لم يدر بذهن فايزة عندما خرجت بمفردها من منزل أسرتها أنها ستواجه مصيرا مجهولا حيث فاجأها شابان في منطقة خربة ناحية زرزارة اعتديا عليها بوحشية بعد أن قيداها بالحبال. لم تستطع فايزة الاستغاثة فهي خرساء كتبت عليها الأقدار أن تبقي أسيرة الصمت طوال سنوات عمرها الستة عشر. لم يرحم الذئبان ضعفها وعجزها عن الاستغاثة فما أن ارتويا واشبعا غريزتهما منها حتي تركاها في حالة اعياء ولاذا بالفرار حاولت فايزة التخلص من القيد بلا جدوي.. كانت تصدر أصواتا خافتة أشبه بالحشرجة لعل أحدا يلتفت اليها,, وبعد بضع ساعات التفت اليها طفل كان يلهو بالكرة في المنطقة الفضاء قام بفك قيدها وفر هاربا بعد أن تملكه الخوف منها. لملمت المسكينة أشلاءها المهدرة واتجهت الي قسم شرطة العرب والضواحي ببورسعيد كي تبلغ عن الجناة ولكن أحدا من رجال الحراسة والأمناء علي باب القسم لم يستطع أن يفهم منها شيئا فعادت أدراجها ومن خلفها جراحها ولكن لم تكن تعرف لها وجهة فهي إن ذهبت الي أسرتها سوف تقتلها دون أن تتفهم أنها ضحية لذئبين تجردا من الانسانية.. فأخذت تهيم علي وجهها في الشوارع والميادين تعيش علي معونات الناس ومساعداتهم وحتي بدت عليها آثار الحمل.. وشيئا فشيئا أخذ الاعياء يتملك منها حتي سقطت علي الأرض مغشيا عليها. عندما نقلها المارة الي مستشفي بورسعيد العام, اكتشف الأطباء أنها حامل في شهرها الخامس وتعاني من آلام الاجهاض المنذر, وأجريت لها الاسعافات اللازمة لإنقاذ حياتها.
وقد تلقي اللواء صلاح البرادعي مدير أمن بورسعيد اخطارا من المستشفي بالواقعة فتم تشكيل فريق بحث دلت تحرياته علي صحة الاعتداء علي المجني عليها فتم تحرير محضر بالواقعة وأحيل الي أحمد لاشين وكيل نيابة العرب والضواحي الذي باشر التحقيق وكلف أجهزة الأمن بسرعة البحث عن المتهمين وإلقاء القبض عليهما.