدولة, ولا تجبر أحدا علي الانضمام اليها, وليس بيدهادرجات أعمال السنة,ووجد الوزير نفسه في موقف بايخ فطرح فكرة ملاحقة المراكز التعليمية المرخصة جانبا, وراح يطلق قنبلته الثانية وكانت من النوع الانشطاري باتجاه كل بيت وأسرة, فعندما لم يجد حلا مع المراكز التعليمية راح يواجهها من المنبع فأعلن عن تفعيل قرار تخصيص10 درجات للحضور والانضباط السلوكي لطلاب الثانوية العامة,فاتجهت نحو مقر وزارته وأمام المدارس وفي ميادين المحافظات جموع الطلبة وأولياء الأمور ليس لشكر الدكتور الهلالي علي قراره غير المدروس ولكن للتظاهر ضده والاعتراض والامتعاض,وعلي الفور لم يجد رئيس الوزراء بدا سوي التدخل الفوري وتجميد العمل بالقرار الأزمة. لم يتوقف الوزير عن توريط حكومته فراح يطلق ثالث قنابله,وبالمناسبة فهي هذه المرة نووية مدمرة,عندما أعلن وقرر وأصر علي استمرار امتحانات منتصف العام لمرحلة ما قبل الجامعة حتي يوم27 يناير,والسياسة والحكمة والمنطق والعقل تقول إذا كانت الجامعات تنهي امتحاناتها في24 يناير فعلي أن أكون مثلهم ولا أخرج عن الطوق,يا معالي الوزير أولياء الأمور يخافون علي فلذة أكبادهم,وأنت تعاديهم وتستفز مشاعرهم,رغم أن معرفة نبض الجماهير وتحويل البوصلة باتجاه طمأنة قلوبهم أمر لا يفوت من يتولي أمر من أمور العباد,إلا إذا كان يريد ان يصطنع لنفسه موقفا بطوليا علي حساب الأسر المصرية كافة,وهذا قطعا لن ينطلي علي القيادة السياسية,كفاك إحراجا لحكومتك يا معالي الوزير.