أكد وزير الخارجية سامح شكري أن التنظيمات الإرهابية تستغل الفكر المتطرف العنيف لجذب وتجنيد عناصر مقاتلة وإضفاء شرعية علي أعمالها الإجرامية معربا عن ثقته في قدرة الشعب المصري علي دحر التطرف والإرهاب. وأضاف شكري في كلمة ألقاها أمس أمام ممثلي أكثر من60 دولة مشاركة في أعمال قمة مكافحة التطرف العنيف في واشنطن أن الفهم السليم لظاهرة التطرف يجب أن يبدأ بالاعتراف بأن جميع التنظيمات الإرهابية تحت مسميات مختلفة ترتبط بإطار أيديولوجي واحد سواء كانت داعش, أو بوكو حرام, أو أنصار الشريعة, أو القاعدة أو غيرهم. وقال إن الأفكار المتطرفة المتشددة هي جوهر التهديدات الإرهابية التي أصبحت الآن ذات طبيعة دولية, مشيرا إلي أن جميع تلك التنظيمات تسعي إلي إقامة دولة دينية عالمية وفقا لتفسيرات ملتوية للإسلام, موضحا أن الفكر المتطرف لا يقتصر علي تلك الجماعات فقط بل أن الفكر المتطرف الذي ظهر منذ أواخر العشرينيات من القرن الماضي يعتبر هو الأساس للعديد من العناصر الإرهابية التي تعمل اليوم. وأكد شكري أن هذا الفكر قام في البداية علي أساس نظرة محدودة للشريعة الإسلامية ثم تطور في الستينيات من القرن الماضي حيث شكل مذهب التكفير والذي يشكل الأساس الأيديولوجي لإرهاب اليوم, مشيرا إلي البيانات الأخيرة الصادرة عن مختلف التنظيمات الإرهابية التي تظهر الارتباط بين كل تلك التنظيمات علي أساس نفس الفكر الأيديولوجي. وأكد وزير الخارجية ضرورة تبني توجه شامل لمحاربة التهديدات الإرهابية إذ أنه لا جدوي للتمييز بين ما أسماه بالإرهاب السيئ الذي يجب محاربته وهزيمته والإرهاب الجيد الذي يمكن التكيف معه مؤكدا انه في النهاية يجب التصدي لكل التنظيمات المتطرفة أيديولوجيا وعسكريا علي الأرض. ودعا شكري الدول الشريكة إلي توفير الدعم والمساعدة اللازمة للدول التي تقف في الخطوط الأمامية في هذه المعركة, مشيرا إلي أن مصر كان لها نصيب مأساوي من هذه الحرب سواء في الماضي أو الحاضر فهي تواجه اعتداءات مستمرة في الداخل والخارج. وأكد شكري أن مصر ستدافع عن نفسها وعن المنطقة وما بعدها, مشيرا إلي أن مصر علي ثقة من النجاح لأن الشعب المصري يفهم طبيعة التهديدات ويرفض تلك الأفكار الزائفة, وأوضح أن التهديدات الإرهابية لا علاقة لها بالإسلام بغض النظر عن الأفكار التي يرجها الإرهابيون لتبرير أعمالهم. وشدد شكري في كلمته علي أهمية دور المؤسسات الدينية في مصر خاصة الدور الذي يلعبه الأزهر الشريف في مكافحة الفكر المتطرف ومواصلة جهوده الفعالة مع مختلف شركاء مصر في هذا الصدد. من جانبه أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما اننا لسنا في حرب مع الاسلام وفي كلمته امام المؤتمر أوضح: اننا هنا اليوم لأننا توحدنا في مواجهة تصاعد التطرف العنيف والارهاب. وامام اكثر من60 وفدا اجنبيا بمقر وزارة الخارجية الامريكية, واشار اوباما الي ان المتشددين يسعون حثيثا من اجل الحصول علي الشرعية وهم يتبعون ايديولوجية محرفة ويستخدمون الاسلام لتبرير العنف.