بيروت أ. ش. أ: يحبس اللبنانيون أنفاسهم تحسبا لصدور قرار الاتهام في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري المرجح أن يشمل عناصر في حزب الله, وهو ما رفضه الحزب الشيعي متهما المحكمة الدولية الجنائية الخاصة بلبنان بأنها مسيسة. يأتي ذلك في وقت يبدأ فيه الرئيس ميشال سليمان اليوم مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة عقب انهيار أول حكومة يشكلها سعد الحريري زعيم تيار المستقبل الأربعاء الماضي, فيما تستضيف العاصمة السورية دمشق اجتماعا ثلاثيا يضم الرئيس السوري بشار الأسد وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردوغان لبحث نزع فتيل الأزمة التي تعصف باستقرار لبنان. و قال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن أردوغان سيتوجه إلي دمشق اليوم ليبحث مع زعيمي سوريا وقطر كيفية المساعدة في منع تفاقم الموقف في لبنان. وانهارت حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية التي تشكلت قبل14 شهرا بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري يوم الأربعاء الماضي بعد استقالة وزراء من حزب الله وحلفائه. و أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوداوغلو أنه سيقطع زيارته القصيرة للعراق, التي بدأها أمس ليرافق رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الي دمشق لحضور الاجتماع الثلاثي حول لبنان, مشيرا إلي أنه سيتركز علي بحث سبل الخروج من الأزمة السياسية الراهنة في لبنان, بعد سقوط حكومة الحريري دستوريا نتيجة انسحاب وزراء حزب الله والموالين لهم من الحكومة. ونقلت وسائل الإعلام التركية عن داود أوغلو الموجود حاليا في بغداد أنه لن يستطيع القيام بزيارة مدينتي النجف وكركوك كما كان مخططا له. وعاد أوغلو, الذي كان يتحدث مع الصحفيين في السفارة التركية في بغداد, إلي انقرة مساء أمس حتي يتمكن من السفر مع أردوغان الي دمشق. في الوقت نفسه, تلقي الرئيس اللبناني ميشال سليمان اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تناول الوضع في لبنان. وذكر مكتب اعلام الرئاسة اللبنانية ان الاتصال الذي جري أمس الأول أكدت كلينتون خلاله وقوف الولاياتالمتحدة الي جانب لبنان في الظرف الراهن وفقا لما يقرره اللبنانيون لأنفسهم. من جهته أكد الرئيس سليمان علي الطابع السياسي للتطورات الأخيرة في بلاده, مشيرا الي انه تتم معالجتها وفقا للدستور وبالطرق الديموقراطية. وشدد علي أن اللبنانيين سيتمكنون من تلافي الوصول إلي أزمة وإيجاد الحلول باعتماد نهج الحوار والتوافق والأحتكام الي الأصول الدستورية وروح الميثاق الوطني. ومن المقرر أن يبدأ الرئيس اللبناني مشاورات اليوم لتشكيل حكومة جديدة ولكنلم يتضح ما إذا كان الحريري مرشحا لتولي المنصب الجديد. و حذر وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بطرس حرب من أن أزمة بلاده الحالية قد تتحول إلي حالة خطيرة إذا ما استمرت الأطراف في التعنت في مواقفها وفي وضع البلاد أمام الأمر الواقع. وأكد- في تصريحات أمس- أن الأزمة التي يمر بها لبنان لا ينفع معها التشنجع والتطرف لأنه قائم علي الحوار والتمتع بالحكمة والروح الوطنية. ونبه إلي أن هناك ممارسات قد تؤدي إلي ردات فعل, مشددا علي النظر في سبل الخروج من الأزمة ومن الحلقة المفرغة لئلا يدفع المواطن اللبناني ثمن الخلافات السياسية. وربط حرب الحل في لبنان بالحوار وبالاتفاق علي المبادئ التي قام عليها نظام لبنان. وحول القرار الاتهامي الذي سيصدر عن المحكمة الدولية توقع حرب أن يسلم المدعي العام الدولي القرار اليوم إلي قاضي الاجراءات التمهيدية الذي سيكون أمامه بين6 إلي10 أسابيع لاتخاذ موقف منه إما لإعلانه أو إحالته إلي المحكمة للعمل به أو يطلب التحقيق في بعض الجوانب التي يجد أن التحقيقات ليست كافية.