هناك عبارة شهيرة تكتبها مصلحة وثائق السفر والهجرة والجنسية بمصر في الصفحة الأخيرة من جوازات السفر المصرية تقرر فيها أن الجواز' وثيقة ذات شأن عظيم يوجب علي صاحبه الاحتياط التام حتي لايقع في حوزة شخص ليس له الحق في حمله أو استخدامه , ويتم استكمال العبارة بأنه في حالة فقد أو تلف جواز السفر يجب الإبلاغ عنه علي الفور, لأقرب سلطة مصرية, وأنه لن يتم استخراج جواز سفر جديد إلا بعد' فحص وتمحيص كاملين', وتشير كل تلك العبارات, إلي ماقيل في البداية بأن الجواز وثيقة ذات شأن عظيم. إننا لانشعر أحيانا بأهمية جواز السفر لأننا نستخرجه في مصر ببساطة شديدة, في فترة قصيرة, وبأوراق قليلة, لكن ذلك يتم لأنه لاتوجد لدي معظم من يستخرجونه مشكلة, فالغالبية الكاسحة مصريون من أبوين مصريين, ويستخرجونه لأغراض السفر, إلا أن من يرغب في أن يعرف صعوبة المشكلة عليه أن يتابع الحالات التي تطرح بشأنها مسألة الجنسية, خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمواطنة مصرية, وعلي من يرغب في أن يعرف المعني الحقيقي أيضا لصعوبة استخراج جواز السفر, عليه أن يدخل نفسه تحت بند' الهجرة' التي سيكون راغبا في ظلها بالحصول علي جواز سفر دولة أخري, أي جنسيتها.
لقد تفجر الموقف بشدة في الفترة الأخيرة عندما قامت الاستخبارات الإسرائيلية باستخدام جوازات سفر حقيقية بصور مزورة, ليظهر بعد جديد يتعلق بتزوير هويات مواطنين لدول أخري, وهي مسألة كانت تؤدي عادة إلي مشكلة, و بالفعل حذرت بعض الدول التي تم تزوير جوازاتها إسرائيل, من ذلك, في أوقات سابقة, لكن المشكلة لم تكن تتجاوز اللوم الدبلوماسي, إلا أن مايبدو أنه يجري هذه المرة, يشير إلي بدايات تحول' مسألة الجوازات' إلي أزمة حقيقية, فقد تم استدعاء بعض سفراء إسرائيل في القارة الأوروبية, وتم استخدام لهجة غير معتادة, فلم تعد الدول تقبل بمثل تلك الأمور.
لكن ماجري بعد ذلك كان أكثر أهمية, فقد أصدر الاتحاد الأوروبي بيانا يدين فيه بشدة إستخدام قتلة المبحوح جوازات سفر أوروبية في دبي, وبصرف النظر عن أن البيان العبقري لم يركز علي إدانة عملية الاغتيال في حد ذاتها أولا, وبصرف النظر عن أن البيان لم يركز علي إدانة النشاطات الخاصة لجهاز يعتقد أن لديه رخصة للقتل, فإن إدانة استخدام الجوازات الأوروبية تشير إلي تطور جديد, خاصة إذا كانت دولة ما هي التي تقوم بأعمال التزوير لجواز سفر يمكن أن يستخدم في دخول25 دولة بدون مشاكل, فحافظوا علي جوازاتكم [email protected]