تقاربت صفاتهم وتشابهت ظروفهم وتوحد هدفهم لا يفارقهم الضجر من الحياة كانوا يعيشون وسط اسر فقيرة بالكاد تجد قوت يومها منهم من لم يستكمل تعليمه واخرون نالوا قسطا قليلا منه لم ينفعهم في ايجاد فرص عمل تكون بمثابة مصدر رزق فأصروا علي تغيير حاضرهم ومستقبلهم الي ما يرونه الافضل بأي طريقة. كان المقهي الشعبي الذي يجلسون فيه بمنطقة مصر القديمة الملجأ الذي شهد تجمعهم يتخذون من احد اركانه مجلسا بعد ان شعروا بأن المجتمع لفظهم الي حياة الفقر والحرمان فبدأوا يتبادلون الاحاديث عن واقعهم المرير الذي نال منهم رغم صغر سنهم مما اوقعهم في فخ ادمان المواد المخدرة والتي شعروا معها بأنها الملاذ الأمن من كثرة التفكير الا ان عدم قدرتهم علي توفير الاموال لشراء الاقراص المخدرة دفعهم الي التفكير في حيلة تكون بمثابة طريق سريع للثراء فكونوا تشكيلا عصابيا للسرقة الا انها لم تنل رضا الجميع خوفا من افتضاح امرهم. جلس الاصدقاء الثمانية الذين لم يتجاوز عمر اكبرهم ال21 ربيعا يفكرون في السبيل للهروب من بين براثن الفقر الذي اصبح يحيط بهم من كل مكان فلم يجدوا امامهم سوي اللجوء الي فكرتهم القديمة والتي اختمرت في ذهنهم بعد ان تعرفوا علي احدي السيدات تمتلك متجر لتأجير السيارات والدراجات البخارية بدون اللوحات المعدنية حيث يتربصون بضحيتهم ويراقبون تحركاتها وعندما تحين ساعة الصفر ينقضون عليها بالدراجة البخارية في جنح الليل ويسرقون ما بحوزتها من اموال وهواتف محمولة تحت تهديد الاسلحة النارية والبيضاء الي ان وقعوا في قبضة رجال مباحث مصر القديمة. كانت البلاغات قد تعددت امام المقدم طارق الوتيدي من الاهالي بتعرضهم لوقائع سرقة متعلقاتهم بدائرة القسم تحت تهديد السلاح. برفع البلاغات الي اللواء محمد قاسم مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة امر بتشكيل فريق بحث علي مستوي عال اشرف عليه اللواءان محمد توفيق مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية ومحمود خلاف رئيس مباحث قطاع الجنوب ضم ضباط مباحث القطاع لكشف غموض الوقائع وضبط مرتكبيها. تبين من التحريات ان وراء جرائم السرقة كلا من محمد صبحي 20 سنة وتوفيق فولي 17سنة و شقيقه هاني 20 سنةعاطل ومقيم دائرة القسم ومحمد جمال 20 سنة وعبدالحميد محمد 17 سنة ومحمد وحيد20 سنة وأشرف شحاتة 17سنة ومحمد أحمد17 سنة وجميعهم عاطلون ومقيمون بمنطقة مصر القديمة وانهم يكونون فيما بينهم تشكيلاً عصابياً تخصص نشاطه الإجرامي في سرقة المواطنين بالإكراه وتحت تهديد الأسلحة النارية والبيضاء واضافت التحريات ان المتهم الثالث سبق اتهامه في 4 قضايا أخرها سرقة مسكن والرابع سبق اتهامه في قضية "سرقة" والسادس سبق اتهامه في قضية مصر القديمة سلاح أبيض والسابع سبق اتهامه في قضية سرقة والثامن سبق اتهامه في قضية دار السلام "سلاح أبيض". بعد تقنين الاجراءات وعقب استصدار إذن من النيابة العامة وبإعداد الأكمنة اللازمة أمكن ضبطهم وبحوزة الأول والثاني فردين خرطوش وبحوزة الأخير طبنجة وبحوزة باقي المتهمين أسلحة بيضاء "سنج و مطاوي وخناجر وبمواجهتهم اقروا بصحة ما ورد من معلومات واعترفوا بارتكاب عدة جرائم سرقة هواتف تحت تهديد الاسلحة المضبوطة بحوزتهم. باستهداف المدعوة فاطمة سعيد أمكن ضبطهما وبحوزتها 10 دراجات بخارية "فيسبا هندي" مختلفة الألوان جميعها بدون لوحات معدنية، بباستدعاء المجني عليهم تعرفوا علي المضبوطات واتهموهم بالسرقة. تم تحرير محضر للمتهمين وباخطار اللواء علي الدمرداش مساعد اول الوزير لامن القاهرة امر باحالتهم للنيابة التي تولت التحقيق.