هنأت مصر أمس تونس على انجاز الانتخابات التشريعية، متمنية أن تؤسس هذه الانتخابات لمستقبل مشرق يحقق تطلعات الشعب التونسى الشقيق فى الديمقراطية والاستقرار والتنمية. وقالت وزارة الخارجية فى بيان صحفى إن مصر تابعت باهتمام الانتخابات التشريعية التى أجريت منذ يومين لاختيار أعضاء البرلمان التونسى "وتمت فى أجواء سلمية وديمقراطية شهد بها العالم". وفى تونس أكدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبى لمراقبة الانتخابات التونسية، أنمى أوتوبروك أن البعثة لم تلاحظ أية خروقات خطيرة يوم الاقتراع فى الانتخابات التشريعية التى جرت منذ يومين. وأوضحت اوتوبروك، خلال عرض التقرير الأولى للبعثة أمس، أن الإخلالات المسجلة كانت بسيطة ولا تختلف عن تلك التى تحدث فى بلدان أخرى مؤكدة انه تم احترام مبدأ الاقتراع السري، وأن المعلومات التى وردت عن شراء أصوات كانت دون أدلة. وأضافت ان الشعب التونسى عزز التزامه الديمقراطي، بفضل انتخابات ذات مصداقية وشفافية، سمحت للتونسيين من جميع الأحزاب السياسية بانتخاب مجلس نواب الشعب، وفقا لأول دستور ديمقراطى له. وفى الخرطوم أعربت الحكومة السودانية عن تهانيها لدولة تونس بمناسبة نجاح العملية الانتخابية التى جرت فى جو معافى واتسمت بالشفافية والنزاهة، مؤكدة أن المشاركة الشعبية الواسعة ونهج الانفتاح الديمقراطى هو السبيل الأوحد للاستقرار والسلام والتنمية. وأكدت وزارة الخارجية - فى بيان لها أمس أن متابعة السودان لمجريات الانتخابات التونسية نابع من حرصه على متابعة الأوضاع فى بلد شقيق، مشيرة إلى تقدير السودان للسلوك الحضارى للناخب التونسى خلال سير العملية الانتخابية والروح الوطنية العالية التى تحلى بها. ومن جانبه اعتبر الباحث السياسى التونسى - بحرى العرفاوي - نتائج انتخابات البرلمان التونسى بأنها كانت مفاجئة، بفوز حزب "نداء تونس" و"صاعقة" لأبناء النهضة ولكثير من المراقبين. وأضاف فى اتصال هاتفى مع قناة "سكاى نيوز" أن هذه التطورات يجب أن تدفع السياسيين ليعيدوا قراءة المشهد، وطبيعة الشخصية التونسية. ويدعو النهضة وشركاءها إلى مراجعة خطواتهم السابقة. ورأى أن الانتخابات السابقة قد وقعت تحت عنوانين أساسيين هما: الثورة والهوية، حيث صوت الشعب للثورة بحماس فى تلك الفترة، ثم صوت لعنوان الهوية انتصارا لهويته العربية الإسلامية، خاصة أمام تصريحات بعض السياسيين من اليساريين. وأكد أن الشعب التونسى بعد مرور 3 سنوات اقتنع بأن خطاب الهوية والمعانى والقيم "لا يطعم ولا يسمن من جوع" حسب وصفه - رغم أن الحكومة التى شكلت فى ذلك الوقت عملت فى ظروف صعبة ومحيط دولى عاصف وتحديات اقتصادية. ولفت إلى أن التونسيين صوتوا لخطاب التنمية، رغم ان كل الاحزاب هذه المرة تحدثت عن التنمية والتشغيل ومعاناة المواطنين.