لولا شيكابالا لما شعرنا بالزمالك في مباراته مع وادي دجلة مساء أمس في المرحلة الرابعة عشرة بالدوري الممتاز لكرة القدم.. فقد صنع شيكا بمهارته الشخصية النصر لفريق فهو كما يفعل ميسي مع برشلونة.. شيكا اصبح هو المتعة.. اصبحنا ننتظر مباريات الزمالك حتي نشاهده.. هو يلعب ويستمتع ويمتعنا وهو يسجل أجمل الاهداف فقد نجح النجم الموهوب في صناعة النصر الزملكاوي في المرحلة. قاد فريقه للفوز باقل مجهود علي وادي دجلة بهدفين نظيفين علي ستاد الكلية الحربية. شيكا هو الفن والمتعة والمهارة.. شيكا هو صانع الفوز بعبقريته في أرض الملعب. شيكا دائما يأتي بما هو جديد.. فقد نجح النجم الاسمر في احراز هدف فريقه الأول في الدقيقة30 بمهارة رائعة ثم صنع الهدف الثاني الذي أحرزه حسن مصطفي برأسية رائعة في الشوط الثاني. ولم يكتف شيكا بهذا بل انه كان الوحيد الذي صنع الخطورة علي مرمي هيثم محمد حارس دجلة وتصدت العارضة لتسديدته وانقذ الحارس واحدة منه بصعوبة ولو تخيلنا فريق الزمالك بلا شيكابالا في هذه المباراة علي الأقل فان الوضع سيكون مختلفا.. فهذا اللاعب يفعل كل شيء يصنع الاهداف ويسجلها.. يتسلم الكرة من وسط الملعب ويفعل الكثير. فريق الزمالك لم يكن علي المستوي المطلوب لكن شيكا كان فوق المطلوب لم نشاهد وسط الملعب يؤدي دوره ولم تعمل الاطراف.. ملخص الزمالك هو شيكابالا هذا اللاعب الرائع المراوغ الهداف الذي يستحق العلامة الكاملة.. وبهدفه بالأمس تصدر قائمة هدافي الدوري برصيد9 أهداف متفوقا علي أوتوبونج وأحمد عبدالظاهر8 أهداف. شيكا بهذا الابداع حافظ علي معنويات الزمالك وانتصاراته قبل قمة الخميس المقبل أمام الاهلي لكن هل سيقدر شيكا بمفرده علي مواجهة الفريق الأحمر. فوز الزمالك منحه الثقة والاستقرار علي القمة برصيد30 نقطة من13 مباراة رقم لم يشهده الزمالك في السنوات الست الأخيرة تقريبا وهذا انجاز يحسب لمدربه حسام حسن الذي قدم لنا الزمالك في صورة جديدة.. أما دجلة فقد تراجع لكن حظه سيئ وكان من الممكن أن يسجل في ظل وجود أزمات دفاعية وفي الوسط الزمالك.. وبرز من لاعبيه عاشور التقي فهو لاعب صاحب مهارات متميزة وشكل خطورة لكن لم يوفق. لم يكن الشوط الأول علي المستوي المطلوب من الزمالك.. فقد لعب وادي دجلة دورا مهما حرم الفارس الابيض من تنفيذ أسلوبه أو الوصول إلي مرماه لهذا انحصر اللعب في وسط الملعب معظم الفترات باستثناء محاولتين من بعد وهدف مهاري ماركة شيكابالا. الزمالك لعب بتشكيل ضم كلا من عبدالواحد السيد وأمامه الرباعي أحمد غانم سلطان ومحمود فتح الله وعمرو الصفتي ومحمد عبدالشافي وفي الوسط الرباعي عمر جابر وحسن مصطفي وهاني سعيد وحسين ياسر وفي الخط الامامي شيكابالا وأحمد جعفر.. واستحوذ الزمالك لكن لم يشكل الخطورة المطلوبة بسبب التركيز الشديد من لاعبي دجلة ورغبتهم في تحقيق شيء وعمل خطين للدفاع الاول من وسط الملعب والثاني امام مرماه وكان يدافع أكثر مما يهاجم حتي اننا لم نشعر بهجوم علي مرمي عبدالواحد السيد أو خطورة حقيقية. كما أن دجلة أغلق الطرق المؤدية إلي مرماه خصوصا من الاطراف.. فلم تستطع جبهات الزمالك أن تعمل بشكل جيد سواء الناحية اليمني التي عمل فيها أحمد غانم وعمر جابر أو اليسري التي شغلها عبدالشافي وأمامه حسين ياسر.. ولم تكن لحسن مصطفي أو هاني سعيد بصمة واضحة لهذا لم نر خطورة علي مرمي هيثم محمد وظلت المياه راكدة في أرض الملعب دون حراك حتي ألقي عمر جابر بتسديدة صاروخية أنقذها الحارس وكذلك شيكا من ركلة حرة أنقذها هيثم حتي جاء الدقيقة30 عندما استغل شيكا مهاراته