يتساءل الكثيرون عن التصنيف العالمي للجامعات, ما معناه وما هي المؤشرات والمعايير التي يقوم عليها, وما هي التصنيفات العالمية الأكثر تأثيرا علي مستوي العالم ويمكن تعريف تصنيف الجامعات بصورة مبسطة بأنه محاولة للمقارنة بين الجامعات في دول العالم المختلفة لاظهار التفوق النسبي لبعضها علي الأخر وذلك عن طريق مؤشرات معينة تقوم باختيارها الجهة المصنفة. ويحتل هذا الموضوع حيزا مهما في أذهان كثير من المثقفين وأيضا من المواطنين العاديين كمؤشر لمدي كفاءة جامعاتنا وأيضا كتعبير عن اسهام علمائنا في اثراء البحث العلمي علي مستوي العالم ولقد رأيت ان استعراض وشرح نوعية وأهمية هذه التصنيفات الدولية للجامعات هو مدخل منطقي وضروري قبل الاستفاضة في تحليل مستوي وامكانات البحث العلمي في جامعاتنا المصرية. وأشهر هذه التصنيفات يسمي بالتنصيف الصيني وتقوم به جامعة تشاوتنج بشنجهاي ويلي هذا في الأهمية التصنيف الانجليزيQSTHE ويليهما التصنيف الأسباني ثم الأسترالي ولكل من هذه التصنيفات خصائص ومعايير تحدده وتختلف من تصنيف إلي آخر. ولعل أكثر التصنيفات المعروفة عالميا هو التصنيف الصيني المشهور باسم تصنيف شنجهاي ويركز هذا التصنيف علي اسهامات الجامعة في الاضافة للمعرفة من خلال6 مؤشرات تشمل عدد الخريجين الذين حصلوا علي جوائز نوبل(10%), عدد العاملين بالجامعة الذين حصلوا علي جوائز نوبل أو ميدالية فليدز للرياضيات(20%), عدد الباحثين بالجامعة الذين يشار ويرجع إلي أبحاثهم في أهم21 دورية عالمية وموسوعة(20%), عدد الأبحاث المنشورة في مجلتي العلوم والطبيعة(20%), عدد الأبحاث المنشورة في سجلات العلوم والعلوم الاجتماعية(20%), وأخيرا عدد الأكاديميين العاملين بالجامعة بالنسبة إلي ناتج عملهم الموضح سابقا(10%) ويمكن تلخيص هذه المؤشرات بانها تركز علي جودة التعليم, جودة أعضاء هيئة التدريس, معدل انتاج البحوث, وحجم الجامعة بالنسبة لادائها. اما التصنيف الانجليزي بنوعيه فيعتمد علي الآراء المجمعة من2000 أستاذ ومثقف علي مستوي العالم وليس احصاء علميا ويعتمد هذا التقييم علي جودة وعدد البحوث المخرجة كل عام من الجامعة( تقييم المناظر الاكاديمي40%, عدد الأبحاث المنشورة دوليا(20%), تقييم جهات التوظيف المختلفة لخريجي الجامعة(10%), نسبة أعضاء هيئة التدريس الاجانب بالجامعة(5%), نسبة الطلاب الاجانب بالجامعة(5%) وهذان العاملان يركزان علي البعد العالمي للجامعة, وأخيرا يأتي نسبة الطلاب إلي أعضاء هيئة التدريس(20%). ويلي التصنيف الصيني والانجليزي في الأهمية التصنيف الأسباني والأسترالي ويعتمد هذان التصنيفان علي حجم وجودة موقع الجامعة علي الشبكة الدولية للمعلومات. وفي كل التصنيفات السابقة جامعة القاهرة الأولي مصريا حيث ظهرت عامي2007,2006 في قائمة أفضل500 جامعة عالميا في التصنيف الأشهر وهو الصيني ثم خرجت أعوام2008 2010, ودخلت مرة أخري أعوام2011 2013 ويخلو هذا التصنيف من أي جامعة مصرية أخري أما في التصنيف الانجليزي فجامعة القاهرة مستقرة به ضمن أفضل500 جامعة من عام2005 وحتي العام الماضي وتحتل الجامعة الأمريكية المركز348, وجامعة عين شمس المركز601 651 وذلك خلال عام2013. أما التصنيف الإسباني فتحتل جامعة القاهرة المركز299 ويأتي بعدها جامعات عين شمس اسكندرية, المنصورة, بنها والجامعة الأمريكية في المراكز من1300 إلي1600 علي مستوي العالم وذلك خلال تصنيف العام الماضي.ولعلنا نلاحظ أن أغلب المعايير التي يتم بها تصنيف الجامعات عالميا تعتمد في نسبة كبيرة منها علي عدد ونوعية مخرجات البحث العلمي للجامعة وكذلك علي جودة التعليم بها من خلال نسبة أعضاء هيئة التدريس إلي الطلاب مما يؤكد اهمية البحث العلمي داخل الجامعات ويعظم دورها كقاطرة تقود الامة إلي المستقبل المنشود.. وفي المقال المقبل ان شاء الله سنستعرض أهمية ودور البحث العلمي في جامعاتنا المصرية مقارنة بجامعات العالم الأخري وما هي المعوقات التي تواجه الباحثين في جامعاتنا ومراكز البحثية وكيفية التغلب عليها.