مائة عام مرت علي مذابح الأتراك بحق الأرمن ولاتزال جرائم الإبادة الجماعية تبحث عمن يعترف بها ويقتص للأبرياء ولو بالحصول علي حقوقهم التاريخية خصوصا في ظل اعتراف ما يزيد علي24 برلمانا في العالم بتلك الإبادة إلا أن ذلك لم تتم ترجمته حتي الآن إلي ما يمكن به فتح ملفات السياسة التركية سواء تجاه تلك الجرائم أو تجاه الشرق الأوسط أو المتاجرة بشعارات حرية الإنسان في التعامل مع مصر. وفي جامعة عين شمس وخلال ندوة مائة عام علي مذابح الأتراك للأرمن التي نظمها مركز بحوث الشرق الأوسط تكشفت كثير من الحقائق التي انسجمت مع مخاوف الدكتور حسين عيسي رئيس الجامعة الذي أشار إلي أن إثارة قضية الأرمن القديمة ضد الحكومة التركية من قبل بعض أطراف الاتحاد الأوروبي, جاءت لوضع عراقيل إضافية أمام قبول تركيا في عضوية الاتحاد, مما خيب آمالها وجعلها تراجع مواقفها القديمة. أما الدكتور أرمن ملكونيان سفير أرمينيا بالقاهرة فقال إنه لن يتطرق إلي مواقف الدول الأخري فيما يخص مطالب الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن في القيصرية العثمانية فنحن نرحب بأية مبادرة أو حركة في ذلك الاتجاه, وذلك ليس مسألة إعادة العدالة أو الواجبة الأخلاقية تجاه5,1 مليون من ضحايا تلك المجزرة فحسب ولكن هي مسألة الأمن, حيث سيكون الأمن في منطقتنا دائما معرضا للخطر في حالة عدم ندم صريح من جانب تركيا واعترافها بالإبادة الجماعية, أما محاولات نفي الإبادة الجماعية فهي نوع من استمرار تلك الإبادة. وأضاف أن للأرمن شخصيات شهيرة في مصر, ويكفي أن نذكر أول رئيس وزراء ووزير خارجية نوبار باشا ووزير التربية يعقوب أرتين باشا والرسام الكاريكاتيري ألكسندر صاروخان والمغنية أنوشكا, والممثلات إيمان ونيللي ولبلبة هن من الجالية الأرمينية وحتي في ظروف الإمكانيات المحدودة في عهد الاتحاد السوفيتي بذلت الجالية الأرمينية جهودا للحفاظ علي علاقات نشيطة مع أرمينيا السوفيتية. وأشار الدكتور جمال شقرة مدير مركز بحوث الشرق الأوسط إلي أنه خلال السنوات الماضية لم يترك المركز موضوعا أو إشكالية أو ظاهرة سياسية إلا وطرحها للبحث والدراسة والمناقشة وفي الوقت نفسه حرص المركز كذلك علي العودة للجذور التاريخية لتلك القضايا الآنية, كما سعي لاستشراف المستقبل. وأوضح د. أرمن مظلوميان عضو لجنة إحياء ذكري إبادة الأرمن أن هناك24 دولة اعترفت رسميا بمذابح الأرمن وأنها إبادة جماعية منها لبنان البلد العربي الوحيد, وبسبب هذه المذابح هاجر الأرمن إلي العديد من دول العالم من بينها مصر والعراق وسوريا ولبنان والأراضي المقدسة.