هل ستعود العلاقات التركية الاسرائيلية الي مجراها الطبيعي علي اثر تقديم تركيا يد المساعدات لاخماد نيران الكرمل بحيفا بعد قطيعة حادة باعدت العاصمتين بين انقرة وتل ابيب عن بعضهما البعض ؟ كان هذا هو السؤال الذي طرحته صحيفة راديكال أمس, ومضت تقول اعتمادا علي مصادر دبلوماسية انه يجب علي اسرائيل الاستجابة لمطالب تركيا لكن في نفس الوقت علي الجميع ألا يتوقع أن تقدم الدولة العبرية اعتذارا رسميا بعبارة أخري قد تلجأ إلي صيغة مناسبة للاعتذار من منطلقات إنسانية إلي عوائل الاتراك التسع الذين لقوا حتفهم في هجوم البحرية الاسرائيلية علي قافلة مرمرة للمساعدات الانسانية أمام سواحل غزة نهاية مايو الماضي, وقالت المصادر ذاتها للصحيفة أن الأجواء الآن تبدو مهيأة للحديث عن بداية لعودة التقارب بين البلدين, فليس هناك مستحيل ولا عداوة دائمة بين الدول مدللين علي قولهم ما سبق وحدث بين تركيا واليونان, فرغم التباين الهائل بينهما سارعت أثينا بتقديم مساعدات فورية للاناضول عقب الزلزال المروع الذي أطاح بعدد من مدن بحر مرمرة غرب البلاد قبل احدي عشرة سنة, ومنذ ذلك الحين وجبال الجليد بينهما تذوب واحدا تلو الآخر. وخلصت راديكال إلي القول أن إعادة الدفء للجمود الحالي يتوقف علي خطوة لا بد أن يتخذها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. إلي هنا شهد حزب العدالة والتنمية الحاكم جدلا عارما حول السياسة الخارجية التي تنتهجها تركيا منذ تولي أحمد داوود أوغلو, وفي إجتماع للجنة المركزية برئاسة زعيم الحزب ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان شنت عائشة بهورلر عضوة اللجنة المركزية للحزب هجوما حادا ضد أداء الدبلوماسية متسائلة هل يتم رسم السياسة الخارجية التركية علي ضوء كتاب' العمق الاستراتيجي' المعد من قبل احمد داود اوغلو قبل تسعة أعوام2001 ؟ واصفة الأمر بأنه خطأ فادح قائلة أن السياسة الخارجية لا بد وأن تراعي بل وتعتمد علي اراء الوزراء الذين يدلون بها في اجتماعات مجلس الوزراء. واتهمت عائشة وفقا لما ذكرته وسائل الإعلام داود اوغلو بأنه يسعي إلي الدعاية لنفسه في الاوساط الدولية دون النظر إلي مصالح, مؤكدة أنه لا يمكن ان تستمر سياسة تركيا الخارجية علي نمط كتاب العمق الاستراتيجي خاصة وأن تطورات كبيرة حدثت خلال العقد الماضي, وهو ما يتطلب بالتالي مسايرة الاداء الدبلوماسي طبقا لتلك المتغيرات الاقليمية والدولية. لكن يبدو أن ما قالته النائبة لم يجد آذانا صاغية من قبل اردوغان الذي أكد دعمه المطلق لكافة خطوات داود اوغلو. علي صعيد آخر, قالت حريت أن تركيا دخلت علي خط يسعي إلي تقريب وجهات النظر بين باكستان وأفغانستان وأضافت: رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان التقي خلال الايام القليلة الماضية بكل من رحمة الله نبيل رئيس جهاز المخابرات الافغانية ونظيره الباكستاني احمد باشا وتم التوصل خلال الاجتماع الثلاثي الي اتفاق باتخاذ خطوات مشتركة مؤثرة في مجال التعاون لمكافحة الارهاب.