فيما يبدو أنه نتيجة ضغوط من المتشددين قال الشيخ وليد الابراهيمي رئيس مجموعةMbc انه لم يتقرر حتي الآن ما اذا كان سيتم تجسيد شخصية الفاروق عمر بن الخطاب وصحابه الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في الوقت الحالي وأنه تم تأجيل مناقشة هذا الموضوع في الوقت الحالي, لأننا قبل اتخاذ أي قرار حول هذه المسألة الحساسة سنأخذ آراء جميع الهيئات الشرعية, بما فيها المجامع الفقهية في رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث في الأزهر. وترفض كل الهيئات التي ذكرها الابراهيمي تجسيد الصحابة أو العشرة المبشرين بالجنة, كما ان هناك انباء ترددت عن ان الممثل السوري تيم الحسن اتفق بالفعل علي أداء الشخصية. وتواجه مجموعةMbc ضغوطا شديدة منذ فترة نتيجة توجها الليبرالي وانفتاحها علي العديد من الثقافات المختلفة, ووضح هذا من خلال ازمة عبدالرحمن الراشد رئيس قناة العربية احد روافد المجموعة بسبب برنامج وثائقي عرض خلال احد ايام عيدالفطر الماضي, بالاضافة إلي الأزمة التي أثارها شاتMbc3 الخاصة بالأطفال واتخاذ الوليد قرارا بإلغائه بعد هجوم عليه من المتشددين. والمعروف ان مجموعةMbc اطلقت من اجل تنوير المجتمع السعودي الذي يتحكم فيه متشددون اسلاميين. واشار الابراهيمي إلي ان المسلسل سيعرض علي جميع الفضائيات, ليحقق الهدف الذي انتج من أجله, وهو تصحيح صورة الإسلام, وحسن تقديم الصحابة بشكل يليق بهم, موضحا أن الهدف من العمل هو تقديم التاريخ الإسلامي بشكل حقيقي وواقعي, بعيدا عن التزييف والكذب, وأن العمل موجه لجميع المسلمين بمختلف أطيافهم, وكذلك لغير المسلمين, لمعرفة حقيقة الإسلام ورموزه. وأضاف ان العمل للانتهاء من المسلسل يتم بجدية وبسرعة شديدة من خلال فرق عمل تعمل بالتوازي للحاق بالعرض الرمضاني نظرا لارتفاع نسب المشاهدة فيه, وملائمة عرض مثل هذه النوعية لشهر رمضان, خصوصا أنها تتحدث عن التاريخ الإسلامي. وشدد الشيخ وليد علي أن العمل سيكون مطابقا للشريعة الإسلامية, وانه يتم استشاره واستطلاع آراء جميع الهيئات الشرعية, ولم يخرج الا بعد اقرار المجامع الفقهية كلها في العالم الاسلامي. واعلن خلال اجتماع رفيع المستوي للتنسيق مع المسئولين في تليفزيون قطر المنتج المشارك في العمل, عن ان العمل في كتابة مسلسل عمر بن الخطاب قد وصل إلي مراحل متقدمة, وان هناك اجتماعا آخر سيتم عقده في حال الانتهاء من كتابة النص بشكل كامل. وحضر وليد الابراهيمي الاجتماع والمؤتمر الصحفي بصحبة الدكتور سلمان العودة, والدكتور عبدالوهاب الطريري, والدكتور علي الصلابي, والدكتور سعد مطر العتيبي, والدكتور أكرم ضياء العمري, وهم مجموعة المشايخ المسئولين عن مراجعة النص الدرامي واقرار ما اذا ان سيتم تجسيد شخصية الفاروق, بينما تغيب مشرف اللجنة الدكتور يوسف القرضاوي. وقال الابراهيمي في حضور كل من مخرج العمل السوري حاتم علي, وكاتبه الدكتور وليد سيف أنMbc تلقت العديد من العروض التي أبدت اهتمامها بالعمل وعرضه علي قنوات عربية, وأخري غير عربية, ودبلجته وترجمته إلي عدة لغات, وعرضه في عدد من القنوات الدولية, مثل تركيا وماليزيا وباكستان وبروناي. ورفض الابراهيمي تحديد أو رصد ارقام محددة للانتاج, مؤكدا انه لن يدخر أي جهد أو وقت أو مال بالتنسيق لانتاج عمر بن الخطاب, فالمسلسل خارج إطار مشاريع الربح والخسارة, لأننا نصنع عملا يشكل نموذجا يحتذي للمسلسلات التاريخية الإسلامية الهادفة, وسنوفر كل ما يتطلبه العمل, مشيرا إلي أن كل الإمكانات المتاحة ستذلل لإنتاج المسلسل. وحول الهدف من اختيار شخصية الفاروق ومرحلته التاريخية لسردها دراميا, قال رئيس مجلس إدارة مجموعةMbc تكمن أهمية هذا العمل الدرامي التليفزيوني التاريخي الإسلامي الضخم في رمزيته, والأسباب الموجبة التي أدت إلي التصميم علي إنتاجه فعرضه, إذ إنه يقدم مثالا رائعا للمسلم المؤمن, ساعيا في الوقت نفسه لإعادة عرض التاريخ وتصحيحه وحفظه قدر الإمكان عبر الدراما, وذلك بحسب الروايات الأكثر دقة وتدقيقا لتلك المرحلة, داحضا تعدد الروايات من قبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع, عن قصد أو غير قصد, ومن مختلف الأطراف, في وقت يدور فيه الجدل لدي بعضهم حول القضايا أو المفاهيم المتعلقة بالإسلام أو حاضره ومستقبله ودوره في الحياة العامة. وأضاف الشيخ وليد كذلك تكمن الأهمية المضافة لهذا العمل في توقيته ودلالاته, إذ إنه يبرز الأهمية القصوي لاستلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي كشخصية الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليكون مرجعا مرشدا وهاديا في عصرنا هذا, وكذلك أنموذجا ساميا للحاكم المتواضع, والحكم الرشيد, والعدل الشامل, والرعاية الاجتماعية, ومفهوم المواطنة, والوسطية في الإسلام دون تطرف أو عنف, تلك الشخصية التي تحتاج إليها الأمة الإسلامية في يومنا هذا أكثر من أي وقت مضي, لاستلهامها واقتفاء أثرها. وقال رئيس مجلس إدارة مجموعةMbc علي الموقع الالكتروني للمجموعة انه يتمني ان يكون العمل مثيرا للجدل, إضافة لتصحيح الصور المغلوطة عن الإسلام ورموزه, مشددا علي ان أهم أسباب نجاح العمل ان يكون مثيرا للجدل, ويحقق صدي واسعا حتي يستقطب المشاهد ويستفيد منه, ويحقق الفائدة التي من أجلها أنتج. وكان الشيخ وليد قد وقع مذكرة تفاهم مع مدير التليفزيون القطري عبدالرحمن الكواري في30 سبتمبر لإنتاج المسلسل في مقر مجموعة إم بي سي في دبي. ومن جانبه بين الداعية الدكتور سلمان العودة ان مسألة تجسيد الفاروق عمر بن الخطاب مؤجلة, لحين الانتهاء من مراجعة النص تاريخيا, مفضلا عدم الحديث عن هذه المسألة في الوقت الحالي, موضحا انهم يعكفون في الوقت الحالي علي تنقية النص من الجانب التاريخي, بالتشاور مع كاتب العمل الدكتور وليد سيف, ليظهر بالصورة الحقيقة للشخصية.