عشنا أجمل قمة بين الأهلي والزمالك.. فلأول مرة منذ سنوات بعيدة نشاهد هذه المباراة الكبيرة.. وهي كبيرة لأنها جاءت رائعة من الطرفين فكلاهما لعب وأجاد واستحق عدم الخروج مهزوما.. وكان التعادل عادلا بين الطرفين لكن كيف نجح كل فريق في الوصول بنا لمرحلة النشوة؟. الزمالك ظهر لأول مرة منذ سنوات طويلة 6 سنوات تقريبا وهو ند للأهلي في مباراة بالدوري بهذا الشكل الجبار فهو صاحب المبادرة وهو صاحب السيطرة وهو البادئ دائما بالتسجيل فقد تقدم3 مرات وادرك الأهلي التعادل. الزمالك استغل مواهبه في تقديم هذه المتعة وتحديدا الرائع شيكابالا والموهوب حسين ياسر. كان الاثنان مصدر الرعب والقلق للأهلي فصنع شيكا الهدف الأول ببراعة وسجل ياسر الهدف الثاني بالوجود في بقعة سحرية خلف مدافعي الأهلي وكان شيكا هو الزمالك وكان شكله الهجومي.. كان لمسة الجمال والمتعة والخطورة الرهيبة علي مرمي أحمد عادل عبدالمنعم.. وقدم وسط الزمالك عرضا جيدا ومنح التفوق للزمالك في معظم أوقات اللقاء ولولا فارق الخبرات الأهلاوية لكان الزمالك فاز.. لكن حسام حسن أدار اللقاء بشكل متميز ونجح في تحجيم نجوم الأهلي كثيرا مثل أبوتريكة الذي تم وضعه تحت السيطرة وبركات الذي تصدوا له كثيرا. وقدم حسام حسن أداء جيدا وكانت تغييراته مؤثرة خصوصا الصاعد عمر جابر الذي كان متميزا وساهم في الهدف الثالث من تسديدة ارتدت من أحمد عادل.. المهم أن الزمالك كان متميزا في الجانب الهجومي ولو استغل دفاع الأهلي المتواضع لسجل عددا أكبر من الأهداف. ونجح عبدالواحد السيد في انقاذ أكثر من كرة خطيرة سواء في العرضيات أو التسديدات المباشرة وكانت أطراف الأبيض متميزة سواء من أحمد غانم في اليمين أو عبدالشافي في اليسار. الزمالك كان الأفضل معظم الوقت لهذا جاء تعادل الأهلي في الوقت القاتل بمثابة الصدمة له ولجمهوره وكأنه خسر اللقاء ويستحق شيكابالا لقب أخطر لاعب في اللقاء. أما الأهلي فقدم مباراة أقل كثيرا من الزمالك وسقط لاعبوه في أخطاء عديدة لكن قبل الحديث عن الأخطاء لابد من الاشادة بالنجوم وخبراتهم العالية ونجحت هذه الميزات في تسجيل3 أهداف صعبة جدا من ثقب إبرة وفي أوقات صعبة خصوصا الهدفين الثاني والثالث. الأهلي كانت به أزمات عديدة بداية من حراسة المرمي المتمثلة في أحمد عادل عبدالمنعم الذي انقذ هدفين لكنه شارك مع زملائه في الهدفين الثاني والثالث وهو يتحمل المسئولية كاملة عن الهدف الثالث.. فالهدف الأول كان بخطأ قاتل من طرف الأهلي في اليسار عندما ترك شيكابالا ينطلق ويلعب عرضية استقبلها جعفر في حراسة وائل جمعة وسجل هدفا جميلا.. وفي الهدف الثاني أخطاء قاتلة أيضا من ناحية اليسار سيد معوض تمريرة من أحمد غانم الذي تقدم له أحمد عادل وكأنه مدافع فمررها منه لتمر من أمام وائل جمعة وأحمد علي المدافع المتواضع وهو لا يري حسين ياسر يقف خلفه والشباك خالية فذهبت من أمامه لتصل لياسر الذي سجل بمنتهي السهولة.. أما الهدف الثالث فهو يسجل قمة الأخطاء لدفاع وحارس الأهلي إذا كيف يخترق عمر جابر من العمق بهذا الشكل ويسدد ورغم ضعف التسديدة إلا أنها ارتدت من أحمد عادل منتهي السوء في الصد وضعها أمام المرمي وكأنه يقول من يسجل فتدخل عبدالشافي وسجل بسهولة وسط دفاع لا يحمي حارسا مخطئا ولا يعغطي اخطاءه. ولا أحد يدري كيف ترك الجهاز الفني للأهلي شيكابالا يتحرك ويجري ويمرح بهذا الشكل الخطير طوال الوقت فهو الذي صنع خطورة الزمالك ولو كان سيطر الأهلي علي شيكا لحد كثيرا من الأداء الهجومي للزمالك لكن شيئا غريبا جدا أن يظل شيكابالا حرا طليقا كل الوقت دون أن يتدخل البدري لايقافه أو يكلف أحدا بمراقبته بشكل فردي بوصفه الأخطر. وكان وسط الأهلي في أزمة ولم يقدم أحمد حسن المستوي المتوقع منه ولم يمنح الأهلي التفوق هو ومن بجواره وعندما خرج كان غاضبا بلا مبرر مع أنه كان دون المستوي ولم تكن له ايجابيات أو أداء مؤثر. الأهلي كان من السهل أن يخرج مهزوما لكن وجود لاعبين في حجم بركات ومتعب وأبوتريكة حال دون ذلك فهم من صنعوا الفارق وببراعة ولعبت مهاراتهم الدور الابرز في تحقيق التعادل للأهلي سواء هدف متعب الأول من تمريرة تريكة أو هدفه الثاني من مجهود رائع لبركات الذي اخترق وكاد يسجل لولا براعة عبدالواحد لتصل لمتعب الذي وضعها بمهارة فائقة في الشباك أما الهدف الثالث فهو قمة الأداء الفردي والمهاري لبركات في وقت صعب كان الكل ينتظر فوز الزمالك. لكن هذه المباراة كشفت عن أزمة رهيبة في دفاع الأهلي وحراسة مرماه وفي الناحية اليمني التي يلعب فيها أحمد علي فهو لا يجيد الدفاع ولا الهجوم فما الهدف من الاصرار عليه.