عاد محمد إلي مسكنه سعيدا بعد ان قام بجولة طويلة مرهقة ختمها باقتناء بدلة الزفاف البيضاء التي اختارها من المحل الكبير بمركز بلقاس بالدقهلية. وبالرغم من عدم تناوله طعاما منذ الصباح الباكر فإنه لم يكن يشعر بالجوع ولم لا وحبيبته كفتة العطش والجوع طوال ساعات اليوم بتبادلهما بث عذاب الحديث عبر هاتفه المحمول طوال وجوده أمام الفاتيرينات لمشاركته في اختيار بدلته. هكذا كانت ساعات وأيام محمد الذي شعر بأن الحياة هنية لاينغصها شيء مادام تزداد طاقة الحب لخطيبته التي قرب الانتهاء من استعداد الزفاف لها. كدر صفو محمد الفترة الأخيرة الخلافات بين طرفي العائلتين حول نوع بعض الأجهزة وتأثيث المنزل وخلافه. اشتري محمد خاطر أسرته كما فعل مع خطيبته وبمرور الوقت غشي محمد حيرة ممتدة حول رد الفعل الأمثل. إلا ان خطيبته جاءت برد الفعل الأسوأ بخلعها دبلتها واعلانها نهاية الخطوبة, لم يرض محمد بالقطيعة المفاجئة, أنهارت أسراب الاحلام ادراج الرياح.. تدخل الاقارب لفض ما يعكر الصفو بين المتنازعين... لرد الطائرين الي عشهما للعودة لبنائه من جديد. باءت المحاولات بالفشل, وفي إحدي الليالي عادت الأم من عيادتها إحدي القريبات المريضات.. لتجد روح محمد قد عادت إلي بارئها باختياره بعد ان ملكه اليأس والقنوط من عودة الدفء إليه بفقده حبيبته. شلت أقدام الأم وهي تشاهد جسد ابنها الصامت يتدلي من أسفل مروحة السقف الوحيدة بمصنعه المتواضع.. صرخت الأم صرخة دوي صداها في كل مكان حولها لم تتحمل قدماها.. ثقل التعب والكدر المفاجئ.. وسقطت مغشيا عليها. تلقي اللواء محمد الشرقاوي مدير امن الدقهلية إخطارا من اللواء السعيد عمارة مدير مباحث المديرية بالعثور علي جثة محمد ص.ص.27 سنة صاحب مصنع بلاستيك ومقيم بقرية المعصرة التابعة لمركز بلقاس معلقة في سقف المصنع بحبل ويوجد أسفله كرسي خشبي وعلي الفور امر الرائد ابو العزم فتحي بنقل المتوفي إلي مستشفي بلقاس العام وباستدعاء والدته التي أكدت أنه كان يمر بأزمة نفسية بسبب خلافات بينه وبين خطيبته وهو ما دفعه للانتحار وتم تحرير محضر أداري مركز بلقاس لسنة2014 وتم عرضه علي النيابة العامة التي أمرت بتسليم الجثة إلي ذويه.