يتابع العالم اليوم ظاهرة فريدة من نوعها تعكس عبقرية قدماء المصريين وقد تتعامد الشمس علي وجه تمثال رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل، وقد تدفق آلاف السائحين علي المعبد لمشاهدة هذا الحدث الفريد بينما يتابعه الملايين عبر شاشات التليفزيون في مصر والعالم. وأعلن د. هاني جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية أن القطاع سينقل احتفالية تعامد الشمس علي وجه رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل اليوم، حيث تنضم قنوات القطاع الست (القاهرة والقنال والدلتا والإسكندرية والصعيد وطيبة) في بث مشترك علي مدار 24 ساعة وذلك بوجود مذيعي تلك القنوات بمعبد أبوسمبل لنقل هذا الحدث العالمي والمساهمة في تنشيط السياحة. وأوضح أن القنوات لن تكتفِي بنقل الحدث فقط ولكنها ستقوم ببث مشترك للأغاني والرقصات الفلكلورية الخاصة بالمحافظات المختلفة مثل فرقة الشرقية للفنون الشعبية وتوشكي للفنون الغنائية وأسيوط للموسيقي العربية وأسوان للفنون الشعبية حني نهاية الاحتفالية. وكانت الاحتفالات قد بدأت بكرنفال استعراضي لفرق أسوان وتوشكي والشرقية والمنوفية وأسيوط الفنون الشعبية في بهو المعبد أعقبه عرض للصوت والضوء، فيما اختتمت الاحتفالات بحفل كبير في سوق المدينة استمر حتى الساعات الأولي من صباح امس. يذكر أن الشمس تتعامد علي معبدي أبوسمبل مرتين كل عام، الأولي في 22 أكتوبر والثانية في 22 فبراير، حيث لايزال الجدل دائرا بين علماء الأثار حول التفسير الدقيق لهذه الظاهرة الفلكية ،مابين مناسبتي عيدي ميلاد الملك رمسيس الثاني وجلوسه علي عرش مصر، وموسمي الزراعة والحصاد عند قدماء المصريين وصرح محافظ أسوان اللواء مصطفي يسري بأنه يعتبر مدينة أبوسمبل من أجمل مدن العالم، وتعامد الشمس حدث مهم استعدت له المحافظة بشكل كبير ويشهد في هذه المرة حضور عدد من الأفواج السياحية التي حضرت لأبوسمبل بطرق مختلفة سواء أفواج الفنادق العائمة او بالطيران او الأتوبيسات السياحية التي تنقلهم من أسوان لأبوسمبل، مضيفا انه حاليا يوجد في الميناء 8 "كروز" فنادق عائمة لحضور التعامد. ووقع تعامد الشمس علي قدس الأقداس في معبد ابو سمبل ووجه رمسيس الثاني في الخامسة و53 دقيقة من صباح اليوم الأربعاء واشار مدير المعبد الأثري حسام عبود الي ان التعامد يقع علي ثلاثة تماثيل داخل قدس الأقداس في المعبد وهي رمسيس الثاني والي جواره الإله آمون رع ورع حور أختي ويضم قدس الأقداس ايضا تمثال يتاح وهو التمثال الوحيد الذي لا يقع عليه ضوء الشمس حيث إنه إله الجبانة، مضيفا ان المعروف ان تواريخ التعامد تشير الي موعد ميلاد رمسيس الثاني وموعد اعتلائه العرش إلا ان هناك دراسات اثرية تشير الي ان هذه المواعيد مرتبطة بالفصول المصرية القديمة التي حددت الفيضان والحصاد والزراعة، وموعد التعامد الاول في فبراير هو موعد عيد الحصاد وموعد التعامد في أكتوبر هو عيد الزراعة الذي تنحصر فيه مياه الفيضان ويبدأ الناس في الزراعة.