ضاقت به الدنيا واكتأبت ساعات يومه بعدما حولت زوجته حياته إلي جحيم لا يطاق فكلما عاد إلي المنزل اشتعلت الخلافات بينهما وعادة ما كانت تنتهي بهجرانه لها هربا من الصراع وبعد أن تحولت حياته الزوجية علي مدار أكثر من30 عاما إلي عذاب لا يطاق بسبب مشاكله المستمرة مع زوجته لم يكن أمامه مفر من التفكير من جديد فيما كان يهرب منه طوال سنوات الصبر والسكوت واختار صوت الشيطان في رأسه بأن يتخلص منها وكان له ما اراد ودبر فأعد العدة وأحضر سلاحا ناريا ودخل المنزل كعادته وقبل أن تبادره بالشجار بادرها بإطلاق عيار ناري أستقر برأسها وهي بمفردها في المنزل لتلقي مصرعها في حينها وظن أنه الشاهد والفاعل الوحيد في الجريمة ولكن لان شمس العدالة لا تغيب وقع ما لم يكن في الحسبان دخلت إلي المكان في ذات اللحظة أقرب الناس إليه شقيقته التي تواجدت بالصدفة في منزله فكشفت ما حدث فخشي أن تشهد عليه فأصغي حواسه لشيطانه للمرة الثانية بعد موات قلبه في المرة الأولي فأطلق عليها عيارا ناريا أسقطها في الحال علي الأرض ولكن لأن الإرادة الإلهية نافذة شاء الإنسان أم أبي فكتب لها النجاة وكانت بمثابة الأمر المفزع والموجع له فشهدت بما حدث وأدانت شقيقها الذي لم يجد حلا أمامه سوي الهرب. بدأت أحداث الواقعة عندما تلقي اللواء طارق نصر مدير أمن أسيوط إخطارا من هاني عويس مأمور مركز شرطة أبنوب يفيد سماع الأهالي لصوت إطلاق نار بمنزل أحد الجيران وعلي الفور انتقل فريق من ضباط المباحث برئاسة المقدم محسن شريت رئيس مباحث أبنوب إلي موقع الحادث وتم العثور علي ف. ف. م52 سنة ربة منزل مصابة بطلق ناري بالرأس و ه. ث. ع سنة40 ربة منزل مصابة بطلق ناري بالبطن وعلي الفور تم نقلهما إلي مستشفي أبنوب المركزي وتبين لدي وصولهما إلي المستشفي مصرع السيدة الأولي بينما تم إنقاذ المصابة الثانية وبسؤالها عن إصابتها ومن وراء الجريمة أكدت أن شقيقها المدعو ع. ث. ع63 سنة مقيم ببندر أبنوب هو من أطلق عليهما النيران وتسبب في مقتل زوجته وإصابتها حيث ذهبت في هذا اليوم بالمصادفة إلي منزله وسمعت صوت إطلاق نار فهرعت من داخل محل تواجدها لتجد شقيقها يحمل سلاحا ناريا وزوجته تصارع الحياة وفوجئت بتصويبه السلاح نحوها وإطلاقه عيارا ناريا أسقطها علي الأرض وغابت عن الوعي لتستفيق داخل المستشفي ودلت التحريات الأولية التي قادها ضباط المباحث إلي أن الجاني وزوجته كانا دائمي الشجار فيما بينهما وفي الآونة الأخيرة ازدادت حدة الخلافات الأسرية بشكل شاسع بينهما إلي درجه دفعت الجاني إلي التفكير في قتل زوجته وتدبير الجريمة علي أنها واقعة سرقة ولكن العناية الإلهية كانت له بالمرصاد حيث ظن أن المنزل خاويا ولا يوجد به إلا زوجته فما أن دخل إلي المنزل حتي وجه سلاحه الناري صوب زوجته التي انهمرت دموعها من شدة خوفها ورعبها ولكن توسلاتها لم تشفع عنده فأطلق عيارا ناريا استقر برأسها أسقطها قتيلة في الحال وأثناء استكمال باقي المخطط الشيطاني فوجئ بشقيقته تخرج عليه لتكشف ستره وتفسد مخططه وفي لحظات الجنون بادر بالتخلص منها حتي لا تكون الشاهد الوحيد عليه فأطلق عيارا ناريا صوبها أسقطها علي الأرض وأفقدها الوعي وعقب ذلك فر هاربا حتي يعود بعد فترة مصطنعا اكتشافه الجريمة, ولكن القدر كان له رأي آخر, حيث نجت شقيقته من الموت فما كان له من حل سوي التنكر والفرار وتنقل من بلد إلي آخر حتي حط به الرحال في محافظة البحر الأحمر وظن أنه بعيدا عن العدالة وأعين الأمن التي كانت تتابعه لحظة بلحظة وهو يتنقل من مكان إلي آخر حتي غلب علي ظنه أن فعلته قد أهملت من قبل الأجهزة الأمنية ولما أراد العودة إلي أسيوط كانت له الأجهزة الأمنية بالمرصاد فلم يكد يمكث أياما معدودة حتي تمكنت أجهزة الأمن من الإيقاع به قبل هربه إلي القاهرة حيث وردت معلومات تفيد وجوده بقرية عرب مطير وتجهيزه للسفر للقاهرة بالطريق الصحراوي الشرقي, وعلي الفور تم إعداد أحد الأكمنة لتنجح في ضبطه لتأخذ العدالة مجراها وينال الجاني عقابه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وأرشد عن السلاح المستخدم في الواقعة وهو عبارة فرد خرطوش محلي الصنع وبداخله طلقة فارغة.