لم يكن أحد يتخيل أن الفتاة والمرأة البدوية القاطنة بحدود مصر الجنوبية عموما وتحديدا بنطاق مدينتي الشلاتين وحلايب والتي عاشت منذ نشأة المنطقة حبيسة الوديان الجبلية بعيدة عن دائرة المدنية والتحضر نشاطها الرئيسي هو مساعدة رب الأسرة في حرفة الرعي وغيرها من الحرف اليدوية الصغيرة الأخري سوف تنطلق عندما تتاح لها الفرصة وتتوافر لها المقومات وبسرعة فائقة نحو التعليم وتصل لكليات القمة أكثر من الشباب. هذا ما حدث بالفعل بعد أن بدأت الفتاة البدوية في حلايب وشلاتين و القري والتجمعات الأخري التابعة لهما في مزاحمة الأبناء داخل شتي المدارس التعليمية بمراحلها المختلفة حتي أصبحت خلال السنوات الأخيرة في مقدمة قطار العملية التعليمية وتفوقت علي الأولاد في بعضالمراحل وتفوقت من حيث الكيف أيضا فوفقا للإحصائية التي أعدها اللواء وجيه المأمون رئيس مدينة الشلاتين بالتنسيق مع قطاع التعليم بالمحافظة وقدمها للمحافظ أحمد عبد الله تبين حجم المنافسة الكبيرة من قبل فتيات المنطقة للتلاميذ. ففي المرحلة الإبتدائية لمدارس الشلاتين يوجد الآن513 فتاة مقابل518 من البنين وفي مدارس حلايب وأبو رماد الإبتدائية أيضا يتواجد430 من البنين مقابل350 من البنات وفي مدارس الشلاتين الإعدادية يوجد208 من البنين مقابل176 من البنات وفي مدارس حلايب وأبو رماد الإعدادية هناك140 فتاة مقابل135 من البنين. وفي مرحلة الثانوي العام بالشلاتين71 فتاة و33 من البنين و في التعليم الفني81 فتاة و73 من البنين, وفي حلايب وأبو رماد وتحديدا في مرحلة الثانوي العام هناك58 فتاة مقابل40 من البنين. ومن حيث الكيف تفوقت الفتاة البدوية هناك علي البنين فلأول مرة ومنذ أربعة أعوام التحقت سته فتياتبكليات الطب وهن الآن علي أبواب التخرج للعمل بين ذويهن خاصة في مجال النساء والتوليد تماشيا مع عادات وتقاليد تلك المناطق التي تفضل أن تتعامل السيدات مع طبيبه. كما تم افتتاح أول فصل للتمريض بالشلاتين هذا العام تتفوق فيه أعداد الفتيات علي البنين من إجمالي الدارسين به. وأضاف التقرير أن المرأة البدوية خرجت خلال السنوات الأخيرة من عزلتها بفضل الجهود التي تقوم بها الدولة وبدأت تشارك في شتي مناحي الحياة والدليل علي ذلك نسبة المشاركة الكبيرة التي برزت للمرأة خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة.