اكد الدكتور احمد رأفت الباحث في مجال الخط العربي ان خطوة الإعلان عن اقامة ملتقي دولي لفنون الخط العربي والمزمع اقامتة في شهر مارس المقبل تأخرت كثيرا, لأن مصر اول من اسست مدارس لتحسين الخط العربي في العصر الحديث, المنتشرة حاليا في كل ربوعها وساهمت في المحافظة علي فنون الرقعة, النسخ, الديواني, الفارسي, الكوفي, الثلث, الحر. وتخرج منها خطاطون متميزون شاركوا في اثراء هذا المجال محليا ودوليا بينهم مسعد خضير عضو اللجنة المنظمة للملتقي, وطالب اللجنة العليا دعوة مبدعي كافة دول العالم للمشاركة في هذا الحدث الهام, ولفت إلي ابحاثه المتعددة في هذا المجال بينها كتابه بعنوان أثر البيئة في تطور الخط العربي من خلال البسملة وايضا الكامل والمختصر في الخط العربي شملت شرحا وافيا لبداية استخدام القلم البوص وصولا الي القلم الضوئي والتكنولوجيا الحديثة التي استطاعت تحويل الخط المسطح الي مجسم, وقد استعان بهذه التقنية في آلاف اللوحات التشكيلية, مشيرا الي ان المسابقة تعد الاولي من نوعها لوجود احد محاورها استخدام الخط الحر, واهم لوحاته في هذا المجال لوحة السلام التي عرضت علي هامش مؤتمر نزع السلاح بواشنطن في بداية الثمانينيات بجانب مجموعة من اللوحات تناولت أسماء الله الحسني كما استخدام جماليات الحروف العربية في خلفيات لوحة ديمومة الحب, التي فرض فيها اسم الجلاله الله. وشدد رأفت علي انه اول من أجاز تحويل الخطوط الي حروف لاتينية, بحيث تقرأ باللغة العربية, وذلك من خلال دراسة غير مسبوقة, لإثبات ان اصل الخط واحد وامكانية تطويعه بسهولة في مجالات عديدة باعتباره ينبوع من منابع الفن التشكيلي التي لاتنضب, وأضاف ان فناني الغرب تاثروا بفنون الخط العربي واستخدموه في العديد من ابداعاتهم المتصلة بالدين المسيحي مثل الهالة الموجودة حول رأس السيدة مريم بالخط الكوفي في لوحة العذارء. بجانب الكتابات العربية داخل الكنائس والمباني العامة, واحيانا نقل آيات قرانية لتجميل الاديرة لإضافة حالة روحانية للمكان ومن جانبه اشار الفنان محمد طوسون مؤسس مذهب اليكتوجراف ان هناك ثمة لغة مرتبطة بفنون الخط العربي, اهمها الاستعانة بخطوط القرآن الكريم كعمق مترامي الأبعاد, لانستوعبه إلا بالتأمل والدقة المتناهية, وقد استطاع ان يعبر بالالوان والاشكال عن مكنونات نفسية تدعو لاكتشاف مسار الايات المكتوبة, مستخدما طبيعة الكلمات وكثافتها اللونية في التعبير عن المجال البصري في تكوينات شديدة التعقيد ليحقق مايشبه المجال السمعي فيما يشبه الرنين او صدي الصوت واعتمد في اعماله علي سيكولوجية اللفظ ووقعه علي النفس.