جوزيه يسقط في الاختبار الأول

فشل مانويل جوزيه المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالأهلي في مباراته الرسمية الأولي بعد عودته لتولي المهمة في قيادة الأهلي للفوز واستمرت سلسلة تعادلات الفانلة الحمراء
ومسلسل نزيف النقاط بعد تعادله مع مصر المقاصة‏1/1‏ في المباراة التي أقيمت بين الفريقين أمس السبت في الأسبوع الأخير للدور الأول لمسابقة الدوري العام ليخسر نقطتين ثمينتين في صراعه لاستعادة آمال المنافسة علي الدرع ويعجز عن استثمار تعثر منافسه الزمالك الذي تعادل أول أمس مع الإنتاج الحربي ليرتفع رصيده إلي‏26‏ نقطة ويظل فارق النقاط بينه والزمالك كما هو ست نقاط‏.‏
انتهي الشوط الأول بالتعادل‏1/1‏ وتقدم الأهلي بهدف لمحمد أبو تريكة في الدقيقة‏25‏ وهو الهدف رقم مائة له في المسابقة وتعادل سامح العيدروسي في الدقيقة‏31‏ وشهدت المباراة سلسلة من الأخطاء الفنية والتكتيكية من مانويل جوزيه الذي بدا أنه لا فرق بينه وبين حسام البدري وزيزو اللذين سبقاه في تولي المهمة هذا الموسم والذي يصنع المدير الفني علي المستوي المحلي اللاعب وليس العكس بدليل العشوائية الشديدة التي ظهر عليها الأهلي والأسلوب البدائي الرهيب الذي أدار به المدير الفني البرتغالي اللقاء والذي منح خلاله مصر المقاصة الفرصة للسيطرة والتلاعب به‏.‏
جاء الشوط الأول جيد المستوي حمل الكثير من الإثارة والندية والحماس من اللاعبين خاصة نجوم مصر المقاصة الذين قدموا عرضا رائعا وكانوا أفضل كثيرا من الأهلي في كل قطاعات الملعب سواء الطولية أوالعرضية بفضل طريقة اللعب الرقمية والتكتيك الجيد الذي اعتمد عليه مديره الفني المميز طارق يحيي الذي امتلك من الشجاعة والقوة ما جعله يواجه الأهلي بأسلوب لعب من المستحيل أن يمتلك أحد غيره الجرأة ليطبقه وينفذه أمام منافسه الكبير خاصة وأن المواجهة كانت خارج ملعبه ووسط جماهير الأهلي بصرف النظر عن أنها طبقا لجدول المسابقة تقام علي أرضه‏.‏
ويكفي طارق يحيي أنه لعب بأسلوب لعب لم يواجهه الأهلي من قبل في مبارياته علي ملعبه عندما اعتمد علي طريقة اللعب الرقمية‏3/3/4‏ بوجود مصطفي كمال كحارس مرمي وأمامه أحمد البكري ومعاذ الحناوي وهاني حسن وفؤاد سلامة‏..‏ وفي وسط الملعب الثلاثي محمد ثابت صاروخ وأحمد عبد الرءوف وأيمن عبد العزيز‏..‏ وفي الهجوم الثلاثي أيمن كمال وسامح العيدروسي وحسين حمدي‏.‏
وبدا مصر المقاصة بفضل جهازه الفني ومديره طارق يحيي الأفضل من كافة الوجوه فهو الأكثر تناسقا وقدرة علي تشكيل كثافة عددية في كل قطاعات الملعب سواء عندما يمتلك الكرة أو عند فقدها ساعده علي ذلك ثلاثة أشياء الأول المرونة العالية التي امتلكها لاعبوه مما أتاح لهم تنفيذ فكر تكتيكي متطور أتاح لهم القدرة علي التحول من الدفاع للهجوم أو العكس بكفاءة عالية دون أن يتأثروا بشكل الأداء خاصة الخماسي فؤاد سلامة وهاني حسن وأيمن عبد العزيز ومحمد ثابت صاروخ وأحمد عبد الرءوف للحد الذي كان مصر المقاصة صاحب الزيادة العددية في كل الخطوط فالخماسي لديه من القدرات ما يجعله يلعب بكفاءة هجوميا ودفاعيا وعند فقد الكرة يستطيع إعادتها بسهولة ودون صعوبة‏.‏
