في كفها النول, متعبة, تمزج, الخيط بالخيط واللون باللون, ترضي وتستاء, لكنها في مساء البلاد,تريد نسيجا لهذا العراء الفسيح, وترسم سيفا بكف المسيح, وجلجلة من عناد هذا المقطع من قصيدة رضوي للشاعر مريد البرغوثي, زوج الكاتبة الراحلة د.رضوي عاشور التي غيبها الموت في الساعات الاولي من صباح امس عن عمر يناهز68 عاما. وشيعت جنازة الراحلة عصر امس من مسجد صلاح الدين بالمنيل, ودفنت بمقابر القطامية, وشارك في الجنازة عدد كبير من المثقفين. واستقبل الوسط الثقافي الخبر بكثير من الحزن والأسي وتوالت التعازي لوفاتها التي جاءت بعد ايام من الدعاء لها بالشفاء بسبب مرضها الذي زاد مؤخرا. ونعت قيادات وزارة الثقافة وعلي رأسهم د.جابر عصفور, الراحلة واكد بيان الوزارة ان بوفاتها خسرت الحركة الثقافية والأدبية مبدعة كبيرة, أثرت مكتبتنا العربية بعدد كبير من الرويات الرائعة, والكتابات الأدبية, التي تميزت بانحيازها للقضية الوطنية والطبقات الشعبية, كما اصدر المجلس الاعلي للثقافة بامانة د.محمد عفيفي بيانا ينعي فيه الراحلة مؤكدا انها مبدعة أثرت الحياة الثقافية بالعديد من الإبداعات الأدبية التي أثرت في وجدان قرائها, واصدر اتحاد الكتاب برئاسة الكاتب محمد سلماوي بيانا ايضا ينعي فيه الراحلة يشير الي دورها حيث خرجت للحياة الثقافية المصرية أجيالا من المبدعين. كما أرسلت رابطة الكتاب الأردنيين خطابا للكاتب محمد سلماوي, الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب, تنعي فيه رضوي عاشور, مؤكدين مساهماتها الإبداعية والوطنية وأنها تركت بصمات عميقة في الحياة الأدبية ومجري النضال العربي في مصر. ومن جانبها قالت الكاتبة سلوي بكر كانت رضوي قيمة كبيرة في الحقيقة اضافت الي الكتابة الادبية عموما وكتابة المرأة خصوصا واثبتت ان كتابة المرأة معنية ومهمومة لما هو ابعد من الهموم النسائية فمهمومة بقضايا المجتمع والوطن العربي كله, فهي التي كتبت عن الطنطورية وكتبت عن الحركة الطلابية في السبعينيات, وكتبت عن سقوط غرناطة والمأساة الانسانية التي تلت ذلك, فكانت مثالا للاديب الذي لم ينفصل عن قضايا المجتمع. واضاف الكاتب يوسف القعيد عرفت رضوي بشكل شخصي لاننا تزاملنا في لجنة الدفاع عن الثقافة القومية التي كانت رئيستها لطيفة الزيات, وكانت رضوي مؤمنة بالقضية وملتزمة. وبدأ القاص د.أحمد الخميسي حديثه متسائلا متي يكف هذا العام عن حصد حياة الاصدقاء, فكان للدكتورة رضوي وضع خاص جدا فهي تلميذة لطيفة الزيات, وكانت دائما قريبة منها, وضربت نموذجا لفئة قليلة في الحياة الثقافية المصرية.