لم يكن يعلم جوزيف جوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية صاحب العبارة الشهيرة اكذب حتي يصدقك الناس أن هناك من سيتبع مدرسته في الحرب الدعائية لعقود طويلة, لتستخدم حاليا ضد مصر عقب ثورة30 يونيو, وهو ما كشفه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه أمس بعدد من رؤساء التحرير, حول قيام دولة عربية شقيقة وأخري أجنبية بتمويل أربعة مشاريع إعلامية ما بين مواقع إلكترونية وقنوات إخبارية رصد لها مئات الملايين من الدولارات لبث الفوضي في مصر والدول العربية. وربما قررت هذه الدول إنشاء قنوات ومواقع إخبارية بديلة بعد أن كشف المواطن ما تبثه قنوات مثل الجزيرة من سموم ضد مصر وشعبها, لتصبح هذه القنوات هي البديل, وتبث أخبارها وشائعاتها عبر هذه الابواق الإعلامية التي تقف أمام المهنية الإعلامية في سبيل تنفيذ مصالحها ومخططاتها. د.صفوت العالم يري أن مؤشرات الحرب الدعائية كانت واضحة في الخمسة عشر شهرا الماضية, وكانت قائمة علي المزج بين الإعلام الفضائي والإلكتروني, ولكن الفضائي تم اكتشافه, وقارب جمهوره علي الإنحصار, وما يتم الآن هو توظيف الإعلام الألكتروني من خلال نشر الأخبار السلبية, لنجد تكتلات ومجموعات علي الحاسب الآلي لتقوم بتشيير الأخبار وتعلق عليها لبث مضامين معينه. أضاف ان هذه المجموعات لا تعمل بشكل عفوي أو مصادفة, ولكن هناك تخطيط دعائي, وإن لم يكن هناك تمويل فهناك فمن المؤكد وجود مصالح تحكم هذه المشاركات, مشيرا إلي أنه يتم أيضا قلب الحقائق بمعني أنني سبق وقمت بإحراج مذيعة بقناة الجزيرة علي الهواء لأفاجأ فيما بعد ان الفيديو انتشر علي الانترنت تحت مسمي أن المذيعه هي من أحرجتني علي الهواء وهو امر مغلوط ومناف للحقيقة. وأوضح أن هذه الحرب تحتاج إلي أن يدرك الإعلام المصري رسالته وأولوياته, ويسرع بتشكيل المجلس الوطني للإعلام, إذ إنه من غير المعقول أن يجتمع الرئيس في كل كبيرة وصغيرة ليوضح مدي المخاطرالمحيطة بنا. وقال د.فاروق أبو زيد إن هذه النوعية من الحروب الإعلامية العربية العربية شهدناها كثيرا خلال عهد الرئيس جمال عبد الناصر ودعوة القومية العربية, وفي فترة الرئيس الراحل أنور السادات واتفاقية كامب ديفيد, وهدأت في فترة الرئيس حسني مبارك, إلي ان دخلنا في ثورة لها أعداء نتج عنه انقسام فأصبح هناك المعسكر الذي يضم مصر وعددا من الدول العربية المؤيدة لها, وفي المعسكر الآخر دول عربية مثل قطر ومعها تركيا وبعض الدول الأوربية. وأضاف أن هذه الحروب الإعلامية لن يدخل فيها الشعوب التي تتميز بالترابط فيما بينها, ولكنها تصور للعالم الخارجي أن هناك خلافات دائمه بين مصر والدول العربية وأن هذا هو الحال في الوطن العربي, وهو أمر غير صحيح, وكذلك تصويرنا علي أننا شعوب متخلفة نتعارك وكأننا قبائل متنازعه, واخيرا تشجع أعداوءنا علي أن يأخذوا حقوقنا والدليل علي ذلك ما يحدث في غزة فلم يحدث اتفاق علي قرار واحد لوقف إطلاق النار, ولكنها في النهاية لن تؤدي إلي ضرر لأي من الشعبين. وأشار أن عدم الإنزعاج من هذه المواقع والقنوات الممولة بشكل مشبوه لا يعني عدم الاهتمام, ولكننا يجب الا ننجرف لنفس المستوي, فيكون الرد بالمعلومات والحقائق بطريقة مباشرة وغير مباشرة, وعلي سبيل المثال شائعة الجزيرة التي أطلقتها حول أن الطيران المصري يضرب مواقع في ليبيا ليخرج الرئيس السيسي وينفي هذا الأمر تماما, ولذلك علينا أن نتابع بالرد والتصحيح مع الالتزام بالمعايير المهنية والاحترام الكافي, وطالب الإعلام الخاص المصري أن يلتزم هو الآخر لانه ليس هناك أي ميزة في تبادل السباب علي الهواء. وقالت د.