عودة اليسار مرة أخري إلي الصورة, وإلي صدارة المشهد السياسي وقوي المعارضة من الممكن أن تضبط المعادلة السياسية.هل يعود اليسار كان هذا هو السؤال الذي طرحته علي نفسي أثناء حوار مع الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع حول مستقبل الحزب بعد الانتخابات البرلمانية القادمة التي نأمل في أن تفرز حراكا سياسيا لدولة مدنية تتنافس فيها الأحزاب من أجل مصلحة الشعب, وتقود معارضة وطنية مبنية علي أسس مدنية. فحزب التجمع الذي بدأ في منتصف السبعينيات تقريبا قويا, وقاد معارضة حقيقية في ذلك الوقت, وربما كان أبرز معالمها رفض معاهدة السلام إسرائيل, وتبني قضايا الفقراء, وكان له وجود كبير في الجامعات وكوادر تقود المظاهرات ضد الغلاء, و كان الحزب هو الذي يقف ضد تسييس الدين الذي تمارسه التيارات الدينية, وكانت جريدة الأهالي في ذلك الوقت صوتا معارضا عاليا أفرزت فيما بعد جيلا من الصحفيين المهمين, واستمر هذا الوجود طويلا ثم خفت شيئا فشيئا. الأمل في أن يعود حزب التجمع إلي ما كان عليه في الانتخابات القادمة قائم, بل ومطلوب, فالحزب الذي تمثل أفكاره وتوجهاته شريحة من المصريين يمثل جزءا مهما في دولة مدنية بها أحزاب متنافسة, يقول الدكتور رفعت السعيد: إنهم حزب البسطاء, وأنهم لا يملكون الكثير من المال لترشيح أعضاء الحزب في كل الدوائر, لكنهم يراهنون علي البعد الاجتماعي الذي ينتصر للفقراء والعمال. عودة اليسار مرة أخري إلي الصورة, وإلي صدارة المشهد السياسي وقوي المعارضة من الممكن أن تضبط المعادلة السياسية, ففي رأي الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن هناك آراء واقتراحات يتفقون فيها مع الحزب الوطني, لكن الفرق في التنفيذ, ومن الطريف أن هذا أيضا هو رأي الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد, وربما مع وجود هذه الأحزاب السياسية الثلاثة, أقصد الوطني, والتجمع, والوفد, وأي قوي سياسية حقيقية, تتبني مطالب الشعب, يمكن الحديث عن دولة مدنية حقيقية نتمناها جميعا. [email protected]