شرعت الأعياد في الإسلام للترويح عن النفوس وبث البهجة في القلوب وللتأكيد علي أن ديننا فيه فسحة وفرصة للتقارب وصلة الأرحام والتصالح وإزالة أسباب الشقاق والخلاف والأحقاد. كما جاءت الأعياد لتنشيط ذاكرة المسلمين الثقافية والعقائدية بقصص تحمل معاني سامية لتربي النشيء الإسلامي علي أفضل الأخلاق والقيم في البداية توضح الدكتور مفيدة إبراهيم أن عيد الأضحي ثاني أعياد المسلمين بعد عيد الفطر, ويأتي في الأيام العشر من ذي الحجة والتي هي أفضل أيام الدنيا علي الإطلاق لما ورد في الحديث عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال أفضل أيام الدنيا أيام العشر وقوله صلي الله عليه وسلم أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر ويوم القر هو يوم الحادي عشر لأن الحجاج يستقرون في مني وروي في الحديث يوم عرفة ويوم النحر وأيام مني عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب وذكر لله ويسن في العيد ليس الثياب الجديدة وإدخال السرور علي الأهل والأقارب والجيران ومن الأمور المستحبة إظهار الفرح بكل الوسائل وتهنئة المسلمين بقول تقبل الله طاعتك, كما كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يهنيء بعضهم بعضا, كما يستحب أيضا صلة الأرحام وزيارة الأقارب والإكثار من الصدقات والطاعات في هذا اليوم والحرص علي فعل كل أعمال البر والخيرات وترك التباغض والحسد والكراهية وتطهير القلب منها والعطف علي المساكين والفقراء والأيتام وإدخال السرور عليهم. وأكدت د.مفيدة ابراهيم أن الأعياد شرعت لتجديد النشاط في الإنسان ومنحه بهجة تزيل سأم وملل الحياة وفي الوقت نفسه تجدد الذاكرة والذكريات فكثير من القصص في عيد الأضحي ومنها قصة إسماعيل وأمه هاجر المصرية التي سكنت في وادي لا زرع فيه ولا ماء ولا بشر, وكيف رزقها الله الخير الكثير هي ووليدها إسماعيل عليه السلام والذي صارت قصة ذبحه تحكي للأبناء لتجدد في النفوس شجونا ومواعظ كثيرة وعبر عظيمة. ويقول الشيخ عبدالناصر بليح مدير عام بالأوقاف إن فلسفة الأعياد في الإسلام أنها جاءت للترويح عن النفس وبعث البهجة في القلوب التي تكاثرت عليها المحن والابتلاءات ولذلك عندما دخل أبو بكر علي رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم العيد وجد جاريتين تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث وهو يوم انتصار الأولي علي الخزرج فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان في بيت النبي؟ فقال صلي الله عليه وسلم دعهما يا أبا بكر فإن اليوم عيد ولكي تعلم اليهود أن في ديننا فسحة, كما أن فلسفة الأعياد في الإسلام أنها ترتبط بالعبادة فعيد الفطر يعقب فريضة لصيام وعيد الأضحي يأتي بعد فريضة الحج. وكله صلاة وذكر وتقرب إلي الله سبحانه وتعالي وهذا معناه أن الفرح والسرور لا يكون بالانفلات والتحرر من الشرع الإسلامي وتعاليمه وإنما يكون في إطار الشريعة, في هذا اليوم تقوية أواصر القربي بين الأفراد والعائلات وصلة الأرحام وزيارةالأقارب لقوله تعالي في الحديث القدسي إن الله تعالي لما خلق الرحم تعلقت بردائه فقالت يارب هذا مقام العائذ بك من القطيعة فقال تعالي: أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟! فقالت بلي يارب قال فذلك لك صدق رسول الله فيما بلغ عن رب العزة. وطالب بليح جميع أبناء الأمة الإسلامية بضرورة استغلال فرصة العيد لإزالة أسباب الخلاف والتنافر والتخاصم حتي يكون الجميع إخوة متحابين حيث شرعت الأعياد وإن كان الحجيج قد فرحوا بتقربهم إلي الله وأداء فريضة الحج فمن حق من لم يكتب له الحج أن يفرح في هذا اليوم المبارك لكن بما أباحه الله, فلا يجوز أن تسمع ما يحرك الساكن أو يثير الكامن لقوله تعالي وإن سمعوا للغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين, فعلي المسلم أن يزيد في أيام العيد من أعمال التكبير والتهليل والتحميد لقوله تعالي وليكبروا الله علي ما أتاهم كما يسن في هذا اليوم التلطف بالأيتام وزيارتهم وإعطائهم ما يبعث البهجة في قلوبهم لقوله صلي الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطي.