استعنت بمحرك البحث جوجل وكتبت كلمة سعد وقبل أن أنتهي من كتابة بقية الاسم الذي أبحث عنه ظهرت أمامي قائمة بأكثر أسماء سعد انتشارا وتداولا وبالطبع نجومية وشهرة,وجاء علي رأسها سعد لمجرد ثم سعد الصغير!.. هذان الاسمان الأشهر ماذا قدما حتي يصبحا فوق أعلام مثلسعد بن معاذ وسعد بن أبي وقاص,وسعد زغلول وسعد الشاذلي وسعد هلالي وسعدالدين وهبة؟! سعد..هذا الأخير هو ما كنت أبحث عنه,إنه قيمة وقامة,كاتب ومؤلف وصاحب فكر,والفرق بينه وبين السعدين الأولين إنك عندما تستمع لهما تشعر أن أنت معلم أو يقال لك بحبك يا..., أما مع سعد وهبة فأنت مثقف, فإن لم تكن فتجالس مثقفا فتهب عليك نسائم إبداعاته. سعدالدين وهبة(4 فبراير1925-11 نوفمبر1997) لن أتكلم عنه اليوم كمؤلف مسرحي لأعمال بارزة كسكة السلامة,والسبنسة,وكوبري الناموس,وكفر البطيخ,والمحروسة, أو كاتب سيناريو وحوار لروائع من أفلامنا الخالدة مثل الحرام, وزقاق المدق, والزوجة الثانية, ومراتي مديرعام, أبي فوق الشجرة, وأدهم الشرقاوي, وأرض النفاق, وأريد حلا, وآه يا بلد آه, كما لن أتطرق إلي الوظائف التي تقلدها ولم يخفق في أي منها, كوكيل أول لوزارة الثقافة ورئيس للثقافة الجماهيرية, ورئيس لمجلس إدارة الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي, ونقيب للسينمائيين, ورئيس لاتحاد النقابات الفنية, ورئيس لاتحاد الكتاب, ورئيس لاتحاد الفنانين العرب..لكن أذكره اليوم كرئيس ومؤسس حقيقي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي, أول مهرجان خاص بالفن السابع يقام في العالم العربي, وثاني أهم مهرجانات عواصم العالم بعد مهرجان لندن, وواحد من أهم عشرة مهرجانات دولية, وأجدني أترحم علي الرجل كثيرا, وعلي أيام جعل فيها للمهرجان شنة ورنة, رغم كل الصعوبات التي واجهته والميزانية الضعيفة, والمضايقات التي تعرض لها ورحل عن دنيانا تاركا لنا هذا الكيان السينمائي عملاقا وعظيما ودوليا بمعني كلمة دولي, بعدما جعل منه حدثا ثقافيا فنيا وسياسيا أيضا, إلا أننا أهملنا عرسنا الفني وضربنا الكرسي في الكلوب فأطفأنا أنوار توهجه, ومنحنا الفرصة لغيرنا ليتفوق بمهرجاناته الوليدة علينا, ويسحب والبساط من تحت أقدام ريادتنا, والأضواء أيضا بعدما بات مهرجاننا بلا هوية أو ملامح, وغلبت عليه العشوائية والتخبط برحيل عقله المفكر وقلبه النابض. اليوم ولعدم وجود الوعي الكافي والإدراك الكامل لمعني كلمة مهرجان بتنا نطلق المصطلح الذي معناه الاحتفال العظيم علي أي احتفالية كرنفالية صغيرة, منها ما هو خاص بالقنوات الفضائية, وما يخصص للكليبات المصورة, حتي مهرجان الإسكندرية الدولي للأغنية لم يعره المحافظ المقال أوالمستقيل هاني المسيري أدني اهتمام وأرسل مدير العلاقات العامة ليلقي كلمة في الافتتاح نيابة عنه!, كما بات من الضروري إعادة النظر في المهرجانين القوميين للسينما والمسرح بعد اصابتهمابالشيخوخة وتعرضا لعوامل الإهمال, أما مهرجان المسرح التخريبي فلم يعد له محل من الإعراب وكفانا الإنفاق علي مهرجان ولد ميتا قبل27 عاما. هل تنجح السيدة ماجدة واصف رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فيما فشل فيه حسين فهمي وشريف الشوباشي وعزت أبوعوف وسمير فريد, وتخرج بالدورة37 من عمر المهرجان إلي بر الأمان متغلبة علي التحديات, قاهرة للصعاب, محافظة علي مجدنا الفني وتاريخنا السينمائي, ومهرجاننا الدولي الأوحد, لتستكمل مشوار طويل قطعه الأب الشرعي للمهرجان بكل وطنية وإخلاص وحسن إدارة, وبعدما تيقنا أن زوج الأم لن يستطيع أبدا أن يحل محل الأب أو يملأ فراغه, ننتظر من المقاتلة ماجدة واصف أن تواصل مسيرة القائد سعد وهبة في المهمة الوطنية السينمائية التي لا تقل بحال من الأحوال عن المهام الجسام التي يقوم بها جنودنا علي الحدود.. فحماة الفن حماة للوطن. [email protected]