في الوقت الذي تتهم فيه الولاياتالمتحدة كثيرا من دول العالم بانتهاك حقوق الإنسان وعدم احترام الحريات, نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا انتقدت فيه سياسة الإدارة الأمريكية إزاء تعاملها مع المساجين الذين يقضون عقوبتهم داخل السجون الأمريكية. كاشفا عن ان أمريكا بلد الحريات والقوانين لم تعتد بمفهوم حقوق الانسان الذي قد يكون آخر اولويات الرئيس الأمريكي باراك اوباما. ونشرت الصحيفة تقريرا مطولا عن أحوال المساجين داخل السجون الأمريكية والتي باتت تشبه الي حد كبير المدن التي تسكنها الاشباح اذ تعاني النسبة الاكبر من السجناء من حالات صرع وهلوسة واكتئاب وصل الي حد الجنون والذي قد يقود المساجين الي الانتحار بل واذا قررت ان تأخذ جولة سريعة داخل اروقة تلك السجون فلن تستمع إلا لأصوات الصراخ المستمر من السجناء الذين وجدوا انفسهم يعيشون في حبس انفرادي في مبني لا يري ضوء الشمس لمدة قد لا تزيد علي4 سنوات. واكدت الصحيفة ان السجون في أمريكا لم تعد تختلف كثيرا عن نظيرتها في دول العالم الثالث التي دائما ما كانت توصف بالديكتاتورية والتسلط, مشيرة الي انك قد تري مشاهد مروعة داخل سجون الولاياتالمتحدة ورغم ان ولاية تكساس تشتهر بمساجين الحبس الانفرادي, فإنها لم تعد الأسوأ علي الإطلاق, حيث تحسنت اوضاع السجناء بها بعد ان انخفض معدل سجناء الحبس الانفرادي بنسبة34% عن عام2006, الا انه لا يزال هناك اكثر من4% من سجنائها اي ما يقرب من6000 سجين- في الحبس الأنفرادي يعيشون في عزلة تامة عن الحياة لا يرون ضوء الشمس منذ عدة سنوات وهو ما يجب ان تسلط منظمات حقوق الانسان الضوء عليه, اما عن ولاية ميسيسبي فإن معدلات الحبس الانفرادي فيها انخفضت بشكل كبير بعد قيام مسئوليها ببرامج اصلاحية جعلت نسبة سجناء الحبس الانفرادي لا تتعدي ال2% بل وقد اكد مدير سجن كولورادو ذو التوجهات الاصلاحية ريك راميش ان هناك4 أو5 اشخاص فقط يخضعون لعقوبة الحبس الانفرادي لفترة طويلة. ودائما ما تزج الولاياتالمتحدة بأخطر مجرميها في سجون ولاية كولورادو التي تشتهر بنظام أمني مشدد يجبر كثيرا من السجناء علي العيش في عزلة تامة وبعضهم يقدم علي الانتحار. ويرجع ارتفاع عدد مساجين الحبس الانفرادي في ولاية تكساس عن غيرها من الولايات الاخري الي اهمالها المساجين الذين يعانون أمراضا عقلية فبدلا من اخضاعهم للعلاج تزج بهم الي الحبس الانفرادي فتزداد أوضاعهم سوءا, كما ان ولاية تكساس التي تشتهر بارتفاع نسبة العصابات والمجرمين تخشي اختلاط افراد تلك العصابات مع باقي المساجين لذا تضعهم قيد الحبس الانفرادي طيلة سنوات عقوبتهم. وعلي النقيض فهناك دول مثل النرويج والدنمارك تشتهر بسجون لا تقل عن فنادق ال5 نجوم كسجن هالدن النرويجي المشهور بإتاحة ساحات كبيرة للسجناء لممارسة هواياتهم المفضلة كلعب كرة القدم والسلة وكذلك اتاحة الات موسيقية لتعلم فنون الموسيقي والغناء.