يهتم المنتجون والتليفزيون والقنوات الفضائية في رمضان بالمسلسلات الدرامية او البرامج الحوارية التي تعتمد علي استضافة النجوم او المقالب الكاميرا الخفية, حتي أنها تهتم ببرامج الطبخ واسرار المطبخ, لكن هذا الاهتمام لا يناله الأطفال في الشهر الكريم. فتاريخ برامج الأطفال في رمضان ليس كبيرا او يحمل مادة واسعة, لأن برامج الاطفال لا توفر للمنتجين والقنوات الإعلانات التي تدر عليهم العائد المادي مثل باقي المسلسلات والبرامج التي تملأ الشاشة ليلا ونهارا وتعاد الحلقة الواحدة اكثر من ثلاث مرات في اليوم. واذا نظرنا لبرامج الأطفال في الشهر الفضيل فبدأ من الثمانينات حتي الان يمكن ان نعدها علي اصابع اليد, رغم ان الطفل مشاهد اساسي للتلفزيون اكثر من الكبار الذي تشغلهم متطلبات الحياة. فيمكن ان نتذكر ما قدم للأطفال مثل بكار, او ما قدمه يحيي الفخراني في الثلاث سنوات الاخيرة قصص الحيوان في القرآن وقصص الإنسان في القرآن وغيرهما فكلها ليست برامج ولكنها رسوم متحركة بها جزء تعليمي وتثقيفي, حتيقصص الأنبياء التي كانت تقدم من خامة الصلصال ويمكن ان نتذكر فوازيرعمو فؤاد والتي استمرت علي مدي عشر سنوات تحت عناوين مختلفة وتوقفت في التسعينيات لم تكن ايضا برنامجا رغم ظهور فؤاد المهندس بشخصيته لكنه كان اداء دراميا واستعان بممثلين من الكبار والصغار. وشارك بها فاروق فلوكس, وعلا رامي, وعلاء زينهم, وهشام عبد الله وعزة لبيب, ومجدي فكري, وأحمد سامي عبد الله, العمل كان من إخراج المخرج محمد رجائي, وتأليف فداء وشامخ الشندويلي. واستمر الحال في رمضان علي هذا بحيث يهتم فقط بعمل مسلسل كرتوني او اثنين في رمضان للأطفال وفقط, حتي تم استغلال نجاح الفنان أحمد حلمي الكبير في تقديم برامج مع الأطفال مثل من سيربح البونبون, و لعب عيال لتقديم برنامج في رمضان قبل الماضي باسم شوية عيال يعتمد حلمي في برامجه مع الاطفال علي قدراته كممثل كوميدي في إدارة حواراته معهم وتظهر إجاباتهم علي أسئلته بعضا من أفكارهم الطريفة والغريبة أحيانا, وقدم البرنامج معلومات تربوية وتعليمية قيمة للأطفال, ويمنحهم فرصة للتعبير عن آرائهم في موضوعات مختلفة ومتنوعة. فالضيف في البرنامج هو الطفل والموضوعات التي يتم الحديث فيها تكون عنه فهو محور كل شيء في هذا البرنامج الذي اقترب من عقلية الطفل ومن القيم التي يتربي عليها, وذلك في وجود والديه ولكنه لا يراهما, واعطي شكلا جديدا من التعامل مع الاطفال بطريقة اقامة حوار معهم لتوصيل المعلومة او فهم ما يدور في فكرهم وحدود خيالهم. واهتم حلمي بهذا البرنامج كثيرا حتي انه رفض عرض برومو للاعلان عنه ويأتي البرنامج ليذكر محبي حلمي ببرنامجه الشهير لعب عيال الذي قدمه منذ سنوات وكانت بداية التعارف بينه وبين الجمهور, قبل أن يصبح أحد أشهر الممثلين علي الساحة المصرية والعربية.