انتهي العرض الكبير علي مسارح البرازيل.. وانقضي شهر المتعة والإثارة والجمال.. شهر الكرة الأرضية كلها, من شارك في النسخة العشرين من نهائيات كأس العالم أومن لم يشارك, من زار أمريكا اللاتينية حاملا علم بلاده. ومرددا نشيدها الوطني كلاعب أو مدرب أو إداري أو حكم أو حتي متفرج.. ومن لم يجد تذكرة أو يحصل علي تأشيرة واكتفي بالجلوس أمام شاشات التليفزيون الشرعي منها وغير الشرعي ثم يتكلم في أوقات السمر بالمساء, أو يسلي صيامه في شهر رمضان المبارك. أسدل الستار علي نسخة غريبة من المونديال كان الفرح والسعد فيها للألمان الذين حصدوا اللقب الرابع في تاريخهم وعادوا إلي أوروبا يحملون35 مليون دولار.. نسخة شهدت ضرب الأرقام القياسية.. كتبت الحياة للاعبين ومدربين, ووقعت علي نهاية آخرين رأوا أن الاعتزال أكرم وأفضل.. سجلت الخروج المبكر جدا لحامل اللقب وهو الماتدور الاسباني, ونقشت عبارة: هنا يرقد المنتخب البرازيلي, في إشارة إلي هزيمتين ثقيلتين لراقصي السامبا أمام ألمانياوهولندا بعشرة أهداف جملة واحدة جعلتهم يرقصون مذبوحين من شدة الألم! شاركوا, وكسبوا, وخسروا, وعادوا إلي ديارهم ليكتبوا التقارير ويراجعوا الحسابات.. يقصون من فشل, ويكافئون ويكرمون من نجح.. ويعدون العدة ويرتبون الأوراق لنسخة روسيا..2018 فأين نحن من كل هذا.. جلسنا في البيوت والمكاتب المكيفة نتفرج ونتكلم عن كريستيانو رونالدو الذي عاد مع منتخب البرتغال يجر أذيال الخيبة.. ونيمار الذي تعرض لهمجية من خوان الكولومبي.. وميسي الذي لم ينفع نفسه ولا الأرجنتين.. وروبين الذي سرق القلوب كما سرق اللقب من هولندا.. وجوتزه صاحب أغلي هدف في تاريخ الألمان.. وسواريز الذي سدد أكبر فاتورة لعضة! نحن الآن.. حائرون نبحث أمر نهائي كأس مصر.. هل في أسوان بحضور الجماهير؟ أم في القاهرة بدونها؟.. ولم يحدثنا أحد من اتحاد الكرة أو حتي مديره الفني, باستثناء تصريح مقتضب لأحمد مجاهد قال فيه إن المونديال يفرض علينا إعادة تقييم الأمور علي مستوي المسابقات وإعداد المنتخبات الوطنية.. عما نحن فاعلون.. اعتقد أنهم مقتنعون بمبدأ: اتفرج.. واشكر!