تفاقمت مشكلة المياه الجوفية بالإسماعيلية, وأصبحت تمثل خطرا داهما علي الثروة العقارية والأراضي الزراعية علي حد سواء, دون حلول, وتقدم محمد خليل القماش عضو مجلس محلي المحافظة بطلب احاطة للمجلس بخصوص زيادة نسبة المياه الجوفية في جميع أنحاء المحافظة, والتي بدأت تقتحم بدرومات المنازل وتغرقها بالكامل بجانب هبوط بعض الطرق الرئيسية داخل المدينة العاصمة بمسافة لا تقل عن نصف متر وبالتحديد في طريق البلاجات مما نتج عنه حوادث مرورية مروعة بين الحين والآخر. وقال عضو مجلس محلي المحافظة إن هذه الظاهرة ترجع الي عدم وجود احلال وتجديد للمصارف المغطاة والمكشوفة حول نطاق المدينة مما أدي الي تسرب مياه الري بكميات غزيرة بالأماكن المنخفضة, وتجمعت لتظهر عند حفر الأرض ولو بمسافة مترين علي أقل تقدير. وأضاف أنه تم تشكيل لجنة من قسم الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة القناة, وأظهرت ان المياه الجوفية المتحركة عرضيا من الأراضي الزراعية والري تؤدي الي زيادة مخزون المياه الجوفية وترفع نسبة الملوحة في التربة وهذا واضح في منطقة الكيلو2 ومدينة المستقبل. وأشار القماش الي ان اللجنة قدمت حلولا منها منع الري بالغمر في أراضي جمعية العاشر من رمضان وردم ترعة الإسماعيلية الموازية لشارع محمد علي من بعد محطة المياه الحلوة, وتغطية ترعة بورسعيد وتبطينها من نفس الشارع وحتي كوبري عز الدين بالكيلو4.5. وأضاف أن الحلول شملت أيضا إنشاء مصارف جديدة من الكيلو14 غرب ترعة الإسماعيلية بورسعيد الي الكيلو11 في نفس النطاق, لكن المشكلة أن هناك حدائق مانجو مزروعة منذ أكثر من20 عاما وهذا يمثل عائقا لابد من ازالته. وأكد أن لجنة الزراعة بمجلس الشعب زارت الإسماعيلية منذ أشهر عديدة ووقفت علي هذه المشكلة ووعدت بتقديم ملف كامل بخصوصها الي مجلس الوزراء مطالبا بإنشاء نظام للصرف يخدم المحافظة. ومن جانبه اعترف المهندس سعيد عبدالعظيم وكيل وزارة الري بالإسماعيلية بمشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية ليس في نطاق المدينة العاصمة فقط, وانما في باقي مدن المحافظة, وقال إن السبب المباشر هو استخدام نظام الري بالغمر والذي نحاربه في الوقت الراهن, وهناك توجهات عليا بالاعتماد علي الري بالتنقيط ونطبق ذلك بالأراضي الزراعية شرق قناة السويس, ومن يخالف يعرض نفسه للمساءلة القانونية إلا أننا نأمل أن يعم ذلك علي باقي ارجاء المحافظة, حسب قوله. وأضاف بأنه يجب الوضع في الاعتبار مراجعة خطوط مياه الشرب والصرف الصحي لأنها إحدي الوسائل الهامة في ارتفاع منسوب المياه الجوفية نظرا لحدوث أعطال بها تؤدي الي تسرب كميات هائلة من محتواها في باطن الأرض. واقترح وكيل وزارة الري حفر آبار لري الحدائق العامة والمنزلية والبعدعن استخدام مياه الترع لاننا وعلي سبيل المثال نستهلك150 ألف متر مكعب يوميا تضخ من شبكة المياه العكرة. وأوضح أنه لا علاقة للمجاري المائية التي تقع في نطاق المحافظة بهذه المشكلة التي تتلخص في مراجعة شبكات مياه الشرب والصرف الصحي واقامة مصرف زراعي حول أراضي جمعية العاشر من رمضان التي تصدر مياهها لمناطق عدة منها الكيلو2, والمستقبل, ودخلت في أحياء المحافظة التي تقع علي مقربة منها.