وتتعاقب علينا بكل ما فيها من أحداث ونفحات يسخرها المولي عز وجل لعباده لاغتنامها والتي لا يبقي بمرورها علينا إلا أن تكون من الشواهد علينا يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم ولا يخفي علي أي منا أننا نعيش هذه الأيام مواسم الخير الكثير. تمر الأيام وأيام فضلها الله علي سائر الأيام بأفضل الدرجات كما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم وها نحن في العشر الأوائل من ذي الحجة والتي بها يوم عرفه الذي قال نبينا في حق صيامه إنه يكفر السنة الماضية والسنة المقبلة يوم كمل فيه الدين وهو يوم مشهود وهو يوم التباهي فحري بنا أن نستفيد فيه مما قاله المصطفي صلي الله عليه وسلم حيث قال خير الدعاء دعاء يوم عرفه وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير. ولكني في هذا المقام العظيم أخذت منه جانبا بسيطا وظاهرا للجميع لنتفكر معا به ولنسترجع وتكون به العظة للتذكرة التي لا تخفي علي أحد ولكننا دائما وأبدا نريد من يذكرنا فذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين وهذا الجانب هو جانب الرداء والإزار والتجرد من المخيط فما بال الرجل يحرم في رداء وإزار ويتجرد من أي مخيط إن ملابس الإحرام هذه التي تشبه لبس الكفن فهي تذكرنا بالموت حتي يكون الإنسان أكثر استعدادا له ونتذكر بها دائما وأبدا البعث أي يوم أن يبعث الناس حفاة عراة لا رداء ولا إزار ولا كفن وفي المقابل نتذكر بها نعمة الله علي عباده أن كفانا سترا أن رزقنا الثوب الذي يسترنا وتذكرنا بنعمة الله علينا يابني ءادم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا هذا في الدنيا, فإذا جاء يوم البعث وكنا عراة فماهي وسيلة الستر آنذاك وفي ذلك يقول المولي عز وجل في قوله تعالي ولباس التقوي ذلك خير. وكما نتجرد من المخيط في إحرامنا فينبغي أن نتجرد لله في أعمالنا فنجعلها خالصة لوجهه الكريم, ولا نشرك بربنا أحدا.. فمن لم يقم هذا العام بعرفه فليقم لله حقه الذي عرفه ومجمل ما اقصد في جملة حديثي عن الرداء والإزار والتجرد من المخيط في ظاهره مساواة لكل الرؤوس ولا فرق بين هذا وذاك في ملبسه ولاتعلم من عن يمينك ومن عن يسارك ولافرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوي وهذا هو المقصود من وحدة اللباس وأما عن الحكمة منه كما ذكرت فتذكرة بالآخرة وما بالك بالبعث دونهما ألم تكن لذلك رهبة لمن يخاف الله وعظة وعبرة لأولي الألباب فليعلم الجميع أنه سوف يلقي ربه عاجلا أو آجلا وسوف يكون من غير رداء ولا إزار............ أعلمنا ماذا يعني الرداء والإزار فالله من وراء القصد وهو يهدي السبيل فاللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك