ظاهرة الكتب المزورة والتي تم تزويرها عن كتب اصلية لدور النشر ظاهرة تؤثر علي صناعة النشر كلها واقتصادها وعلي مستقبل العاملين بها, وكثيرا طالب الناشرون من اتحادهم بضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة لردع هؤلاء المزورين. كما اصدرت الدار المصرية اللبنانية أخيرا بيانا تجدد فيه مطالبة الاتحاد باتخاذ موقف بعد الكشف عن بيع كتب مزورة لها في سور الازبكية اثر حملة علي السور, وطالبت بمنع الذين يبيعون تلك الكتب من معرض القاهرة الدولي للكتاب والمعارض العربية ولا يتحججا بضرورة وجود حكم قضائي نهائي طالما ثبت عليهم ترويجهم الكتب المزورة, كما طالبوا الهيئة العامة للكتاب باتخاذ الإجراءات الكفيلة التي تمنع مشاركة العديد من مكتبات سور الأزبكية والنبي دانيال بمعرض القاهرة الدولي للكتاب, والتي تعرض وتبيع وفقا للبيان, بل وتصدر إلي الخارج كتبا مزورة للمصريين والعرب والأجانب. تفاقمت الظاهرة وانتشرت وكأن مقاومتها تأتي بشكل عكسي, فلم يقتصر الان بيعها علي السور والأرصفة, لكن بدأ بائعوها يتجولون علي المقاهي لبيعها, او في عربات المترو, باسعار اقل من نصف ثمن الكتاب الحقيقي, وحول ما يمكن لهذا الانتشار ان يؤثر علي صناعة النشر. أكد محمد حامد نائب رئيس اتحاد الناشرين الافارقة وعضو اتحاد الكتاب المصريين ان في هذه الكتب خراب لبيت الناشر فتلك الظاهرة زادت اكثر في نفس التوقيت الذي نواجهها فيه, وزادت تحديدا عندما اقمنا بالاتحاد لجنة ضد التزوير, ولن نستطيع مواجهة ذلك الا بالاتفاق مع مباحث المصنفات الفنية والاموال العامة وكل الجهات المختصة بظاهرة تزوير الكتاب, وهم يقومون بتزوير الكتب الناجحة التي حققت جماهيرية وهذا حرام لانه يؤثر علي الصناعة والعاملين بها. واوضح ان ما يقوم به اتحاد الناشرين ليس كافيا متسائلا ماذا حدث مع الذين ضبطوا واين؟! المحاضر, كما ان هناك مزورين دخلوا الاتحاد والاتحاد يعرفهم لكن لم يتخذ معهم اجراء بحجة انه لا يوجد قضية وحكم نهائي. الكاتب في مأزق ومن جانبه قال الكاتب ابراهيم عبد المجيد ان الكتب التي تزور هي الكتب الناجحة وليست الكتب الخفيفة او البوب آرت, لكن كل كتاب ناجح يزور ويباع استغلالا لهذا النجاح, وانا عن نفسي وجدت كتبي مثل لا احد ينام في الاسكندرية وطيور العنبر وغيرها من الكتب مزورة وتباع علي فرشة الكتب, وعندما سألت البائع عن الكتب ولماذا تزور قال لي لانها كتب قيمة وبياعة, الجديد والعميق ايضا كله يتم تزويره والناشر يتأثر بذلك. وأوضح ان الكاتب هو الآخر يتأثر بهذا التزوير لأن له نسبة من مبيعات عمله عند النشر, وما يحدث من تزوير يجب ان يكون اشارة لكل ناشر ان يخفض من سعر كتابه, كما يجب ان يكون هناك موقف من مباحث المصنفات واتحاد الناشريين لأن ما يحدث جريمة حقيقية وصلت لداخل مترو الانفاق. القاريء يعرف الفارق وقال الناقد د. مدحت الجيار رايت الكتب المزورة وهي تباع علي المقاهي فأي كتاب يحقق انتشار يتم تزويره ولا يتم طبع كتب معينه أو اتجاه معين فاي كتاب يباع بكثرة يبيعونه فرأيت روايات احمد مراد تباع معهم وايضا نسخ القرآن الكريم وهذا يؤثر كثيرا علي الناشر, لكن يجب علينا ان نستغل التكنولوجيا بوضع علامة مائية علي الكتاب لتجنب تزويره وان من يبيع كتاب دون هذه العلامة يتم القبض عليه لانه يقوم بعملية غش حقيقية ويمكن ان يحاسب فيها من باع ومن اشتري منه ايضا لانه بذلك علي علم انها مزورة. كما ان البائعين لا يكلفون القارئ عناء الذهاب الي المكتبات لشراء الكتب فهو الآن ياتي له في كل مكان علي المقهي وفي الشارع في المترو, لذلك لابد من عملية انضباط سريعة حتي نتجنب الخسائر. كما يجب علي الناشرين ان يقللوا الاسعار لان القارئ يشتري هذه الكتب وهو علي علم بانها مزورة لكن لانها ارخص لذلك يتنازل عن جانب الجودة. مكاسب من غير حق وأضاف الكاتب باسم شرف ان ظاهرة الكتب المزورة ممكن تفرح الكاتب في البداية ان كتابه منتشر والناس تتقرأه لكنه سيحزن عندما يعرف ان هناك مكاسب كبيرة لناس ليس لها حق في هذا المكسب غير انها تقوم بالتزوير وتسرق مجهود ناس اخري, وبالطبع ستؤثر بشكل سلبي علي سوق الكتاب, لو الكتاب الاصلي خسر فبالتالي لن يجد الكاتب ناشرا ينشر له لانهم كلهم سيتركون المهنة وبالتالي المزور لن يجد كتب يزورها لانه لو عنده فكرة عن صناعة الكتاب كان نشر بنفسه وتحمل تكلفته والمغامرة والتسويق وهذا لانه تعود انه ينتظر كتابا ينجح فيزوره وهذا لص يجب محاكمته ومصادرة النسخ المزورة منه.