وضع الزمالك هدف التقدم والتفوق معتمدا علي تقدم الحارس هيثم بغرابة فلعب الكرة من فوقه بمهارة رائعة ليتقدم الابيض بهدف جميل ومميز هو أجمل ما في هذا الشوط. فيما لم يكن لأحمد جعفر دور في الهجوم لغياب دور الوسط وتعطل الاطراف ليقدم الزمالك شوطا غير ممتع لكنه سجل هدفا بمهارة لاعب. ولم يكن لدجلة طموح في الهجوم كان هدف لاعبيه وليم مانساه وحسن محمود والحصري ومصطفي طلعت وسيد السعدوني ايقاف تقدم لاعب الزمالك فيما لم يكن لعاشور التقي أو عبدالفتاح الاغا لمسة هجومية جيدة فانعدمت الخطورة ودفع ثمن لحظة لم يركز فيها الدفاع وتقدم فيها الحارس وتراجع ليستغل شيكا الموقف ويضع فريقه في المقدمة, وانتهي الشوط الاول بهدف زملكاوي. ومع بداية الشوط الثاني لم يتحسن الوضع الزملكاوي وظل الفريق علي أدائه المتوسط أو الروتيني الخالي من الابداع دون أي اثارة أو خطورة.. فيما تخلص دجلة من تحفظه الهجومي وكان الاكثر وصولا لمرمي عبدالواحد السيد من الاطراف وشكل خطورة حقيقية في أول ربع ساعة ولعل الكرة الأخطر كانت من عاشور التقي الذي دخل المنطقة وراوغ المدافع ولعب عرضية لم تجد من يسكنها الشباك لتضيع فرصة للتعادل. ويتدخل حسام حسن لاحداث رواج في الملعب فدفع بلاعبين في الوسط للسيطرة هما إبراهيم صلاح بدلا من غانم سلطان والصاعد الموهوب محمد إبراهيم بدلا من أحمد جعفر الذي لم يفعل أي شيء جيد بل انه كمهاجم لم يسدد علي المرمي ولو مرة واحدة سواء بالقدم أو الرأس.. واعتمد حسام علي شيكا هجوميا وخلفه وسط قوي يدعمه ويسانده. ويتدخل الحظ وينقذ الزمالك من هدف التعادل عندما انفرد عاشور التقي بعبدالواحد السيد وسدد لكنها اصطدمت بالعارضة.. ولأن الزمالك حظه عال فبدلا من أن تكون النتيجة هي التعادل لولا تدخل العارضة وترتد الهجمة سريعة ويلعب شيكابالا عرضية يستقبلها حسن مصطفي بشكل رائع استعراضي دون مزاحمة من احد علي الاطلاق ويسددها برأسه في شباك هيثم محمد ليتقدم الزمالك بهدفين نظيفين وكان الثاني في الدقيقة64 من عمر اللقاء. يحاول والترمويس احداث نشاط في فريقه بالتغييرات لكن دون جدوي أو توفيق بقربه من النتيجة.. لكن الواقع كشف أن خط دفاع الزمالك من السهل اختراقه سواء عرضيا أو من العمق. ويلعب حسام عرفات بدلا من حسين ياسر لتنشيط الجانب الهجومي وبالفعل يسيطر الابيض ويسدد عرفات كرة قوية أرضية مرت بجوار القائم الايسر لمرمي هيثم محمد. ومع مرور الوقت اقتنع دجلة بالخسارة وفشلت كل محاولات من أجل التعديل لكن الزمالك لم تكن لديه رغبة في المزيد وكأن لاعبيه اكتفوا بتحقيق الهدف وهم يفكرون في مواجهة الأهلي أو أنهم كانوا خائفين من الاصابات أو الانذارات لهذا لعبوا في حدود المعقول والمقبول.. ولم نر فيه سوي ابداعات النجم الموهوب شيكابالا الذي يمتع عندما يتحرك ويبدع تصل الكرة إليه فهو لمسة الجمال وصانع الاثارة والمتعة وصانع البهجة لكل من يشاهده ففي ظل حالة الهدوء التي سيطرت علي الجميع استقبل كرة من خارج المنطقة وراوغ3 مدافعين بمهارة نادرة ورائعة ومثيرة وكان من الواجب أن يسجل لكن كرته اصطدمت بالعارضة وكان الكل يتمناها هدفا بعد المراوغات المجدية او الايجابية لكن لم يحالفه التوفيق حتي انه ذهب إلي حسام حسن وقال له بماذا أفعل فطالبه بالهدوء ومواصلة اللعب. ولجأ الفارس الأبيض إلي الاستعراض والتمرير فيما بينهم بطريقة تثير اعجاب الجمهور.. وفي ظل النشوة الزملكاوية ينفرد وائل عبدالفتاح بعبدالواحد السيد لكن الحارس المتميز ينجح في انقاذ مرماه من هدف حتي انتهي اللقاء بفوز الزمالك بهدفين دون رد من وادي دجلة.