يسعى الفنان آسر ياسين بشكل مستمر للتنوع فى أعماله الفنية بشكل يضيف الى مشواره والذى بلغ 11 عاما، حيث حرص من خلال فيلمه "من ضهر راجل" المقرر عرضه فى يناير المقبل والذى شارك بمهرجان القاهرة السينمائى فى المسابقة الرسمية، أن يقدم شخصية "رحيم" المغلوبة على أمرها والذى يعانى بداخله من صراع بين الخير والشر، ما بين تربية والده له وماضيه الذى بات مفروضا عليه، بين الملاكمة التى نشأ على حبه لها وأصبح بطلا فيها و"الفتونة" التى ارغم عليها، بينه أمه وصورتها المتمثله فى حبيبته "مي" التى قدمتها ياسمين رئيس وكذلك ابنه الذى رفضت مى إنجابه حتى لا يجد والده بلطجيا، كلها عوامل كانت تحمل صراعا فى سيناريو محمد أمين راضى. - أسر أكد فى حواره ل"الأهرام المسائي" أن فكرة وجود الفيلم فى مهرجان القاهرة السينمائى وأختيار إدارته للمشاركة فى المسابقة الرسمية شيء مشرف، وأن أهم ما جذبه فى العمل كان تناول شخصية مختلفة تماما عما قدمه من قبل، من خلال فكرة استغلال ماضى شخص لتغيير مجرى حياته، مشيرا إلى أن مشاهد الأكشن فى الفيلم لم تكن عنف أو بلطجة ولكنها مبررة وليس مجرد فيلم تجارى ويشهد بذلك اختياراته الفنية السابقة واختيار المهرجان له وإلى نص الحوار. - ما الذى جذبك خلال قراءتك لسيناريو فيلم "من ضهر راجل"؟ ما جذبنى هو تناول شخصية قادمة من طبقة شعبية لم اجسدها من قبل، حيث كنت اتمنى ان اقدم هذا الدور والمنطقة والاشخاص الذين يعيشون بها فى عمل فنى. بالإضافة إلى أن العمل يوضح كيفية استغلال ظروفهم رغم محاولاتهم تحدى الظروف، فالبطل هنا يتيم الأم ومن بيئة ومستوى مادى متواضع ومع ذلك يعمل ويهتم بشئون ابيه وفى ذات الوقت ملاكم ورياضى ويسعى للحصول على بطولات، إلا أن ماضى والده صدمه بواقع أخر فيدخل فى ازمة تغير مجرى حياته ولهذا كانت كل هذه العوامل مهمة بالنسبة لى فشعرت أننى أمام فيلم مختلف عن اى عمل قدمته من قبل. - لكن كان للبطل حرية الاختيار فى بعض المواقف؟ نعم فالجميع لديهم ظروف صعبة ولكن عندهم ايضا رفاهية الاختيار، ولذلك فالشخصية هنا اختارت ان تستخدم الملاكمة فى اعمال العنف والعمل لحساب شخص ما، و"رحيم" مدرك ان جزء مما يعانيه اختياره وانه لم يكن صحيحا حتى وإن كان مرغوم او مفروض عليه ولكن من الممكن ان يرفض وبالتاكيد ستتغير النتيجة، وبالتالى فرسالة الفيلم ان أختياره أدى إلى نهايته. - ذكرت ان جزءا مما يعانيه مرغم عليه ولكننا شاهدناه منسجما مع وضعه الجديد فى عالم العنف؟ هذا صحيح لانه اكتشف فجأة ان اسمه رحيم ادهم، لكن أدهم والده مختلف عن الشخص الذى تربى على يده، فالإبن بداخله العنف الذى توارثه عن والده ولم يكن يعلم بذلك وعندما علم ماضى والده اكتشف انه ايضا كذلك فوجد توافق بينه وبين نفسه ولكن فى نفس الوقت هناك بعض الجمل فى الفيلم تدل على أن رحيم لا يزال بداخله شيء جيد، فرغم رفضه محاولات والده لمنعه من العمل مع الفاسدين، إلا أنه فى الوقت ذاته كان يناديه ويقول له اخرجنى فهو سجين هذا الجسد ولم يعرف ماذا يفعل وعندما عاد له مرة اخرى قال له اعتبرنى كنت تائه. - هل كان مقصودا ان نجد تحول رحيم من بطل ملاكمة الى فتوة ثم يعود كما كان فى بداية الفيلم؟ نعم لأن أصله وتربيته كما هى "من ضهر راجل" وكل الحكاية انه اختار قالب اخر مختلف عن شخصيته، ولكن بداخله كان كثيرا ما يحاول الخروج منه ولم يعرف، الى ان فوجيء بضياع كل شيء وخسارته وهنا اكتشف ان الشخص النظيف الحقيقى الذى بداخله مازال موجودا وأن الضحية الاساسية فى هذا الأمر هو مى. - على الرغم من جبروت شخصية رحيم فانه لم ينتقم من طه "شريف رمزي" الذى دمر حياته؟ رحيم رفض الانتقام لانه كان يعلم جيدا انه تسبب لطه فى ألم وكارثة وهو اغتصاب زوجته وحملها منه ولذلك كان بالنسبة له أن الموضوع خرج عن من يغضب من أو من تسبب فى أذى الأخر، فالأمور خرجت عن السيطرة ولذلك اول شئ فكر ان يفعله ان يذهب إلى قبر امه فى قبرها لانها الوحيدة القادرة على سماعة وفهمه. - هل تجد منطقية فى اغتصاب "مي" فى ليلة دخلتها فى السيناريو؟ المنطق هنا غير موجود لانه تصرف بمبدأ الفتوة حيث خرج الامر عن السيطرة فإبتلع شئ غيبه عن الوعى جعله يرى ضرورة استرداد حقه حتى اخر وقت فى حياته فهو حقه ولن يستغنى عنه دون ان يشعر انه اغتصب حق شخص أخر، فهو بالتالى مبرر دراميا. - الم تخشى من تقديم عنف فى الفيلم رغم الهجوم المستمر على هذه النوعية من الافلام؟ لدى ردود منطقية فيما يخص هذا الامر انا الحمد لله لدى مصداقية والجميع يعلم أن هناك جودة فنيه لا أتنازل عنها أو رسالة يحملها العمل ولم أقدم فيلم لمجرد التواجد أو تنفيذ مشاهد تجارية فأعمالى كلها تحمل رسالة سواء كانت ترفيهية او كوميدية كما انه يوجد افلام عنف كثيرة على مستوى العالم وتشارك بمهرجانات، هذا الى جانب أن اختياره لمهرجان كبير مثل مهرجان القاهرة يعنى ان الفيلم مستواه الفنى جيد جدا، أما بالنسبة للعنف فى العمل مبرر حيث يظهر لك إلى أى مدى الشخصية متوحشة وبالتالى فهناك مبررات درامية لكل مشهد فى الفيلم ولا أنكر أننى تعجبت خلال ندوة الفيلم حول الاسئلة التى تلقيتها من أشخاص لم يشاهدوا الفيلم واتهام العمل بتقديم بلطجة ومشاهد جنسية وهذا لا علاقة له بالفيلم. - هل ترى ان الاعلام سببا فى تنفير المشاهد من مشاهد العنف والبلطجة؟ أراعى تماما ان الجمهور لم يعد يرغب فى سماع شئ عن البلطجة ولكن الفيلم اعمق من ذلك لانه ليس عن البلطجة او الملاكمة فهو عن رجل يريد ان يربى ابنه بعيدا عن ماضيه وللاسف ماضيه يتسبب فى دخول ابنه نفس الصراع النفسى الذى خاضه من قبل، فما العنف هنا فنحن نشاهد أفلام امريكية وبها كمية عنف ولم نقل عنها شئ ونستمتع بها، كما ان مشاهد الاكشن تم تنفيذها بشكل واقعى وتكنيك ومبرر وانا عن نفسى شاهدت مشاجرات ابشع من ذلك واشخاص تموت امامى. - هل كان مقصودا ان تكون الضحية فى الفيلم هى المرأة سواء والدتك رانيا يوسف أو حبيبتك ياسمين رئيس؟ نعم فالفيلم مليء بالانعاكسات فإذا تحدثنا عن محمود حميدة وهو صغير سنجد معه صديقه وعندما كبر اصبح المماثل له هو الكوتش "محمد لطفي" ووالدة رحيم فى اول الفيلم يمثلها مى فى نهايته، والضحية فى الموقفين هى المرأة، وبالتالى يوجد انعكاسات كثيرة بالعمل وهو يؤدى الى تساؤل هل هى دائرة ندور بها ام أن هذا معناه اننا نعلم ان النهاية ستكون رحيم وليس ادهم والده. - شعرت ان الفيلم به تطويل وأن القصة من الممكن تقديمها فى مدة زمنية اقل؟ هذه وجهة نظرك ولكن مخرج العمل قرر ان يخرجه بهذا الشكل فهى رؤيته وليست من اختصاصى. أما انا فأراه جيد ومن الممكن ان يجرى المخرج بعض التعديلات بعدما تم عرض الفيلم فى المهرجان وهذا يحدث فى العالم كله وعرضه فى المهرجان شيء جيد للحصول على ردود أفعال الجمهور والنقاد. - ما سبب استغراق العمل وقتا طويلا فى التحضير والتصوير. كانت هناك بعض الظروف، وعندما توقف كان لدى مسلسل وكذلك باقى فريق العمل، ثم توقفنا مرة اخرى لان الديكور لم يكون جاهزا والفيلم كان من المفترض ان يطرح فى العيد الكبير ولكن الحمد لله انه لم يطرح فى هذا التوقيت لان هذا الموسم كانت إيراداته منخفضة كثيرا وكانت فرصة جيدة له ان يدخل مهرجان القاهرة وهو مهرجان بلدنا وهذا مهم كثيرا، كما أن مثل هذه النوعية من الافلام لابد ان تأخذ وقتها، خاصة أننى لا أفضل التسرع فى التصوير. - ماذا عن مشاركة العمل فى مهرجان القاهرة؟ شاركت من قبل فى عدة مهرجانات ولكن هذه المرة الاولى التى اشارك فى مهرجان بلدى وهو شئ جيد ان تمثل مصر فى مهرجان بلدك وقد شاهدت من قبل الحفاوة التى يستقبلها مهرجان دبى للفيلم الامارتى وتشجيعه ويمكن لا نشعر بذلك لكثرة الافلام التى نقدمها، ولكننا ننسى فكرة انه مهرجان بلدنا ويجب ان نسعد بتماسكه رغم كل الصعوبات، خاصة الضربة السياحية التى منعت حضور كثير من الاجانب الى المهرجان الا ان بعضهم تغاضى عن ذلك، والحقيقة أن التواجد كان هائلا من ناحية الجمهور الذى جاء لمشاهدة الافلام فى المهرجان سواء كانت قصيرة او طويلة، وهذه المشاركة هى التى تؤدى الى نشر الفن والوعى فى المجتمع ووجود مهرجان سنوى مع باقى المهرجانات وايضا مثل بانوراما الافلام الاوروبية شيء يجب ان نشجعه. - كعضو لجنة تحكيم كيف ترى افلام سينما الغد هذا العام؟ كان هناك اختيار هائل للافلام والحقيقة انه كان من الصعب اختيار الافضل من كل هذا لانها كلها مميزة وعلى المستوى الفنى والشباب هائل والمثير للاهتمام انك تشاهد تطور السينما على مستوى الافلام القصيرة فى ناس عاملة افلام قصيرة كانه فيلم كبير فهى ليست مشاريع صغيرة ولكنها افلام كبيرة بمجهود كبير وبها ذكاء وبها جنون وقصة كاملة. - الا ترى تناقضا فى مشاركتك بلجنة التحكيم ووجود فيلم لك بالمسابقة الرسمية؟ هذا شيء وارد ويحدث فى العالم كله فانا فى لجنة تحكيم فى برنامج وفيلمى يعرض فى برنامج اخر ولو كان لى فيلم قصير اخرجته او اقوم ببطولته فمن المستحيل ان اكون فى لجنة تحكيم سينما الغد وهذا حدث من قبل عدة مرات ولا يوجد به اى تناقض. - بعد مسلسل "العهد" و"الف ليلة وليلة" ماهى خطوتك القادمة؟ لم يوجد لدى شيء مؤكد الأن استطيع الافصاح عنه فانتظر طرح فيلمى ثم اقرر الاعمال القادمة سواء دراما او السينما. - كيف ترى اتجاه النجوم للدراما اكثر من السينما؟ هذه ظروف لكل الممثلين خلال الفترة الماضية، حيث لم يكن هناك عروض سينمائية، مما يجعل البعض يتجه لتقديم مسلسلات، خاصة أن الإنتاج السينمائى كان ضعيفا ولكنه عاد حاليا بقوة وحماس ولكن يجب أن الا ننسى أنه العصر الذهبى للدراما فى العالم لانها بدأت تحقق نسبة مشاهدة والدليل أن هناك نجوم عالميين سينمائين يقدمون مسلسلات ولكن السينما ستظل سينما ولابد من حدوث تغيير فى نوعية تقديم الأفلام السينمائية لانك حاليا تشاهد فيلم فى نفس جودة المسلسل ولذلك يجب ان تعود السينما بشكل مدهش اكثر وجذاب وإضافة عوامل الابهار والانيمشين والجرافيكس فهى مباراة ولكن السينما هى الاصل.