ساعدت الأوضاع المتقلبة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ظهور الكثير من التنظيمات الارهابية التي وجدت لها ملاذا امنا في تلك البلدان التي لاتزال تعاني وضعا امنيا متدهورا وهشا ومن ابرز تلك التنظيمات تنظيم داعش الارهابي الذي يحظي بدعم كبير من قوي غربية علي رأسها الولاياتالمتحدة كما قال موقع جلوبال ريسيرش البحثي مشيرا إلي أن التنظيم يعتمد في مصادر دخله علي تجارة البترول التي يجني منها ملايين الدولارات يوميا وذلك بعد أن نجح في الاستيلاء علي كثير من حقول البترول في سوريا والعراق وليبيا, كما استطاعت طالبان افغانستان ان توفر لها مصادر دخل أساسية تمكنها من استكمال مسيرتها الارهابية, فاعتمدت علي الثروات المعدنية كالذهب والنحاس التي اوردت في خزينتها تريليون دولار, وذلك بعد استيلائها علي اكثر من10 آلاف منجم, وكذلك تجارة المخدرات التي اشتهرت بها افغانستان وتجني للجماعة الارهابية الملايين. ومن جانبها اكدت مجلة ذي إيكونوميك تايمز الامريكية ان مقاتلي طالبان لم يكتفوا بتحقيق مكاسب كبيرة علي أرض المعركة بل يسعون الي استنزاف موارد البلاد التي تسعي الي استغلالها للانفاق علي الجيش والاستغناء عن المساعدات الامريكية, مشيرة الي ان ما تجنيه البلاد من ثرواتها المعدنية يمثل ربع ما يحصده مقاتلو طالبان من تجارتهم في معادن البلاد من ذهب ونحاس وياقوت, وهو الامر الذي يضر بالاقتصاد الأفغاني الذي كان من المفترض ان يجني من تجارة المعادن ما يزيد علي1.5 مليار دولار لهذا العام إلا أنه لم يحصل سوي علي30 مليون دولار بفضل جهود جماعة طالبان الارهابية. وأكد المحللون أن السياسات التي تتبعها حركة طالبان تؤثر أيضا علي صناع القرار في افغانستان اذ انهم لم يعودوا قادرين علي الاستغناء عن المساعدات الامريكية او الانتشار الأمريكي داخل اراضيها, وهو ما أكده الرئيس باراك اوباما حينما قرر ان يبقي ما يقرب من5000 جندي امريكي لما بعد2016 لحفظ الأمن, وهو ما يؤكد ان واشنطن فشلت طوال ال14 عاما الماضية في التخلص من عقدة طالبان أو تحجيم الحركة. وتحولت أحلام الرئيس الافغاني اشرف عبدالغني الي كابوس مظلم, اذ تعهد قبيل الانتخابات الرئاسية بإستغلال الثروات المعدنية لبلاده من اجل اعادة هيكلة اقتصاد البلاد التي تحصل علي ثلثي ميزانيتها من الدولة المانحة, الا ان الامر انقلب استطاعت طالبان ان تحكم قبضتها علي كميات هائلة من معادن البلاد وهو ما يؤكد أن الحركة ستزداد قوة وصلابة في الوقت الذي سيصعب علي البلاد فيه تحقيق اكتفاء ذاتي. وأشارت المجلة الي تقرير مجلس الأمن الدولي الصادر في فبراير الماضي والذي أكد أن المعادن تعد ثاني أكبر مصدر للدخل لطالبان بعد المخدرات و ان الحركة تحصل علي الأموال من خلال إستخراجها للموارد وإبتزاز شركات التعدين للحصول علي الأموال وكل تلك الأموال تساعد الحركة في قتالها ضد الحكومة. وهو ما اجبر الحكومة الافغانية علي ان تستنجد بحليفها وراعيها القديم روسيا للحصول علي معدات عسكرية لمواجهة التدهور الامني في البلاد.