نذكر بما حذر منه الإمام الشهيد حسن البنا منذ أكثر من ستين عاما حين قال وأما الثورة فلا يفكر الإخوان المسلمون بها, وإن كانوا يصارحون الحكومة بأن الحال إذا بقيت علي هذا المنوال فستقوم ثورة, ليست من صنع الإخوان المسلمين ولكن من مقتضيات الظروف. هذا جزء من بيان أخير للإخوان المسلمين, عادوا فيه إلي ما قاله مؤسس الجماعة, وحديثه عن الثورة, وتفجير الثورة, وهو قول ذو دلالة, وعودة إليه ذات دلالة أيضا, فالإخوان عندما يعودون إلي ما قاله مرشدهم فهم يعودون إلي ما يعتبرونه دستورهم الذي يستدلون به, بل ويمكن من هنا النظر إليه باعتباره تلويحا بعنف قادم ينتويه الإخوان في الانتخابات, أذكر هذا في معرض ما تحدثت عنه أمس, وأكمله اليوم, عن العنف الانتخابي الذي بدأ يتصاعد منذ بداية الانتخابات, وأشرت إلي ما ذكره ائتلاف مراقبون بلا حدود لمؤسسة عالم جديد للتنمية وحقوق الانسان في تقريره الثاني عشر للمؤشر الانتخابي عن العنف الانتخابي خلال الانتخابات البرلمانية من ارتفاع خطير في معدل اعمال العنف والبلطجة والشغب. فترصد التقارير الحقوقية زيادة معدل العنف في الاسكندرية عن باقي المحافظات بسبب استبعاد أربعة نواب حاليين للإخوان من الترشيح في دوائر المنتزه وباب شرق الرمل ومينا البصل وعدم ادراج مرشحين آخرين في الكشوف الانتخابية ومحاولة المرشحين وانصارهم احداث حالة من الغضب والعنف البدني مع اجهزة الامن عند تدخلها لتفريق المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات واعادة النظام للشارع, الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل يحرص انصار مرشحي الجماعة علي استخدام اسلوب المسيرات والاحتجاح العلني والرغبة في التصادم مع قوات الامن لارتباطها بفكرة الشهادة والصبر ومواجهة الظلم في معتقدات الجماعة والتي لا يعلم عنها الناخب العادي شيئا ويتعامل معها بمنطق انتخابي وليس عقائديا او دينيا ويتعاطف معها احيانا دون معرفة السبب الحقيقي وراءها. وليس بعيدا عن هذا أيضا محاولة انصار مرشحي الجماعة التأثير سلبا علي رغبة الناخبين قبل يوم التصويت وتقليل نسبة المشاركة السياسية لهم عن طريق الدعاية السلبية المبكرة بوجود تدخلات امنية في ادارة عملية التصويت. ومن المهم هنا أن نذكر ارتفاع مؤشرات الاحتقان السياسي بين المرشحين نتيجة وجود فرص امام مرشحي الاخوان لا تتوافر لهم مثل استغلالهم للمساجد في الدعاية الانتخابية مما يمثل خلطا للبعد الديني بالبعد السياسي الذي يحظره قانون مباشرة الحقوق المدنية والسياسية وقانون مجلس الشعب وقيامهم بصفة منتظمة بتنظيم المسيرات من امام المساجد وهو مايتعارض مع سماحة الدين وادخاله شكليا في معارك سياسية لاتعبر عن حقيقة الدين الاسلامي, صور العنف الانتخابي متعددة, نكملها غدا.