نستنشق مع الربيع عطر ذكري النصر في استعادة آخر شبر من ارض سيناء الحبيبة التي ارتوت بدماء جنودنا البواسل ومع عبق تاريخ لاينضب من عطاء ابنائة المخلصين ومع اهمية تجسيد الملحمة الوطنية علي ارض سيناء كان للأهرام المسائي الحوار مع مخرج يمثل جزءا من تاريخ وطن شاهد علي عصر بطولي متفرد ينبض ويعلن انا خير اجناد الارض هو المخرج محمد راضي صاحب اشهر سلسلة من الافلام الوطنية التي جسدت اروع اللحظات التاريخية منها( ابناء الصمت) و(العمر لحظة) وغيرها. وحاليآ بصدد تقديم فيلمين جديدين ايمانآ منه بدور القوة الناعمة في تقديم رسالة هادفة توثق تاريخ شعب يقدم اغلي ماعنده فداء لتراب وطنه وهما( ايام المجد)... و(المحارب الاخير), وقال لنا انني دائمآ اري مصر وطن يعيش فينا ونحن لانعيش بدونها ولابد للفن من خلال القائمين عليه ان يجعلوا من رسالته قوة بناءه لخدمة هذا الوطن ومنذ بدايتي الفنية اي في اوائل الستينات كانت باكورة اعمالي المقيدون للخلف. وهي تجربة رائدة كان جميع العاملين في الفيلم من فنيين وفنانين من خريجي اكاديمية الفنون التي انشئت في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتحت رعاية وزير الثقافة آنذاك د. ثروت عكاشه, وتعبر الاكاديمية الوحيدة في الشرق الاوسط حتي الان وهي من الجهات العلمية علي مستوي العالم في اثراء الفن ثم قمنا ابان عام67 اي عقب النكسة بتأسيس جمعية( جماعة السينما الجديدة) والتي ضمت كوكبة من جميع كتاب ومخرجي ومبدعي السينما والذين حملوا علي عاتقهم السينما المصرية وجعلوا منها قوة لايستهان بها في انارة الشعب المصري وتوضيح رسالة هامة مؤكدين من خلالها ان المصري لا يهزم ابدآ وان خسر مواجهة فستأتي ساعة الحزم والنصر القريب وبالفعل من منطلق هذا الدور قدمت فيلم( اغنية علي الممر), و( الظلال علي الجانب الاخر)توالت اعمالي الفنية والتي كانت بمثابة الطلقات الحماسية بتجسيدها اروع القصص الوطنية والملحمة التاريخية لجنودنا ابناء الصمت والعمر لحظة اعمال فارقة في تاريخ السينما فهل نأمل بان نشاهد قريبآ افلام علي هذا المستوي وماهي العوائق ؟ قدمت فيلمي ابناء الصمت والعمر لحظة في عهد الرئيس الراحل السادات وكان يعي جيدآ دور الفن كقوة ناعمة في المجتمع المصري وقد تم وقتها ولاول مرة في السينما المصرية تقديم معارك شارك في تصويرها الجنود الحققين الذين شاركوا علي الجبهة مما زاد المصداقية واشعل حماس فريق العمل كله باستحضارهم الاحداث الواقعية وكان وقتها صورة الحرب والنصر قريبة ومع تسخير وتوفير كافة الامكانيات من الجهات المعنية خرج لنا فيلم ابناء الصمت والعمر لحظة بهذه الصورة الرائعة التي تليق بملحمة شعب دافع عن وطنه وجيش قدم روحه فداء لتراب ارضه ولكن نامل بالطبع ان نستعيد دور السينما خاصة ونحن نمتلك مبدعين في كافة العناصر الفنية من كتاب وممثلين ومخرجين وايضآ هناك جهات انتاجية خاصة لديها الحماس والاستعداد لتقديم افلام وطنية تعبر عن المرحلة الحالية وتذكر الاجيال بتضحيات الاباء ودورهم في حمل الرسالة ولكن الافلام التاريخية او هذه النوعية تحتاج الي دعم لانها مرتبطة بديكورات واماكن تصوير خارجي ومجاميع وملابس وغيرها وما يعني ذلك من تكلفة كبيرة جدآ حتي تخرج بالشكل اللائق فلابد من تتضافر الجهات المعنية الحكومية مع الخاصة وفي الحقيقة بعد عرض فيلمي الاخير( حائط البطولات) شجعني علي العودة مرة اخري لهذه النوعية من الافلام. هل هناك مقترح لاعادة نشاط جميعة( السينما) مرة اخري وخاصة ان صناعة السينما في ازمة ؟ اتمني ونسعي لذلك وخاصة ان السينما تحتاج حاليآ الي اعادة تصحيح مسار والعودة الي دورها في طرح قضايا مجتمعها والتعبير عما يطرح بشكل هادف والارتقاء بمخاطبة الجمهور ووجدانه ودفعه كي يرتقي الي ان يكون انسان مبدع وخلاق لديه انتماء لمجتمعه ووطنه وبالفعل هناك محاولات جادة من قبل المنتجين الذين ينظرون للفن علي انه رسالة كما ان هناك عدد غير قليل من المخرجين والكتاب المعنيين والمهمومين بصناعة السينما والذين يريدون ان تعود لعصرها الذهبي ولا اخفي سرآ حينما اؤكد ان هناك مؤشرات بوجود محاولات ايجابية للانتاج السينمائي ومشروعات لافلام هادفة قادمة في الطريق من خلال تلك الجهات والقائمين علي الحركة الفنية الجادة والهادفة فمصر تمتلك من المبدعين من مختلف الاجيال قادرين علي حمل لواء الريادة علي مستوي الوطن العربي وماذا عن محاولاتك او مشروعاتك القادمة ؟ بالفعل ان بصدد تصوير عملين الاول( ايام المجد) للكاتب المبد ع نجيب طوبيا وهو نفس الكاتب لفيلم ابناء الصمت كما سأقدم فيلم( المحارب الاخير) شارك بالسيناريو والاخراج ايهاب راضي ويؤكد علي دور الجندي المصري الذي يتحول في المعركة الي كتيبة تتصدي لاي عدو غاشم وما يتخلله من قصص انسانية رائعة وواقعية عن ملحمة شعب ووطن