والأهم أن الخماسي كانت مسانداته الدفاعية غاية في الروعة سواء من الطرفين أو من العمق وقدرته علي المساعدة الهجومية عالية مما أعطي لمصر المقاصة القدرة علي أن يهاجم بأربعة وخمسة لاعبين علي اعتبار أنه امتلك من الأساس ثلاثة مهاجمين وكان يساندهم علي الأقل لاعبان من الخماسي‏.‏
والسبب الثاني لأداء مصر المقاصة الجيد يتمثل في عوامل بدنية تعلقت بقدرة لاعبي الأهلي علي الأداء بكفاءة في أماكنهم وتنفيذ الوظائف التي تتطلبها مراكزهم خاصة في وسط الملعب الذي بدا الأهلي يفتقده كثيرا بفعل البطء الشديد الذي سيطر علي لاعبيه وضعف المساندات الهجومية وحتي الدفاعية‏..‏ والمحصلة أن مصر المقاصة امتلك خط وسط مميزا في الوقت الذي افتقد فيه الأهلي مثل هذه الكفاءات حتي هؤلاء الذين يتميزون بالمهارة لم تسعفهم لياقتهم البدنية والذهنية للأداء بقوة لعوامل كثيرة مثل محمد أبو تريكة ومحمد بركات وحتي أسامة حسني الذي افتقده الأهلي كثيرا داخل منطقة الجزاء لإصراره علي العودة للخلف للاستلام‏.‏
وآخر الأسباب تتعلق بمانويل جوزيه الذي أخطأ تماما في التعامل مع المباراة وبدا أن الرجل لم يتعلم شيئا في السنوات الماضية ومثلما رحل من مصر عاد متجمد الفكر‏,‏ ليست لديه القدرة علي الإبداع بدليل أنه ورط الأهلي كثيرا في أسلوب لعبه الذي اعتمد عليه عندما أصر علي الطريقة الرقمية‏2/3/5,‏ ولكن بشكلها الروتيني أو تحديدا‏1/4/5‏ مما أفقد الأهلي خطورته في الثلث الهجومي ليس ذلك فقط بل أنه منح منافسه القدرة علي صناعة زيادة عددية في كل خطوطه ففي الدفاع كان علي أسامة حسني أن يواجه الثنائي أحمد بكري ومعاذ الحناوي دون مساعدة من أحد وفي نصف الملعب كان التنظيم من مصر المقاصة أفضل كثيرا‏..‏ أما الهجوم فحدث ولا حرج فتفوق مصر المقاصة تماما ورغم أن الأهلي كان يلعب بليبرو فإن ثلاثي مصر المقاصة نجحوا في ضربه للحد الذي اضطر فيه معتز إينو للعودة للخلف كثيرا لصناعة توازن علي الأقل من الناحية العددية‏.‏
صحيح أن الأهلي بدأ المباراة بقوة ولكن بلا تنظيم علي الإطلاق ولم تكن له خطورة علي مرمي مصطفي كمال إلا بمجهود فردي تارة صنعه سيد معوض باختراقاته من الناحية اليسري أو بانطلاقات لحسين غنيم الناشئ الصاعد من الناحية اليمني وكاد الأخير يسجل في الدقيقة‏22‏ عندما تسلم الكرة وانطلق ودخل منطقة الجزاء وراوغ فؤاد سلامة وسدد فوق العارضة‏.‏
وفي الدقيقة‏25‏ بعد سيطرة للأهلي علي الكرة لمدة ثلاث دقائق يتلقي محمد بركات كرة رائعة من محمد أبو تريكة وينفرد ويراوغ مصطفي كمال ويتعرض للعرقلة من هاني حسن ويحتسبها الحكم محمد عبد القادر مرسي ضربة جزاء يسددها محمد أبو تريكة داخل المرمي علي يمين مصطفي كمال مسجلا الهدف الأول ويضيف الهدف رقم مائة له في بطولة الدوري العام‏.‏
