هجوم مصر في قفص الاتهام.. تحت هذا العنوان اضطر شوقي غريب المدرب العام للمنتخب الوطني بتكليف من حسن شحاتة, تخصيص وقت كبير من زمن ما بعد لقاء مصر وأوغندا للحديث عما يعاني منه الجهاز الفني والرد علي انتقادات ظهرت فجأة لهز شباك أوغندا بهدف وحيد في دورة حوض النيل. إجابات شوقي غريب تجنبت تماما إحراج لاعبيه الحاليين في المعسكر بما يعانونه, وحملت في الوقت نفسه الثقة في انتظار مستقبل أفضل, لكنها لم تغلق الباب أمام الحديث عن أزمة هجوم الفراعنة التي تلاحقه منذ فوزه بأمم إفريقيا في أنجولا مطلع عام2010. هجوم المنتخب الوطني يعاني من أزمة لكنها مؤقتة فقط بسبب مجموعة حقائق ارتبطت بأمور خارجة عن إرادة الجهاز الفني نرصدها في النقاط التالية, هناك حقيقة لا مجال للتشكيك فيها تتمثل في دخول المنتخب الوطني منافسات دورة حوض النيل بدون أعمدة الهجوم أصحاب الدور الكبير في صناعة إنجازات الفراعنة في الأعوام الستة الماضية وهم في الوقت نفسه ثالوث لايزال أمامه الكثير من العطاء في ظل صغر السن. الثالوث الأساسي الأفضل من كل الأصعدة, سواء من حيث إحراز الألقاب أو الظهور بمستوي طيب أو تسجيل9% من معدلات أهداف الهجوم هم محمد زيدان(29 عاما) المحترف في بروسيا دورتموند الألماني والعائد من الإصابة في الرباط الصليبي الذي لا يمكن انضمامه في دورة ودية غير معتمدة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم( الفيفا), وعمرو زكي(27 عاما) مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك الموجود في قطر لمباشرة برنامج تأهيلي للعلاج من إصابة في الركبة أبعدته عن الملاعب منذ أكتوبر الماضي, وعماد متعب(27 عاما) الذي بدأ رحلة التجهيز الفني مع الأهلي قبل أيام تمهيدا لاستئناف مشواره الكروي والعودة إلي الملاعب بعد غياب دام7 أشهر بسبب تراجعه عن تفعيل تعاقده مع ستاندرلييج البلجيكي في بداية هذا الموسم. هذا الثالوث هم قادة هجوم المنتخب الوطني الحقيقيين بفضل أدائهم القوي الذي أسهم في إحراز الفراعنة3 ألقاب قارية بالنسبة لمتعب ولقبين لزيدان وزكي, وهم الأكثر تهديفا في الوقت نفسه وأحرزوا معا أكثر من70 هدفا للمنتخب الوطني منذ اعتماد حسن شحاتة عليهم في قيادة الهجوم عند توليه المهمة في أواخر عام2004, وعاني شحاتة من سوء حظ مع الثلاثي بسبب إصابة زيدان في أبريل2009 بقطع في الرباط الصليبي, وكذلك ابتعاد عماد متعب عن الملاعب منذ مايو الماضي, وفشل تجربته في الاحتراف ببلجيكا, وكذلك توالي الإصابات في ملاحقة عمرو زكي والغياب عن المباريات طوال عام2010, سواء مع هال سيتي الإنجليزي بين يناير ومايو, ثم عودته مرة أخري لاستكمال تعاقده الحالي مع الزمالك. وإذا ما شهد فبراير المقبل استئناف الثلاثي لمشواره الكروي والعودة للعب في المباريات سيكون في ذلك نهاية لأزمة الهجوم التي يعاني منها المنتخب, بالإضافة إلي ما يملكونه من خبرات ضخمة وإمكانات فنية لا يختلف عليها اثنان. ثانية الحقائق بطلها مهاجم له اسم كبير في عالم الاحتراف لكنه لا يتخلص من الأزمات, وبالتالي يتكرر الغياب عن الانضمام إلي المنتخب الوطني حتي عندما يعلن حسن شحاتة فتح الباب أمامه للعودة للظهور وبرفقة الفراعنة, صاحب هذه السطور هو أحمد حسام ميدو الذي يقترب من بلوغ عامه الثامن والعشرين خلال أيام.