دخلت الولاياتالمتحدة أمس علي خط الأزمة المشتعلة بين نيجيريا وايران بسبب تورط الاخيرة في نقل شحنة أسلحة الي الاراضي النيجيرية بطريقة غير مشروعة وتنطوي علي خرق للعقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي ضد طهران المتهمة بالسعي لحيازة القنبلة النووية يأتي ذلك في وقت نفت فيه طهران قيام الأمن الايراني بضرب دبلوماسيين فرنسيين وهو ما تسبب في استدعاء باريس للسفير الايراني لديها للاحتجاج والتنديد بالحادث. وأعربت الولاياتالمتحدةالامريكية عن استعدادها لتقديم العون لأجهزة الامن النيجيرية في التحقيقات الجارية الان بشأن صفقة الاسلحة الايرانية التي ضبطت بأحد موانيء نيجيريا نهاية الشهر الماضي. وصرح السفير الامريكي لدي نيجيريا تينيس ماكولي لتليفزيون نيجيريا الرسمي بأن اتصالات معمقة تتم مع الجانب النيجيري في هذا الصدد, مؤكدا ثقة الولاياتالمتحدة في قدرة الادارة النيجيرية علي التعامل مع الامر بصورة جيدة, مشيرا إلي استعداد بلاده لتقديم العون لاجهزة التحقيق النيجيرية متي طلب منها ذلك. وقال ماكولي انه اذا انتهت التحقيقات بإثبات صلة ايران بشحنة الاسلحة, فانها تكون بذلك قد خرقت العقوبات الدولية المفروضة عليها بموجب القرار1929 الصادر عن مجلس الامن الدولي عام2007. في شأن آخر أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها العميق حيال اعتقال محامين إيرانيين يدافعون عن حقوق الإنسان, ودعت في الوقت نفسه إلي إطلاق سراحهم. ونقل راديو سوا الامريكي عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي قوله إن الولاياتالمتحدة قلقة جدا من المضايقات والاعتقالات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان علي يد السلطات الإيرانية. وأضاف أن محاكمة نسرين سوتودي, الناشطة في مجال حقوق الإنسان والتي اعتقلت في سبتمبر الماضي بتهمة القيام بحملة ضد النظام, قد بدأت ولكنها تفتقر إلي الشفافية وهي لا تتطابق مع أحكام القانون الإيراني. وأكد كراولي أن علي القادة الإيرانيين ان يفهموا أن جهودهم لإسكات الإيرانيين المدافعين عن حقوق مواطنيهم لن تمر مرور الكرام. من ناحية أخري نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في حديث لقناة تليفزيونية رسمية امس لجوء رجال أمن ايرانيين للعنف مع موظفين بالسفارة الفرنسية في طهران. وقالت فرنسا امس الاول: إن موظفين في سفارتها بطهران تعرضوا لأعمال عنف غير مقبولة علي أيدي عناصر من جهاز أمني لم تحدده عرقلوا وصول أشخاص دعاهم السفير الفرنسي لحضور حدث ثقافي بالسفارة في14 نوفمبر. وأضافت أنه تم استدعاء السفير الايراني لدي باريس بشأن هذه الواقعة. وقال المتحدث رامين مهمان باراست لقناة برس تي.في الإيرانية الناطقة بالانجليزية: لم يتم استخدام اي عنف مع موظفي السفارة في طهران... كانت الشرطة الدبلوماسية الايرانية قد حذرت السفارة بشأن حضور بعض الأفراد للحدث. وأضاف سويت المسألة. وقال مصدر دبلوماسي في باريس إن دبلوماسيا فرنسيا كبيرا تعرض للضرب خلال الحادث الذي وقع اثناء حفل ثقافي أقامته السفارة في المساء ودعا سفير فرنسا اليه ضيوفا ايرانيين بينهم عدد كبير من الشبان. وفيما قال مسئول روسي إن الرئيس ديمتري ميدفيديف سيحث طهران علي استئناف المحادثات مع القوي العالمية بشأن برنامجها النووي حين يلتقي بالرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد اليوم. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن العقوبات الدولية المفروضة علي إيران أحدثت شرخا بين الزعماء الإيرانيين, خاصة بين الرئيس محمود أحمدي نجاد والمرشد الأعلي آية الله علي خامنئي. أضاف جيتس- في مؤتمر نظمته صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية إن الحل الوحيد علي المدي البعيد لتفادي امتلاك إيران أسلحة نووية هو أن يدرك الإيرانيون أن هذا الأمر لا يصب في مصلحتهم, مستبعدا أن يؤدي توجيه ضربة عسكرية إلي إيران إلي منع طهران من مواصلة برنامجها النووي المثير للجدل. ورأي أن هناك مؤشرات تظهر أن أزمة العقوبات الاقتصادية الأخيرة التي فرضت علي النظام الإيراني أثرت بشكل كبير علي هذا البلد وأحدثت توترا داخله. وتابع جيتس: لدينا مؤشرات تظهر أن خامنئي بدأ يتساءل ما إذا كان أحمدي نجاد لا يكذب عليه في شأن تأثير العقوبات علي الاقتصاد. ولفت الي أنه إذا كان الإيرانيون مصممين علي مواصلة برنامجهم النووي, فقد فوجئوا بتأثير العقوبات, معتبرا أنهم تأثروا بهذه العقوبات في شكل أكبر مما كانوا يتوقعون. وكانت وسائل إعلام إيرانية قد قالت امس إن الجيش الإيراني أجري محاكاة لاعتراض طائرات حربية معادية تهاجم منشآت إيران النووية في إطار أكبر مناورات للجيش لتحسين استعدادات الجمهورية الإسلامية للرد علي اي عدوان. وبدأت إيران أول أمس من الثلاثاء مناورات تستمر خمسة أيام لاختبار قدرتها علي ردع الهجمات الجوية التي لم تستبعد الولاياتالمتحدة وإسرائيل شنها لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية. وتقول إيران إن برنامجها النووي يرمي لإنتاج الكهرباء. وقال أحمد ميغاني القائد الكبير بالحرس الثوري: المناورة ستحسن قدرتنا.