في عيد الحب الشهير بValentinesDay يوم14 فبراير أو في نظيره المصري يوم4 نوفمبر, كثيرا ما يرسم المحبون قلوبا وسهاما في بطاقات صغيرة تخليدا لقصصهم, ولا أحد يتساءل قبل أن يرسم سهما في قلب حبيبته, من أين جاء بهذا السهم؟! أصل الحكاية.. روت الأسطورة اليونانية انصراف الناس عن عبادة فينوس إلهة الجمال لعبادة الفتاة الجميلة بسيشيه التي كبرت وفاضت فتنتها, حزنت فينوس وطلبت من ابنها الصغير كيوبيد برا بوالدته أن يتسلل لقصر الفتاة ليلا ويرميها بسهم يقضي عليها. النظرة الأولي.. رفرف كيوبيد بجناحيه نحو قصر بسيشيه حاملا قوسه الصغير وسهامه, تسلل لحجرتها وقبل أن يسدد نحو جسدها, أرسلت ديانا إلهة القمر نورها من النافذة فانكشفت بسيشيه شبه عارية أمام كيوبيد الذي تراخت يده فوق القوس وانتفضت روحه, اقترب متأملا فتنتها, عجز عن قتلها, طار كيوبيد عائدا بعد أن طبع شفتيها وهي نائمة بقبلة عميقة. الوعد.. علمت فينوس بأن كيوبيد لم يقتل بسيشيه فسلطت عليها الأشباح تؤذيها حتي قررت الانتحار قفزا من فوق الجبل, رآها كيوبيد وطلب من زفيروس إله الرياح أن ينقذها, فاستجاب ولحق بها قبل أن تسقط وحطها علي عتبات قصر كان كيوبيد قد سحره لها في جزيرة نائية, دخلت بسيشيه القصر فوجدت كائنات من نور ترحب بها وتقودها لحجرتها, وفي المساء دخل كيوبيد غرفتها المضاءة بنور القمر علي هيئة شاب لا تري ملامحه, فقط صارحها بحبه وبإنقاذه لها من الموت, بكت بسيشيه واحتضنها كيوبيد كما لم تحتضن من قبل فوقعت في غرامه, أخبرها بأنها لو رأته أو عرفته فإن هذا سيكون إيذانا بالفراق, لكنها ووعدته بألا تفعل ورضيت منه كل ليلة بحضن دافئ وحب عذري ورحيل قبل الفجر. الشك.. ذات صباح وجدت بسيشيه أختيها قد وصلتا لشاطئ الجزيرة بحثا عنها ففرحت بهما وروت لهما عما جري فاشتعلت فيهما الغيرة وقامتا بوغر صدرها, قالتا إنه يمكن أن يكون غولا ويجب أن تطلعي علي وجهه فإن كان فاقتليه وانقذي نفسك. الفراق.. وبالفعل ولما جاء المساء واستكان حبيبها إلي حضنها ونام, تسحبت بسيشيه وأمسكت خنجرا ثم أوقدت قنديلا صغيرا واقتربت من عاشقها فرأته كأجمل وجه, اهتز القنديل من ارتباكها فسقطت نقطة من زيته عليه فاستيقظ فزعا ورآها والخنجر بيدها, فانتفض مرفرفا بجناحيه وهو يودعها للأبد. العذاب.. بعد الفراق اختفي القصر من الوجود وظلت بسيشيه وحيدة بالعراء تبكي, عادت الأشباح تهاجمها من جديد وتؤذيها حتي أشفقت عليها عرائس الماء وسمعوا منها حكايتها, تضاعف حزنها عندما قالوا لها إن أوصاف حبيبها هي لكيوبيد إله الحب, ولم يبق أمام بسيشيه سوي دخول معبد فينوس كعابدة حتي ترحمها من الأشباح, لكن فينوس اشترطت عليها الذهاب أولا للدار الأخرة وإحضار الدهان الذي يعيد للوجه شبابه. الحنين.. عقب أهوال كبري استطاعت بسيشيه إحضار الدهان في صندوق لكنها طمعت في بعضه حتي تستعيد نضارتها التي أرهقتها الأحداث, فلما فتحت الصندوق انطلقت روح شريرة من داخله كادت أن تقضي عليها لولا أن كيوبيد لحظتها كان محلقا بالسماء ورآها فثار بقلبه حنينه إليها, وسدد للروح الشريرة سهاما قاتلة. النهاية السعيدة.. توج كيوبيد أسطورته بتحليقه بحبيبته نحو قمة جبل الأولمب ليشهد كل الآلهة علي زواجه منها, لتبقي قبلة كيوبيد علي شفتي حبيبته هي الأكثر خلودا في تاريخ الافتتان, أما سهامه فقد قدست من بعده كعلامة يرسمونها البشر علي الورق أو ينقشونها علي الجدران للذكري الخالدة في قلوب من يحبون. twitter.com/sheriefsaid