ليلي عبد المجيد: هذا الكلام ومعروف لكن لابد من اتخاذ إجراءات فعاله حتي لا نتركهم يؤثرون في عقول المصريين, فإذا كان تنظيم الإعلام أمامه كثيرا من الوقت, فيجب علي الأقل أن يتم تعديل قانون الصحافة والإذاعة والتليفزيون, والزام هذه القنوات والمواقع بالإعلان عن مصادر تمويلها وإخضاعها للجهاز المركزي للمحاسبات. وأضافت: إذا ثبت أن هناك قناة او موقعا تموله دولة معينة يتم الإعلان عن ذلك حتي يكون المواطن علي علم بذلك لانه من الخطورة أن يستمع الشعب لهذه القنوات دون أن يعلم هدفها من وراء ذلك, مثلما سبق وحدث مع قناة الجزيرة, لذلك أرجو ان يترجم كلام الرئيس بشكل عاجل خاصة أنهم نجحوا في عمل بلبلة خلال الفترة الأخيرة. ويقول الشاعر عبد الرحمن الأبنودي نحن نعلم أن قطر و تركيا كما يحاربانا علي الأرض, يشنوا علينا حربا إعلامية من خلال القنوات والمواقع ولكن من السذاجة أن تعتقد مثل هذه البلدان بكراهيتها وعدائها للأنظمة العربية الثورية أنها بعيدة عن المعركة الإعلامية ونحن نري هؤلاء الإعلامين المصريين في قناة الجزيرة وغيرها, وكما لهما عيون في الجزيرة وغيرها من المواقع المشابهة لهما عملاء في الحقل الإعلامي. أضاف يجب أن نحتاط ونأخذ حذرنا, فمن الجميل أن يلفت الرئيس عبد الفتاح السيسي نظرنا لهذا وأعتقد أنه حين قال إن هذه المواقع تستهدف النخب كان يعني أن هناك ضعاف العقول مثل الذين ذهبوا للجزيرة يحاربون منها بلادهم, مشيرا إلي أن مصر مستهدفة في كل خطوة من خطواتها ومحاصرة داخليا وخارجيا وعلينا أن ننتبه لذلك والجميع يدرك أننا في حصار دائم ويجب أن نتكاتف. ويري الشاعر سيد حجاب أن مصر مستهدفة من قطروتركيا والإخوان وداعش والنصرة, فكل هؤلاء دمي تتحرك يمكن التصدي لهم ومواجهتهم بحسم وهزيمتهم كما أن الخطر الأكبر علي مصر فيمن يحركهم ويوجههم, هؤلاء هم الذين يحتاجون المواجهة الحقيقية ونعلم أن مواجهتهم ليست بالسهولة التي يتصورها البعض وعلينا أن نواجههم بكل حسم من خلال التوعية المستمرة بخطورة مثل هذه المواقع وإن كنت أعلم أننا شعب واع لا يمكن التأثير عليه بسهولة. وقال الروائي إبراهيم عبد المجيد وإنه من الضروري فضح هذه المواقع إن كان لها وجود حقيقي ولابد من إثبات تآمرها علي مصر هي والدول التي تقوم بتمويلها ليعرف الناس الحقيقة, وعلي مصر ضرورة معاقبة وقطع العلاقة مع الدول التي تسعي إلي تدميرها من خلال التأثير علي شعبها بشكل قطعي إذا ثبت ذلك لأن أمن مصر وأمانها مسئولية القائمين علي ذلك وإن لم نقطع العلاقات مع هذه الدول نكون مقصرين في حق بلدنا لابد من موقف حاد وقوي وألقي باللوم علي المؤسسة الإعلامية قال لابد من وجود إعلام قوي وجاد لمواجه مثل هذه المواقع بشكل عملي. وقال الأديب أحمد الخميسي إنه لا يخشي من مثل هذه المواقع علي مصر وإنه ضد المواقع الممولة ولكنه لايحب المبالغة في دور وتأثير الصحافة والإعلام والمواقع الالكترونية, وكما يوجد مواقع ممولة أعتقد أن هناك أقلاما ومواقع غير ممولة وتهاجم مصر باستمرار, وتساءل الخميسي هل سيكون تأثير هذه المواقع أقوي من تأثير إذاعة إسرائيل التي تسمع في سيناء, واجاب أن الخطر الحقيقي علي أي بلد هو وضعها الاقتصادي المتدني ومشاكل المرور والقمامة وتدهور التعليم والردة الفكرية, كل هذا أقوي من موقع إلكتروني في بلد نصفه أمي وأكثر من80% لا يستخدم الكمبيوتر. أما النخب المقصودة فأيا كانت هي نخب عريقة ومثقفة ومن الصعب التأثير عليها. وتؤكد الروائية والناقدة سهير المصادفة أن الإعلام يلعب دورا خطيرا فيما يسمي بثورات الربيع العربي ويتدخل للاستفادة منها ويتم ضخ أموال رهيبة لبعض الناشطين والكتاب ولهذا كنت حريصة كل الحرص بألا أذهب إلي إي قناة إلا إذا كنت أثق بها لأنني أعلم أن هناك ما يسمي حرب الجيل الرابع وهذه آلية من الآليات التي سوف تستخدم في حروب العالم القادمة, فالحرب القادمة لن تكون للجنود والأسلحة وإنما سيكون لها منابر أخري كثيرة وهي تعمل بالفعل منذ أربع سنوات, مصر ستظل هي الغنيمة الأكبر ولقد حماها الله في30 يونيو لأننا شعب عبقري يأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب.