أن يشمل الحصاد مجموعة من الشخصيات العامة أمر معتاد وطبيعي لأنهم دائما تحت دائرة الضوء نظرا لكونهم جزءا من المشهد العام ومشاركتهم في أحداث سياسية أو اقتصادية أو فنية أو رياضية, ولكن هناك أشخاصا قد تفرض عليهم الظروف أن يتحولوا لمادة خبرية بسبب مشاركتهم في بعض الأحداث التي مرت رغما عنهم تحت أضواء نفس الدائرة.. مواطنون عاديون لم يتخيل أحدهم يوما أن يكون له نصيب من الشهرة وأن يكون واحدا من أبرز شخصيات العام.. /////////////////////// 1 سيف.. لسان حال أبناء شهداء الواجب بنبرة قوية وشجن لامس القلوب قبل الآذان, رغم صغر سنه وقصر قامته مقارنة بضخامة المسرح الذي اعتلاه إلا أنه لفت أنظار الجميع بكلمات هزت كيان كل المستمعين لصوت طفل يحكي لسان حال أبناء شهداء الواجب الذين دفعوا أرواحهم وتركوا وراءهم زوجات وأبناء وعائلات كاملة تفتقد وجودهم.. أحب أعرف الجميع وأديكو نبذة عن حياته.. ليا الشرف والدي الشهيد اللي افتخر بإنجازاته.. في عز ليله كان بينزل للدفاع عن كل شبر في الوطن وبإستماتة.. عرض حياته ألف مرة للضياع مايستاهلش كره أبدا أو شماته.. وأحب أفكركم جميعا لو نسيتوا.. اللي اتحرم دلوقتي منه أهل بيته.. وعشان آمنا بالقدر وبالشهادة.. قولنا العمل لأجل الوطن أفضل عبادة.. بهذه الكلمات اشتهر الطفل سيف الله مجدي وتحول معها لضيف دائم علي برامج التوك شو وأصبح الفيديو الخاص بأغنيته أثناء احتفالية عيد الشرطة التي أقيمت في أكاديمية الشرطة في حضور الرئيس السابق المؤقت للبلاد المستشار عدلي منصور ووزير الدفاع الفريق أول والقائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي آنذاك, أصبح من أشهر لقطات العام خاصة بعد التأثر الواضح الذي ظهر عليهما بعد الاستماع لأغنية سيف. ///////////// .2 فرج .. وإعلان الموت فقرا لم يستطع الصبر حتي ينال الفرج, أو ربما استحكمت عليه حلقات الضيق ولم ير أي بادرة للفرج, وربما حاصرته كل الأزمات لدرجة عجز معها عن أن ينتظر معها فرجا قريبا كان أو بعيدا, المهم أنه لم يكن له من اسمه نصيب فقد مات فرج فقرا وضيقا وعسرا بسبب أزمة مالية كان يمر بها, اختار الموت طوعا وذهب له بكامل إرادته, في مشهد لن ينساه من رآه بسهولة فقد اختار فرج أن يصعد علي سلم إحدي لوحات إعلانات طريق القاهرة- الإسماعيلية ويربط الحبل فيها جيدا ويدخل رأسه ويتدلي منه مشنوقا في غمضة عين.. نهاية مأساوية, ولقطة بارزة لا يمكن أن تسقط من الذاكرة تكتب لفرج شهرة متأخرة, ليس لملامحه التي لم يظهر منها شيء ولكن لجسده المتدلي من اللوحة التي أعلنت عن أقسي مشاهد هذا العام.. ///////////////////// 3 اعتذار رئاسي وباقة ورد لضحية التحرش زيارة رئاسية واعتذار مغلف بباقة ورد.. هذا هو ملخص مشهد بطلته سيدة لم تشتهر بوجهها, ولكن بالواقعة المؤسفة التي حدثت لها عندما خرجت وسط الاحتفالات في ميدان التحرير بعد فوز المشير عبدالفتاح السيسي برئاسة الجمهورية.. ذهب إليها الرئيس للاعتذار عن واقعة التحرش قائلا حقك علينا متزعليش وحمدا لله علي السلامة, أنا تحت أمرك أنا آسف, واستطرد حديثه إليها بعدما قدم لها باقة الورد قائلا: احنا آسفين, مش هاكلم وزير الداخلية ولا وزير العدل انا هكلم كل جندي في مصر, شرطة مدنية أو جيش في كل حتة, بكلمكوا أنتوا كل ضابط صغير, مش ممكن أبدا هيحصل ده ويستمر في مصر, مينفعش كده. لم يتوقف الرئيس عن الحديث لضحية التحرش بل قال لها أنا بقول للقضاء عرضنا ينتهك في الشوارع وده لا يجوز, وبقول للإعلام فيه مسئولية علينا علشان المسئولية للجميع, الإعلام والشرطة والقضاء وكل راجل عنده نخوة وشهامة عيب عليك تسيب ده يحصل حتي لو كانت حالة واحدة, أنهي حديثه معها مكررا اعتذاره لها ولكل سيدة مصرية وطمأنها أنها ستتجاوز ذلك الموقف بأمان. /////////////// 4 دعوة منعم .. واستجابة السيسي دعوة عفوية وجهها منعم لاعب كرة السلة من ذوي الاحتياجات الخاصة إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور افتتاح فعاليات الدورة الثامنة للألعاب الإقليمية للأولمبياد الخاص باستاد الدفاع الجوي حيث فاجأه علي الهواء مباشرة بطلب الحضور قائلا ممكن تيجي الافتتاح بتاعتنا ؟ ليرد الرئيس مؤكدا موافقته أنا عيني الاتنين ليك والله.. دعوتك في عيني وكل المعاقين في عين مصر.. كانت هذه تفاصيل اللقاء الأول بين الرئيس السيسي واللاعب منعم والذي كان عبر الهاتف والتي أنهاها منعم بتأكيد حبه للرئيس وسعادته بحديثه معه قائلا السيسي زميلي انا بحبه حبيبي أتاح. ليذهب الرئيس بالفعل ويلبي دعوة منعم الذي لم يتمالك نفسه من السعادة عندما رأي السيسي حاضرا في حفل الافتتاح, ليلتقي بعدها ب منعم ويصافحه ويعانقه ويتحدث معه. ////////// 5 سيد: الأيام سودا2013.. وبيضا2014 فيديو لا يتعدي زمنه دقيقة واحدة جعله من أشهر الوجوه المصرية بسبب جملة قالها بعفوية ردا علي عدد من شباب حملة تمرد الذين كانوا يتجولون لجمع توقيعات لإسقاط شرعية مرسي عام2013, ولأن سيد لم يستوعب جيدا الكلام الموجه له رد قائلا بقولكو هنشوف أيام سودا.. عبارة اختفي بعدها من أمام الكاميرات ليتحول بعدها إلي ضيف دائم علي مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن السخرية والغضب والتهكم وغيرها من التعبيرات الإلكترونية التي يستخدمها رواد هذه المواقع, ليظهر سيد مرة أخري بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية2014 التي جاءت كمرحلة ثانية في خريطة الطريق وقبل ظهور النتائج الرسمية بات اكتساح السيسي واضحا حيث نزلت أعداد كبيرة للإحتفال في ميدان التحرير وكان من بينهم سيد الذي أكد تأييده للسيسي وطالبه بمساعدة الشباب وحل مشاكلهم, ليشير بعدها إلي أن أيام السيسي ستكون بيضاء لأن الشعب سيكون معه يامه. /////////////// 6 الحاجة زينب.. وصندوق تحيا مصر تبرعت كغيرها من المصريين البسطاء لصندوق تحيا مصر, ولم تكن تنتظر أي مقابل لما فعلته لأنها قامت به عن قناعة رغم أنها لم تكن يوما من أصحاب الأملاك, إنها السيدة زينب مصطفي الملاح التي تبلغ من العمر90 عاما وذهبت بصحبة نجلها من أجل التبرع لصندوق تحيا مصر.. قررت الاستجابة لنداء قلبها أولا ووطنها ثانيا واختارت قرطها الذهبي لتساهم به في الصندوق, كان من الممكن أن تنتهي قصتها عند هذا الحد وتكون كغيرها من آلاف المتبرعين البسطاء ولكن لأن الرئيس انتبه لما فعلته الحاجة زينب أراد أن يقابلها ليتعرف بنفسه علي هذه السيدة المسنة الكفيفة التي اختارت أهم ممتلكاتها لتهديه لمصر.. استقبلها في مكتبه ودار بينهما حوارا ليس بالقصير, حيث إنها لم تكن تصدق في البداية أنها تتحدث إلي الرئيس السيسي حيث بدأ حديثه معها قائلا: ازيك يا حاجة زينب.. عاملة ايه, لترد عليه الحاجة زينب قائلة انت مين.. انت السيسي ؟, أجابها الرئيس ثم قام بتقبيل رأسها ويدها, لترد هي بعد ذلك بالدعاء له ولمصر ربنا ينصرك علي من يعاديك ويحميك من المجرمين, ربنا معاك ويحفظك من كل شر. استطردت حديثها عن تبرعها لصندوق تحيا مصر مؤكدة أنها عندما علمت من التليفزيون أنه تبرع بنصف راتبه ونصف ميراثه قالت لأبنائها إذا كان عمل كده عشان البلد المفروض كل واحد فينا يقدم اللي يقدر عليه, وسألها الرئيس بعد ذلك عما تحتاجه فردت قائلة مش عايزه حاجة غير سلامتك, ليبادرها بسؤال آخر قائلا انتي حجيتي يا حاجة زينب؟ فقالت له لا يا حضرة الريس, ليرد الرئيس قائلا خلاص انتي هتحجي السنة دي علي نفقتي الخاصة علشان تروحي تدعي لمصر في الحرم وعند سيدنا النبي إن ربنا يحفظها ويحميها. قرر الرئيس أن يحتفظ بقرطها الذهبي بالإضافة إلي صورة للحاجة زينب لوضعهما في متحف رئاسة الجمهورية ليعرف الجميع أن هذه السيدة قدمت أغلي وأهم ما تملكه لمصر.