إذا كان الجميع يري ارتكاب جماهير النادي الأهلي خطأ كبيرا بالتدخل المباشر في صلاحيات مجلس الإدارة ومحاولة فرض مانويل جوزيه مديرا فنيا للفريق الكروي الأول رغما عن أنف الإدارة فالمسئول الأول عن خروج هذا المارد إلي النور هو محمود طاهر رئيس النادي نفسه. ما حدث أمام مقر الأهلي في الجزيرة من وقفة احتجاجية وهتافات معادية للمجلس تصرف طبيعي ورد فعل غير مفاجئ لمن استدعي تلك الجماهير في يوم من الأيام لتكون عصا له في يديه يتعامل بها مع أعدائه. وتوترت علاقة محمود طاهر بشدة مع جماهير الأهلي بسبب شعورها باستغلاله لها منذ شهرين عندما استعان بها في معركته ضد مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك وكذلك اتحاد الكرة حينما حاول الطرفان إجباره علي خوض لقاء الزمالك بالدور الثاني للدوري الممتاز في ملعب الجونة واحتشد الآلاف في ملعب مختار التتش وهتفوا ضد رئيس الزمالك والجبلاية مما أدي إلي إصدار قرار رسمي بعدم اللعب في الجونة وتدخلت الدولة فيما بعد ونقلت المباراة إلي ستاد برج العرب وهو ما حاول محمود طاهر الترويج له فيما بعد علي أنه نجاح له. وتمت الاستعانة أيضا بالجماهير في معركة إيقاف أحمد الشيخ لاعب الكرة المغمور الوافد من مصر المقاصة بعد أن وقع قبل الأهلي إلي الزمالك, وحاربت الجبلاية بشراسة في ذلك الوقت, وقررت تجميد نشاط الكرة وتعليق المشاركات في بطولات الدوري والكأس والسوبر بداعي احترامك للجماهير الرافضة لعقوبة أحمد الشيخ. ويزداد السيناريو تعقيدا في إطلاق عفريت الجماهير عندما فتح علاء عبدالصادق مدير قطاع الكرة المقال من منصبه قبل أيام قليلة ملعب مختار التتش لنزول قيادات جماهيرية إلي أرضية الملعب التي كانت في عهد الرؤساء السابقين أرضا محرمة للجميع عدا اللاعبين والجهاز الفني وتواصل معهم عبدالصادق علنا وأمام عيون محمود طاهر ومجلسه للتفاوض بشأن حضور الجماهير لمباراة الأهلي مع أورلاندو بيراتس بطل جنوب إفريقيا. ومن يتابع معركة محمود طاهر مع مرتضي منصور رئيس الزمالك يجد أن رئيس الأهلي لم يجرؤ علي مواجهة مرتضي في أكثر من مناسبة وقاطع بسببه لجنة الأندية ليفسد علاقة الأهلي بالكثير من أندية الدوري الممتاز وفي النهاية كان يلجأ كلما خرجت إهانة له من رئيس الزمالك إلي الجماهير ويفتح لها المدرجات لتهتف ضد رئيس الزمالك وإثارة غضب الأخير في المقابل. وبسبب هذه الوقائع أصبحت للجماهير قوة ونفوذ وتسعي لفرض إرادتها بتعيين مانويل جوزيه مديرا فنيا للفريق ورفضها الصريح والمباشر لتعيين البرتغالي الآخر جوزيه بيسيرو مديرا فنيا واللجوء إلي سياسة التصعيد عبر الوقفات الاحتجاجية.