ميدو كان هو المرشح الأول لقيادة هجوم المنتخب في لقائه الودي الدولي المقبل أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد إعلان حسن شحاتة فتح الباب أمام عودته عقب توقيع ميدو لأياكس أمستردام الهولندي مطلع هذا الموسم, وكالعادة قدم ميدو بداية مدوية له مع أياكس تمثلت في إحراز3 أهداف بواقع هدفين بالدوري وهدف في كأس هولندا في أول5 مباريات له في نوفمبر الماضي, ثم توترت علاقته بإدارة ناديه وكذلك لم يتأقلم مع مديره الفني الجديد فرانك دي بور ليتم فسخ التعاقد المبرم بينه وبين ناديه, وهو الآن بلا ناد ولم يحسم أمره بين العودة مرة أخري للزمالك أو الانتقال لناد آخر في أوروبا والبدء من الصفر مجددا, وبالتالي الخروج مرة أخري من حسابات حسن شحاتة حتي إشعار آخر. داء تذبذب المستوي من مباراة إلي أخري والحاجة لزمن كبير ولقاءات عديدة للتخلص منه, هو إحدي الحقائق التي يعاني منها الجهاز الفني للمنتخب الوطني مع عدد لا بأس به من رءوس الحربة الذين جري استدعاؤهم للمنتخب في العامين الماضيين بعد تألقهم مع فرقهم وهم في منتصف العشرينيات من العمر, ودون امتلاك تجارب دولية سابقة مع المنتخبات الوطنية بمختلف أعمارها السنية. هذا الداء ظهر في دورة حوض النيل مع السيد حمدي(26 عاما) مهاجم بتروجت, وهو لاعب دولي منذ أواخر عام2009, فهو صاحب هدفين في لقاء تنزانيا بالافتتاح, ثم اختفي تماما عن الأنظار في لقاء أوغندا التالي بعد مواجهة لحائط دفاعي صلد. السيناريو نفسه عاني منه في الوقت نفسه أحمد علي مهاجم الإسماعيلي الذي ظهر بصورة طيبة في النصف الثاني من لقاء أوغندا ثم اختفي بعدها مكررا ما فعله اللاعب نفسه في بداية انضمامه للمنتخب عندما سجل3 أهداف في أولي مبارياته أمام الكونجو وديا في أغسطس ثم اختفي تماما في لقائي سيراليون والنيجر في أولي جولتين للمنتخب في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية, وتكرر الفصل نفسه قبل دورة حوض النيل مع أسماء أخري تألقت في مباراة وتعثرت في التالية لها, مثل أحمد حسن مكي مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي حرس الحدود. المتألقون محليا لا يملكون عنصر الاستمرارية, واحدة من الحقائق التي فشل معها حسن شحاتة فلي الاستعانة بأسماء عديدة وضعها تحت المنظار وأعلن عنها شوقي غريب المدرب العام, ثم كان التراجع الفني من نصيبها فور الإعلان, وتبرز هنا قائمة عديدة من المهاجمين الذين عجزوا بعد التألق في تحمل ضغوط رقابة الجهاز الفني للمنتخب لهم وعانوا من تراجع سريع في المستوي. فهناك أحمد جعفر مهاجم الزمالك الذي اعترف مديره الفني حسام حسن بتراجع مستواه في آخر3 مباريات لفريقه عند الكشف عن أسباب عدم الدفع به أساسيا في قمة الأهلي في آخر لقاءات الدوري قبل دورة حوض النيل, كذلك هاني العجيزي مهاجم الاتحاد السكندري صاحب البداية القوية بتسجيل4 أهداف في شباك الإسماعيلي والزمالك والأهلي علي الترتيب ثم الاختفاء بعد أن كشف غريب قبل رحلة قطر الودية عن وضعه تحت المنظار, وتكرر الأمر نفسه مع حسين حمدي مهاجم مصر المقاصة الذي تراجع مستواه بشكل ملحوظ بعد الإعلان نفسه. ما بين الغياب الإجباري للإصابات أو للرؤية الفنية في فريقه, اضطر حسن شحاتة لعدم ضم اسمين في دورة حوض النيل نجحا في الاختبارات التي جري الدفع فيها بهما وبدآ المشوار الدولي بنجاح, وهما أحمد عبدالظاهر(25 عاما) مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بنادي إنبي والمصاب حاليا, وهو صاحب بداية قوية مع المنتخب تمثلت في إحرازه لهدفين في لقاء أستراليا الودي وتألقه السريع إلي جانب اللاعبين الكبار أمثال محمد زيدان, ومحمد أبوتريكة, لكنه تعرض للإصابة ليبتعد مجبرا عن المنتخب, وهناك زميل له في الفريق له تجربة ناجحة مع المنتخب وهو أحمد رءوف(28 عاما) اللاعب الدولي منذ عام2008, وأحد العناصر التي توجت بلقب كأس الأمم الإفريقية في أنجولا مطلع العام الماضي وهو غائب عن المشاركة مع فريقه لرؤية مديره الفني مالدينوف البلغاري, فكان طبيعيا غيابه عن المنتخب الوطني في الأشهر الستة الماضية. تلك الحقائق هي التي صنعت أزمة الهجوم التي تحتاج إلي ابتعاد الإصابات والقدرة علي العودة من جانب الثلاثي زيدان وزكي ومتعب للقضاء عليها, خاصة أن في مقدورهم بحكم السن الاستمرار في الملاعب لخمسة أعوام مقبلة علي الأقل.