السرطان قصة تبدأ بالألم والمعاناة، دائما تكون البداية لأي رواية درامية بمشهد يبدو رائعا لأسرة سعيدة مطمئنة مهما كانت حالتها الإجتماعية، وفجأه يدخل زائر غير مرغوب فيه دون إستئذان ليقلب حياة هذه الأسرة رأسا علي عقب، وتبدأ المشاهد السوداوية ويلوح في الافق شبح الموت، وتجتهد الأسرة في طرد هذا الغريب وإبعاد الشبح. البراءة لم تعد تكسون ملامح عبدالرحمن يعيش ألما وعزابا يتجاوز قدرة سنواته الخمس على التحمل. لم يعد عبدالرحمن يخرج للعب كما كان عهده سابقا وهو يحمل بين ضلوعه رقة الطفولة. فى ذلك اليوم الذى استشعر الصغير علامات المرض كانت ملامحه تشبه نسمات الصباح، لم يكن يعلم ما يحمله له القدر، وفجأة شعر بالدوار، واصبحت حالة الإغماء المتكررة تمنعه من أن يلعب أو يجري مثل أقرانه الصغار. و هرول محمد عبدالبديع والد عبدالرحمن بصغيره للطبيب وبعد رحلة مضنية من الفحوصات والتحاليل كانت الفاجعة التي قلبت موازين العائلة الصغيرة، تبين أن الطفل البرئ يعاني من سرطان في المخ تسبب له فى خلل بدورة مياه الجسم. وذهبت براءة الأطفال من وجه الصغير بلا عوده وكسي وجهه الشحوب وشيئا فشيئا ترك السرطان أثرا مروعا على عين الصغير أفقدها القدرة على الرؤية وقضي علي ما تبقي بها من جمال حتى أنها أخذت تذوب وتذبل وتنمحى مع الوقت تماما. عانت العائلة كثيرا من سيناريو العذاب الذى يعيشه عبدالرحمن ويعيشونه معه وتذوق الأب والأم مرارة القهر حتى أصبحت إعلانات التليفزيون واقعا يعيشاه بحثا عن أمل لعلاج يرحم ابنهما. حمل الأب علي عاتقه المهمة المستحيلة وبدأ المشوار الصعب حيث حمل عبدالرحمن للعلاج بمعهد الأورام وتغلغل العلاج الكيماوي في شرايين الصغير ومن بعده جلسات الإشعاع الذري. يحتاج عبدالرحمن إلى 500 جنيه لجلسة العلاج الكيماوى والإشعاعى الواحدة، ولم يجد الأب بدا من أن يبيع كل ما يملك لعلاج الصغير ولكنه لم يستطع أن يكمل المشوار حتى أنه لم يعد قادرا علي إرسال أخته التي لم تتجاوز السابعة إلي المدرسة لأنه لا يملك أن يدفع لها المصاريف. دخل السرطان البيت فتحطمت أعمدته لم يعد عبدالرحمن يلعب وأصبح يعاني من الأثار الجانبية للكيماوي طوال الوقت حتى أنه بات غير قادر علي تلبية أبسط الإحتياجات بالذهاب للحمام فأى ويل وأى مأساة تعيشها الأسرة. يقول محمد والد عبدالرحمن لا أبغي من الدنيا سوي شفاء ابني وكل ما أريده أن يساعدني أهل الخير في تكاليف علاج عبدالرحمن التي أثقلت كاهلي وإجراء عملية جراحية له في شبكية العين اليسرى حتي لا يفقد نور عينيه. إنقذوا حياة طفل لم ير شيئا بعد في هذه الدنيا غير المرض والألم.