ويتعرض الأهلي لضغط رهيب بعد تسجيله لهدفه الأول ويسيطر لاعبو مصر المقاصة علي الكرة تماما ويحاصرون الأهلي في ثلث ملعبه ويتلاعب نجومه بدفاع الأهلي الذي بدا في أسوأ حالاته وتتعدد الضربات الركنية للفريق الذي اهتز تماما ويسدد أحمد عبد الرءوف كرة قوية يحولها أحمد عادل عبد المنعم لضربة ركنية وتأتي الدقيقة‏31‏ ليلعب هاني سعيد ضربة ركنية تمر من دفاع الأهلي ليسددها سامح العيدروسي برأسه ترتطم بالعارضة وترتد داخل الملعب ليرتبك الدفاع في تشتيتها لتعود من جديد لسامح العيدروسي الذي يسددها داخل المرمي مسجلا التعادل‏..‏ وكاد يسجل فؤاد سلامة عندما لعب كرة برأسه تجاوزت أحمد عادل عبد المنعم وشتتها الدفاع لضربة ركنية‏..‏ وتختتم أحداث الشوط الأول بإنطلاقة لسيد معوض من الناحية اليسري ويلعب عرضية يشتتها أحمد بكري لضربة ركنية‏.‏
ويبدأ الشوط الثاني بتغيير لمانويل جوزيه المدير الفني للأهلي بإشراكه لمحمد شوقي بدلا من معتز إينو ليهتز الفريق دفاعيا ويفقد الفريق قدرته علي إفساد الكرة في الثلث الأوسط للملعب خاصة وأن محمد شوقي بدا في أسوأ حالاته الدفاعية في المباراة‏..‏ في المقابل فإن طارق يحيي واصل جرأته الكبيرة باستغلاله للخطأ الفادح الذي ارتكبه نظيره في الأهلي بتقليله للقدرات الدفاعية في خط وسطه ويدفع طارق يحيي بنجمه صاحب الإمكانات المهارية الفذة أيمن حفني ليسيطر تماما علي مجريات اللعب ويتلاعب نجومه بالأهلي تماما بشكل لم يشهده الأهلي منذ فترة طويلة‏.‏
ونجح طارق يحيي في استغلال الخطأ الفادح الذي ارتكبه مانويل جوزيه وسيطر علي منطقة الوسط وتفنن أيمن حفني في مراوغة لاعبي الأهلي وأعطاهم درسا في كيفية المرور والاختراق والتمرير‏..‏ وتشهد الدقيقة العاشرة فاصلا من المراوغة من أيمن حفني الذي توغل في دفاعات الأهلي ومر من ثلاثة لاعبين وأرسل كرة رائعة لأيمن كمال المنفرد تماما بالمرمي ويسدد ينقذها أحمد عادل عبد المنعم وترتد من يديه يشتتها أحمد السيد لضربة ركنية‏.‏
ويستمر ضغط مصر المقاصة ويدفع مانويل جوزيه بمحمد ناجي جدو بدلا من محمد أبو تريكة ومن بعده بعماد متعب الذي كان عبئا كبيرا علي فريقه ولم يفعل شيئا علي الإطلاق وظهر في حالة يرثي لها ليبقي السؤال متي يعتزل ليحافظ علي تاريخه ويترك الملاعب بذكريات رائعة‏..‏ ويعود أيمن حفني في الدقيقة‏25‏ ليراوغ شريف عبد الفضيل بشكل استعراضي ويلعب لأيمن كمال المنفرد ويسدد بجوار القائم‏.‏
ويجري طارق يحيي تغييرا تكتيكيا بسحب أيمن كمال والدفع من بحسن كوندي ليغير من أسلوب لعبه بالاعتماد علي مهاجم واحد وثلاثة مدافعين في عمق الملعب لتصبح طريقته الرقمية شديدة الشبه بالأهلي بعدما حولها إلي‏2/5/3‏ ولكن ظل الفارق لصالحه فهو كان الأفضل والأميز والأكثر تنظيما وامتلاكا للكرة بفضل الإمكانات العالية لأيمن حفني وتضيع من عماد متعب فرصة سهلة للتهديف عندما انفرد تماما بالمرمي ولكنه أطاح بالكرة فوق العارضة في الدقيقة‏35..‏ ويسدد أيمن عبد العزيز كرة قوية من ضربة حرة ينقذها أحمد عادل عبد المنعم في الدقيقة‏90‏ ويحتسب الحكم محمد عبد القادر مرسي خمس دقائق وقتا بدل ضائع يحاول الأهلي خلالها التسجيل ولكن تظهر قلة حيلة لاعبيه وغياب الكفاءات عن الفريق في المقابل كاد أحمد عبد الرءوف يهدي فريقه نقاط اللقاء بالكامل بعدما أطلق تسديدة قويه تصدي لها أحمد عادل عبد المنعم الذي يعد نجم الأهلي الأول بكفاءة عالية لينتهي اللقاء‏1/1‏ وينجو الأهلي من الهزيمة‏.‏