هو فعلا الزمن المعكوس الذي تعيش فيه السينما ونجومها.. وقواعدها التي أرستها السينما طوال تاريخها.. وحرصت علي وجودها في كل أعمالها السينمائية كنموذج يحترمه كل من شاهد أفلامها. ونموذج لكل نجم أو نجمة عاش معها في كثير من الأفلام.. وحرص النجوم الدائم علي مراعاة هذه القواعد التي أدت الي شهرة نجومها ليس في مصر ولكن في العالم كله.. واعتبار هؤلاء النجوم قدوة الفن الجميل الراقي.. الذي يسعي اليه كل نجوم الدول التي دخلت عالم السينما الساحر.. وجلست أشاهد شريطا سينمائيا تاريخيا.. أدي الي هذا الزمن المعكوس الذي تعيش فيه السينما هذه الأيام هي ونجومها.. كان من أهم القواعد.. أن النجم الذي يقدم إعلانات مثلا.. تهجره السينما.. ويصبح نجما فقد الحق في دخول عالم السينما الساحر الخاص بالسينما ونجومها.. وانعكس الزمن هذه الأيام وحدث طوفان نجوم السينما الي عالم الإعلانات بشكل أصبح المشاهد يهجر أعمالهم السينمائية ويكتفي بمشاهدتهم في الإعلانات ويقارن تنافسهم ببعضهم في أداء الإعلان.. وما حصل عليه مقابل هذه الإعلانات وهجر هو الآخر دور العرض.. ومن متابعة نجومه الذين أحبهم وهو يشاهدهم في الأفلام.. وتابع إعلاناتهم.. عن السيراميك الذي فتح باب الإعلام من يسرا.. وعمر الشريف.. لينطلق بعد ذلك هجوم النجوم.. والنجمات الي كل نوعيات الإعلانات.. السيارات أحمد حلمي ومني.. أحمد عز وغيرهم.. ثم إعلانات المحمول.. يسرا عزت أبو عوف.. دنيا سمير.. أحمد عز.. هند صبري.. حتي محمد منير.. هالة فاخر حسن حسني.. السمن البلدي والمياه الغازية.. وآخر المفاجآت الإعلانية أتت من الزعيم عادل إمام.. وهو يرتدي كوفية علي الطريقة التركية الشهيرة في مسلسلاتهم ليقدم اعلانا للمحمول.. ويأتي دور المسلسلات التليفزيونية.. ذلك الغول الذي سحب كل نجوم السينما اليه.. الا بعضا قليلا.. وكانت القاعدة ايضا.. أن نجم التليفزيون.. لا يصح أن يعمل في السينما.. وإلا هجرته السينما. ولكن تحطمت القاعدة.. وهجر كل النجوم والنجمات الي المسلسلات وملايينها.. مع الإعلانات وملايينها.. وتركوا السينما سبب شهرتهم تقف في حيرة من أمرهم.. ولا يمدون لها يد العون لحل مشاكلها.. إلا أن بعض النجوم والنجمات.. الذين يحاولون مد يد العون عن طريق انتاج أفلام.. أو المشاركة في بعض الأفلام لإنقاذها مثل إلهام شاهين.. التي أنتجت فيلما.. وفي الطريق الي إنتاج الآخر. وإشتراك النجم محمود ياسين في بعض الأفلام الجديدة للشباب وهو من القلائل الذين لم يرحلوا الي الاعلانات هو والنجم عزت العلايلي والنجم محمود عبد العزيز.. واكتفوا بالتليفزيون والقليل من السينما. ويأتي دور أفلام السينما التي ظهرت في الأعوام الماضية وتحاول الاستمرار بما تقدمه.. معظمها تخطي الخط الأحمر تحت مسمي سطحي للحرية.. والديمقراطية.. وقدمت أفلام العشوائيات بموجات كبيرة وكثيرة.. وأفلام الفساد.. ورجال الأعمال الفاسدين.. وأخيرا أفلام الشذوذ.. وزنا المحارم.. والإغراء الفاضح.. والألفاظ الفظة الخادشة للحياء.. والتي أصبح يتناقلها الأطفال الصغار دون معرفة أبعادها.. منها ما قدمته السينما.. ومنها ما تحاول تقديمه هذه الأيام بعد صراعها مع الرقابة.. التي نرفضها.. ولكن لا بد من وجودها عندما تتخطي الموضوعات الخط الأحمر الذي يحافظ علي المجتمع وأمن المجتمع الاجتماعي.. وشاهدت فيلم الخيط الرفيع.. وتوقفت عند المشهد الذي شتمت فيه نجمتنا المحبوبة فاتن حمامة.. نجمنا الوقور محمود ياسين.. بلفظ يا ابن... بعدها حدث طوفان الشتيمة في أفلامنا بسبب وبدون سبب.. ولم ينكر أحد أن مشهد الخيط الرفيع هو أول مشهد في السينما المصرية تصور فيه هذه الشتيمة ولم يتكرر لأنه كان في مكانه.. من الأحداث.. وعلي الرغم من ذلك أثار كثيرا من الاعتراضات.. وانتقل بي الشريط السينمائي.. الي المحاولات الجديدة من بعض الشباب في صنع جو جديد.. وسينما جديدة تكون نواة لأمل جديد في إعادة الزمن الحقيقي للسينما.. وهزيمة الزمن المعكوس.. فأفلام الديجيتال, أو الكاميرات العادية.. وبأفكار وموضوعات من واقع الحياة الحقيقية وبها كل الآلام والآمال المضيئة التي تنبئ بالوصول الي سينما حقيقية بعيدة عن السينما الاستهلاكية.. وتعبر رسالة السينما السامية.. التي يرجوها كل من يهمه أمر السينما.. والتي يرجوها الجمهور في شوق ظاهر.. يهرب الي أفلام ومسلسلات تقدمها دول الجوار وخصوصا المسلسلات التركية التي تغزو القنوات التليفزيونية.. والمسلسلات السورية!!. وأغلقت مشاهدة اسطوانة الCD الذي أعطانيها التاريخ في زيارته عندما انشق الزمن في ليلة رأس السنة هذا العام.. وأضأت أنوار الأمل في حجرتي التي شاهدت فيها كل هذه الأحداث التي سجلها التاريخ.. محايدا.. ولكني أقدمها لنعرف أن التاريخ يسجل كل صغيرة وكبيرة.. وأنه لا ينسي شيئا.. وأكتفيت بهذا الجزء من شريط التاريخ السينمائي.. ولنا معه لقاء آخر أكثر أملا في عودة الزمن الي حقيقته!! س.ع