اتهم مسئول فلسطيني قطر أمس بشن حملة ضد السلطة الوطنية الفلسطينية بزعامة محمود عباس قائلا إن الوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة القطرية استهدفت تضليل الناس وقال شهود عيان إن عشرات من الاشخاص الموالين ل( أبو مازن) حاولوا اقتحام مكتب الجزيرة في مدينة رام اللهالمحتلة أمس خلال احتجاج علي نشرها لوثائق مسربة تظهر المفاوضين الفلسطينيين يعرضون تنازلات كبيرة لاسرائيل في محادثات السلام. وهتف المتظاهرون بشعارات اتهموا فيها الجزيرة بالجاسوسية كما قاموا بحرق علم اسرائيلي عليه شعار الجزيرة. وقال المسئول الفلسطيني البارز ياسر عبد ربه إن أمير قطر' أعطي الضوء الاخضر' لحملة علي القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية. وقال كبير المفاوضيين الفلسطينيين صائب عريقات إن' التقارير' أساءت عرض المواقف الفلسطينية وأن' التصريحات والحقائق' نزعت من سياقها. وأضاف في بيان إن المفاوضات مع اسرائيل شملت بعض الافكار التي' لم يكن ليوافق عليها ابدا' الفلسطينيون مضيفا' لن يتم التوقيع علي اتفاق من دون موافقة الشعب الفلسطيني.' وفي تعقيبه علي نشر التسريبات قال مبعوث الاممالمتحدة الخاص الي الشرق الاوسط روبرت سري إن التعليق الاعلامي نقل' انطباعا غير دقيق.' وأضاف سري' بإمكاني أن أشهد بالتزام القيادة الفلسطينية بضمان الحقوق المشروعة ومصالح الشعب الفلسطيني استنادا إلي القانون الدولي وقرارات الاممالمتحدة.' وقال معلقون فلسطينيون إن الكثير من الافكار الواردة في محاضر الاجتماعات المسربة للجزيرة ليست بالجديدة ما يفسر جزئيا لماذا لم يكن هناك رد فعل شعبي بين الفلسطينيين. وقال يحيي موسي احد قادة حماس في غزة إن تسربيات الجزيرة' لم تضف الكثير ليقين الناس بخيانة فريق التفاوض.' فيما دعا أحمد قريع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اللجنة التنفيذية للمنظمة وقيادات الفصائل الفلسطينية ولجنة المتابعة العربية لاجتماع يبحث الحملة المنظمة والموجهة التي تشنها الجزيرة علي القضية الفلسطينية. مؤكدا في تصريحات صحفية- إن حملة الجزيرة هذه تصب فقط في المصلحة الإسرائيلية. ومن جانبه, اعتبر حنا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تسريبات الجزيرة تأتي في سياق حملة موجهة تستهدف القيادة الفلسطينية. وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه كامل الاستعداد لتقبل كل أشكال النقد والمصارحة والمكاشفة بما يؤدي إلي تصحيح المسار الفلسطيني الوطني. وقال عبدربه- خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بمدينة رام الله-' إننا من جانبنا لم ننف في الماضي ولن ننف لا أخطاء ولا نواقص تعتري عملنا الوطني في أية مرحلة من مراحله..لذلك نتشاطر مع قناة الجزيرة ومع غيرها من مؤسسات الإعلام الرغبة في أن تكون الشفافية هي مقياسنا وأيضا كاعلاميين أن تكون المهنية التي تعتمد علي محاولة إظهار الحقيقة بدون تميز هي القاعدة التي نستند إليها في هذا العمل'. وأضاف' لابد أن نعود قليلا إلي الماضي لكي نقول أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية, ربما كانت أكثر المفاوضات شفافية من بين كل الأعمال السياسية الجدية والمهمة في التاريخ المعاصر'. وطالب عبدربه مؤسسات الأبحاث والدراسات الفلسطينية المستقلة بتشكيل لجنة من بينها حتي تدرس الوثائق التي نشرتها( الجزيرة) وحتي تتيقن من صحتها أو عدم صحتها وكذلك دراسة مدي ما أوغلت فيه الجزيرة من اقتطاع لجمل خارج سياقها ومواقف خارج زمنها وأقوال بعضها علي سبيل السخرية أو علي سبيل التحدي..واعتبرت كأنها مواقف فلسطينية تفاوضية أو أقوال إسرائيلية ومواقف إسرائيلية نسبتها الجزيرة أمس الاول إلي الجانب الفلسطيني. وطالب وشن ياسر عبدربه هجوما عنيفا علي( الجزيرة) ومديرها وضاح خنفر وشبههما بوزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو, مشيرا إلي أن هناك صلة بين طروحات ليبرمان والكشف عن هذه الوثائق.