أيام قليلة و تبدأ واحدة من أصعب الحملات الانتخابية في مصر, و ربما سنري في المستقبل الأصعب, و لكننا لم نر حتي الآن مثل المقبلة في أهميتها, لأسباب عديدة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات البرلمانية كل حزب سينجح في إجتياز الانتخابات البرلمانية ولو بمرشح واحد ليحصل علي مقعد واحد, سيملك الحق وفقا لنص دستوري إنتقالي في الترشح لانتخابات الرئاسة عام2011. المعني واضح أن أجواء الانتخابات الرئاسية المقبلة ستتحدد في جانب كبيرمنها علي نتائج الانتخابات البرلمانية المقرر لها الثامن والعشرين من الشهر الحالي, وأن عدد الأحزاب التي ستحق لها المشاركة في السباق الرئاسي سوف تتحدد بعد أيام قليلة. التقارب الزمني بين موعد الاستحقاقين البرلماني والرئاسي, سيتيح لكل الأطراف الاستفادة من أجواء الانتخابات البرلمانية, والوجود الشعبي, والرصيد الجماهيري الذي يحققه في الانتخابات المقبلة تمهيدا للانتخابات التالية, وهو ما سيقلل من صعوبة البداية علي المتنافسين, خصوصا الأحزاب التي إبتعدت عن الساحة لفترات ليست بالقليلة. هي الأصعب لأن مجال المنافسة اتسع بصورة كبيرة بعد إقرار نظام كوتة المرأة, وزيادة عدد مقاعد البرلمان بنسبة تقترب من20%, وهو ما يتيح تنوع التمثيل الحزبي والسياسي, ويفتح الباب لزيادة عدد الأحزاب الممثلة في البرلمان. هي الأهم لأن الأحزاب المصرية بكل تنوعاتها غابت عن مجلس الشعب لفصل تشريعي كامل, وكان تمثيلها البرلماني ضعيفا قبل ذلك, فأتاحت المجال واسعا لقوي سياسية انقلابية علي الدستور أن تلتف و تتحايل علي القانون وتسريب أنصارها داخل البرلمان في تعبير مزيف عن الواقع المصري. هي إنتخابات غاية في الأهمية كونها ستمكن الأحزاب من العودة إلي الصدارة مجددا, وتحتل مكانها الطبيعي, وتضع الأساس لحياة حزبية حقيقية تتيح إمكانية العودة لنظام الانتخابات بالقوائم الحزبية, وترسيخ دورالأحزاب في صياغة القرار. هي انتخابات تنتظر تعهدات النزاهة... و أعتقد ان الناخب المصري لها بمشاركته فيها. علي الهامش: د.عصام العريان القيادي البارز في' جماعة الإخوان' قال في تصريحات لصحيفة مستقلة إن مرحلة تلقي طلبات الترشح مرت بهدوء وإنه يتمني لبقية المراحل نفس الأجواء. طب فين كل الذي اعلنته الجماعة عن اضطهاد واستبعاد لعناصرها. [email protected]