في الوقت الذي تكثف فيه الأجهزة الأمنية جهودها لكشف غموض تفجير الإسكندرية الإرهابي أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية في ليلة رأس السنة, يتوجه غدا إلي الإسكندرية فريق الأطباء الشرعيين بقيادة الدكتور السباعي أحمد السباعي, كبير الأطباء الشرعيين, لمعاينة مكان الانفجار, وتحديد السيناريو الذي تم به الانفجار. وقال السباعي في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي إن مصلحة الطب الشرعي لم تقم بإجراء أي معاينة سابقة لمكان الحادث, كما أنها لم تتسلم حتي الآن نصف الوجه الخاص بالجثة المجهولة التي لم يتم التعرف علي صاحبها حتي الآن, موضحا أنه مازال بحوزة الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية, وأن النيابة لا تتسلم مثل هذه الأحراز, بل تتسلم تقارير فقط. وأشار السباعي إلي أنه لا يمكنه تحديد موعد إجراء المعاينة بدقة بسبب النوة التي تتعرض لها مدينة الإسكندرية حاليا. في غضون ذلك, أكد مصدر قضائي مسئول بمكتب النائب العام, أن النائب العام المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود لم تصدر عنه أي بيانات أو تصريحات بشأن حادث الاعتداء علي كنيسة القديسين بالإسكندرية, عقب البيان الذي أصدره عن نتائج زيارته للإسكندرية, والذي نشرته الصحف أمس الجمعة. وقال المصدر في تصريح له مساء أمس إن أية بيانات أو أخبار أو تصريحات يصدرها النائب العام يتم تكليف المكتب الفني بأخطار مندوبي جميع الصحف ووسائل الإعلام المعتمدين لدي المكتب بها. وقد احتفلت مصر أمس بعيد الميلاد المجيد, وسط رفض كامل للخضوع لقوي الإرهاب التي تريد حرمان المصريين من فرحتهم بالعيد. وقام الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء, بزيارة إلي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية, حيث قدم التهنئة إلي قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية, كما عزاه في جريمة الاعتداء الإرهابي علي كنيسة القديسين بالإسكندرية. وقال نظيف, إن الحكومة تبذل أقصي الجهد لحماية دور العبادة وكشف ملابسات حادث الإسكندرية وتقديم الجناة للعدالة, مؤكدا أن التكاتف والتضامن أول وسيلة لمحاربة الإرهاب, فيما أكد البابا شنودة أن الإرهاب غريب علي شعب مصر وتاريخه الطويل من التعايش والتآخي, مؤكدا أن المصريين لن يخافوا التهديد, وقال: لم أفكر أبدا في إلغاء الاحتفال بعيد الميلاد. وحول تحرير بناء الكنائس قال رئيس الوزراء, إن هناك تنظيما ينظم بناء دور العبادة, وليس هناك تحرير بالكامل, وقال نحن نضع قيودا علي بناء المساجد والكنائس, مؤكدا في الوقت نفسه أن علينا أن نتأكد أن هناك من دور العبادة ما يكفي. وشهد يوم أمس احتفالات بالعيد في جميع محافظات مصر, تجلت خلالها الروح الوطنية, وقام جميع المحافظين والقيادات التنفيذية, والمواطنين بالتوجه إلي جميع الكنائس لتبادل التهنئة وتقديم العزاء. كما ركز خطباء المساجد أمس في صلاة الجمعة علي وحدة الشعب المصري, وإيمان المسلمين جميعا بالسيد المسيح والسيدة مريم العذراء, ودعوا إلي التصدي لمحاولات الفرقة التي أثبت التاريخ فشلها أمام تكاتف المصريين, فيما أدي مسلمو الفيوم يتقدمهم المحافظ والقيادات السياسية والشعبية صلاة الجمعة أمس بمكان أعد لهذا الغرض بدير العزب بالفيوم, بدعوة من الانبا إبرام أسقف الأقباط الأرثوذكس بالفيوم, لتأكيد معاني الوحدة الوطنية والتسامح بين المصريين. وأكد الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب, أن حادث الإسكندرية الإرهابي استهدف مصر كلها واختار أن يضرب الكنيسة لإحداث وقيعة بين عنصري الأمة. وقال ردا علي بيان رئيس البرلمان الأوروبي, إنه يهمه تصحيح صورة غير دقيقة في البيان الذي تكررت إشاراته إلي الحادث, باعتباره موجها ضد الأقباط المصريين. موضحا أن العمل الجبان تم تنفيذه في شارع رئيسي مكتظ بالمواطنين الأبرياء مسلمين ومسيحيين, ويقع فيه مسجد علي بعد أمتار من الكنيسة.