في الوقت الذي تدعو فيه جامعة الدول العربية الي رفع العقوبات الأحادية عن السودان وتحذر من الآثار السلبية لتلك العقوبات واستمرارها علي السودان تدعم مبادرة الحوار الوطني التي طرحها الرئيس السوداني عمر البشير مؤخرا وتطالب الأحزاب وأطياف المجتمع السوداني كافة للحاق بها معلنه دعمها لإجراء الانتخابات الرئاسية السودانية في13 أبريل المقبل. وعلي الرغم من ذلك لم يشهد السودان أي تقدم في سجله الحقوقي المروع في العام الماضي وبدلا من ذلك أسفرت فصول جديدة من الصراع في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق عن أعداد كبيرة من القتلي المدنيين والنازحين. كما ظل حزب المؤتمر الوطني الحاكم واثنان من أحزاب المعارضة التي تحالف اثنان منها في أغسطس الماضي في طريق مسدود بسبب عملية الحوار الوطني التي كان يفترض أن تمهد لانتخابات ودستور جديد ولم يتبن السودان دستورا حتي الآن بعد انتهاء فترة انتقالية طولها ست سنوات منصوص عليها في اتفاقية السلام الشاملة وحصول جنوب السودان علي الاستقلال. ويتوالي القتال بين القوات الحكومية والجماعات المتمردة وبين جماعات مسلحة أخري غالبا ما تستخدم عتاد الحكومة وأسلحتها في عدة أجزاء من دارفور كما قتل الصراع بين جماعات الرزيقات والمعالية في جنوب دارفور المئات وفر أكثر من450 ألف شخص من العنف في دارفور منذ بداية العام الماضي وفقا لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية. وتدهورت العلاقات مع دولة جنوب السودان مع اندلاع الحرب هناك في ديسمبر عام2013 وتجددت الاتهامات بدعم السودان للمعارضة المسلحة في جنوب السودان و لم تحقق الحكومتان أي تقدم في القضايا العالقة الأخري مثل ترسيم الحدود والأمن ووضع منطقة أبيي المتنازع عليها كما اشترط اتفاق التعاون لعام.2012 وواصلت هيئة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوي المعنية بالسودان وجنوب السودان برئاسة رئيس جنوب إفريقيا السابق تابو مبيكي التوسط في محادثات السلام في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وبدأت وساطة متزامنة حول دارفور فضلا عن محادثات بشأن عملية الحوار الوطني. وأصدرت الجامعة العربية في اجتماعها علي المستوي الوزاري مؤخرا مشروع قرار لصالح دعم السلام بالسودان ودعا الاجتماع لرفع العقوبات الأحادية عن السودان وعبر عن قلقه من الآثار السالبة لتلك العقوبات واستمرارها علي السودان. وجددت دعوتها للدول الأعضاء ببذل الجهود بالأممالمتحدة لمنع إيواء الحركات المسلحة أو وصول أي شكل من أشكال الدعم لها ورحبت الجامعة العربية بمبادرة الحوار الوطني التي طرحها الرئيس البشير وطالبت الأحزاب وأطياف المجتمع السوداني كافة للحاق بها.