لم يكن المواطن البسيط محمود عبدالباسط حميد محمد يتصور أنه سيكون محور حديث الساعة في مصر بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية, بفضل شجاعته, في مساعدتها علي الكشف عن هوية وضبط مرتكب حادث قطار المنيا الذي راح ضحيته موظف مسيحي وأصيب5 آخرون. ويعمل محمود عبد الباسط البالغ من العمر22 عاما والحاصل علي دبلوم تجارة بأحد مصانع إنتاج السكر,وكان في طريق العودة الي القاهرة بعد زيارة قصيرة الي بلدته للاطمئنان علي أهله; حيث أنه مقيم بشارع الملك فيصل بمحافظة الجيزة..وأثناء رحلة العودة وفي القطار رقم979 أسيوط/ القاهرة حدث ما لم يكن يتوقعه. وقال إنه كان يجلس بالمقعد الأول بالعربة التاسعة بالقطار, وفوجئ بدخول أحد الأشخاص الي العربة شاهرا طبنجة في يده وقيامه بإطلاق النيران بصورة عشوائية تجاه الناحية اليمني من العربة في مشهد مرعب أذهل كل من كان بداخلها وتعالت معه صرخات الركاب. وأشار الي أن الجاني استدار عقب ذلك تجاه الناحية اليسري من العربة وبدأ في إطلاق النيران من طبنجته تجاهه, إلا أن القدر كان رحيما به وبالآخرين; حيث نفدت الطلقات الموجودة بخزينة الطبنجة.. وهنا وجد الفرصة سانحة فأنقض علي الجاني ولكنه لم يتمكن من السيطرة عليه بشكل كامل. وتابع محمود: أن الجاني حاول الهرب بين صفوف الركاب, إلا أنه تشبت به من الخلف حتي تمكن من إحكام قبضته علي سترته التي خلعها ولاذ بالفرار وذاب وسط جموع ركاب القطار..فقام بتفتيش السترة ووجد بداخلها هاتفه النقال وحافظة نقوده التي تحوي بطاقته الشخصية وكارنيه عمله, وهو الخيط الذي أرشد رجال الشرطة عن هوية الجاني ومكانه, فقاموا علي الفور عقب قيامه بتسليمهم متعلقاته الشخصية بالقبض عليه علي الفور. واختتم المواطن الشجاع حديثه قائلا:إنه عندما انتهت أحداث المشهد المرعب والمطاردة المستميتة لم يكن يتخيل أنه سيتعرض لمثل هذا الموقف في يوم من الأيام.