أمس نشر الأهرام إعلانا لافتا للنظر في صفحته الأولي. الإعلان تطالب فيه وزارة الموارد المائية والري حائزي الأراضي الزراعية في المنطقة من الكيلو50 حتي الكيلو90 من طريق مصر إسكندرية الصحراوي بأن يتقدموا بأوراقهم لإثبات جدية اشتراكهم في مشروع الحفاظ علي المياه وتطوير الري بغرب الدلتا. وباعتباري دافع ضرائب.. ولدي إحساس بالقلق علي مواردنا من المياه.. التي تعني حياة الأجيال القادمة يحق لي نيابة عن الملايين من المصريين ان أتساءل عن هذا المشروع الغامض. هل ستقوم وزارة الري بمد مياه النيل لري ملاعب الجولف التي تنتشر في هذه المنطقة؟ من سيستفيد من هذه المياه؟ هل الأراضي المستصلحة الجديدة؟. وإذا كان ذلك صحيحا فهل تم حسم الخلافات حول ملكية تلك الأراضي؟.
لقد قرأنا وسمعنا الكثير من التفاصيل عن اغتصاب أراض في تلك المنطقة.. سمعنا عن القراصنة الجدد الذين انقضوا علي آلاف من الأفدنة نهبوها بتراب الفلوس والآن يضغطون من أجل الحصول علي المياه بتراب الفلوس أيضا.
أخشي ما أخشاه أن يلتهم بضعة افراد آلاف الأفدنة باسم الاستصلاح الزراعي ثم نفاجأ بهم يبيعونها فيللات بالملايين من الجنيهات.. ولا نري زراعة أو غير زراعة. لقد اصبحت قطرة المياه باهظة الثمن في عالم يتحدث عن حروب مياه قريبة. نحن نواجه تحديات بالغة تتعلق بتوزيع حصص مياه النيل.. تتعلق بالهدر في استخدام المياه في الري.. تتعلق بهدر المياه المفقودة في البحر المتوسط أو البخر في بحيرة ناصر.. واساءة استعمال المياه الرخيصة.
لقد شهدت مصر نهضة في مجال الري في القرن التاسع عشر.. وشهدت تدهورا في بعض مشروعات الري في القرن العشرين باستثناء انشاء السد العالي الذي أنقذ مصر من التصحر.. لكن يبدو اننا في حاجة إلي ثورة أخري في مجال الري في المرحلة الراهنة. لا أعتقد اننا نمتلك ترف اهدار مياه النيل علي مشروعات الجولف أو اهدارها في الري بالغمر في محاصيل تستهلك كميات ضخمة من المياه. [email protected]